موسم القنص..60 ألف قناص «يجتاحون» المملكة بحثا عن الطرائد

مسلحين ببنادقهم المتطورة ومصحوبين بسلوقييهم لممارسة هوايتهم المفضلة المتمثلة في مطاردة الوحيش بمختلف أصنافه، في ظل العديد من نداءات المندوبية السامية للمياه والغابات والجامعة الملكية المغربية للقنص وبعض الجمعيات للحفاظ على الثروة الحيوانية ومحاربة القنص العشوائي واحترام الإجراءات والقوانين.
أصدرت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر مجموعة من القرارات بخصوص افتتاح موسم القنص والنظام الخاص للقنص خلال الموسم 2012/2013، بهدف المحافظة على الثروة الحيوانية الغابوية وحماية الوحيش من القنص العشوائي، وتتعلق بفترات القنص والأيام التي يباح فيها وطرق ممارسته وعدد الطرائد المسموح بقنصها، والقنص بالإحاشة (قنص الخنزير) وحظر بيع القنيص وبعض أنواع الحيوانات البرية، ورخص القنص وإذن قنيص الماء والحيوانات المهاجرة البرية والقنص السياحي وممارسة القنص من طرف الأجانب غير المقيمين بالمغرب، ومحميات القنص والعقوبات المتخذة في حقّ المخالفين.
استنزاف للثروة الحيوانية
يرى محمد دتسولي، عضو الجامعة الملكية المغربية للقنص ورئيس المكتب الجهوي للقنص لجهة الشرق، أن هناك ضغطا قويا على الأراضي المفتوحة للقنص، إذ ليس هناك دراسة منطقية وعلمية تمكن من إرساء توازن وتوافق ما بين عدد القناصة المتزايد والأراضي المفتوحة للقنص.
«هناك إهمال كبير حيث هناك تزايد كبير لعدد القناصة في الوقت الذي تتقلص مساحات الأراضي المخصصة للقنص، هذه محميات دائمة، وتلك محميات ثلاثية، وهناك محميات للعمال، الأمر الذي يؤدي إلى انقراض الوحيش». وأشار، بصفته عضوا جامعيا، إلى أن الأخطر من كلّ هذا هو القنص العشوائي في ظل الإمكانيات المحدودة، حيث تتوفر الجهة على 27 قناصا جامعيا متطوعا أدوا القسم، وهم من فئات الموظفين والفلاحين وغيرهم وليس لديهم الوقت الكافي للتواجد في أمكنة القنص للمراقبة.
«ورغم ذلك استطاع المكتب الجهوي، خلال السنوات الأخيرة، أن يضبط عددا من المخالفات ويحرر محاضر في شأنها والتي هي في تزايد سنة بعد أخرى، وبلغ عددها الموسم الماضي 47 مخالفة، حيث صنفت الجهة الشرقية في المرتبة الثانية على الصعيد الوطني». وذكر العضو الجامعي أن عددا من الجمعيات لا تلعب الدور الذي من المفروض أن تلعبه في محاربة القنص العشوائي وتنظيم حملات تحسيسية وتكوين القناصة، كما قام بذلك المكتب الجهوي للقنص بالشرق. وأشار إلى أن عددا من القناصين المنتمين إلى الجمعيات يمارسون القنص العشوائي في ظل انعدام تواصل وتنسيق بين رؤساء الجمعيات والحراس الجامعيين لمحاربة القنص غير القانوني والعشوائي. «ندائي إلى الجمعيات أن يقوموا بدورهم في التحسيس بخطورة القنص العشوائي وضرورة حماية الوحيش».
ومن جهته، أكد الشيخ البوشيخي، أحد القناصين العارفين بحكم تجربته الطويلة، أن مختلف مناطق المغرب تتوفر على طاقات هائلة وتنوع بيولوجي من الطيور المهاجرة والمستقرة والحيوانات البرية التي تشكل رصيدا وحيشيا هاما، خاصة منها الجهة الشرقية التي كانت قبلة للعديد من القناصين بالمغرب قبل أن يتم استنزاف ثروة المنطقة الحيوانية عبر الاستغلال الوحشي لها والقنص العشوائي، تضاف إلى سنوات الجفاف وعدم خضوع القناصة للقوانين المعمول بها حيث يتجاوزون في غالب الأحيان الحصص المسموح بها، دون الحديث عن القنص خارج المواسم.
«لقد تضاعف عدد القناصين خلال عشر سنوات وقفز من 20 ألفا إلى حوالي 60 ألف قناص على الصعيد الوطني ومن ألفي قناص إلى 5300 قناص بالجهة الشرقية وحدها، والأخطر من كلّ هذا هو تحول نشاط القنص من رياضة ونزهة وهواية إلى تجارة».
لقد أصبحت الغابة مصدرا لعيش بعض القرويين من ذوي الدخل المحدود، كما أنهم يحصلون على الرخص بسهولة، حيث لا تتطلب مصاريف كثيرة (1500 درهم سنويا) يضاف إليهم القناصون العشوائيون، الذين يمارسون القنص يوميا داخل محميات وغابات شاسعة يقطنون بمحاذاتها، حيث تصعب مراقبتهم، الذين أصبحوا يشكلون خطرا كبيرا على الوحيش الذي لا يجد الظروف المناسبة للتوالد والتكاثر وبذلك تتعرض الثروة الحيوانية إلى إبادة واضحة، وهو الأمر الذي يفرض تدخلا قويا وصارما من المسؤولين والساهرين على هذه المحميات والغابات، بالضرب على أيدي المخالفين وبتوقيف أنشطة القنص أو التقليص منها خلال فترات الجفاف والرفع من مصاريف تسليم رخص القنص والتفكير في وضع شروط والإشراف على مدارس للقنص تلقن الدروس للراغبين في ممارسة القنص واجتياز امتحانات للحصول على الرخصة على غرار رخصة السياقة كما هو معمول بها في البلدان الأوروبية.
«لقد أعطت الطبيعة كلّ شيء للإنسان ولم يعد بإمكانها أن تعطي أكثر، وجاء دور الإنسان ليمنحها قليلا من الراحة ويردّ إليها شيئا مما سلبها»، يؤكد الشيخ البوشيخي مشيرا إلى أن حماية الوحيش مسؤولية الجميع، مسؤولين ومواطنين وقناصين.
عشر القناصين بالمغرب
اعتبرت المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر موسم القنص 2012-2011 بالجهة الشرقية ضعيفا من حيث معدل الطرائد المصطادة، حيث بلغ معدل الحجل لكل قناص 1.52 و18 أرنبا بمعدل أرنب واحد لكل مائة قناص، مقارنة مع الموسم الذي سبقه، 2010/2011، الذي سجل معدل 2.13 حجلات لكل قناص و19 أرنبا بمعدل واحدة لكل مائة قناص، مقابل 2.51 حجلات لكل قناص خلال موسم 2009/2010 و23 أرنبا.
بلغ عدد القناصين الذين زاولوا القنص بالمنطقة الشرقية حوالي 5309 خلال الموسم الماضي مقابل 4142 موسم 2009/2010، وهو ما يمثل العشر من عدد القناصي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق