تيزنيت : ندوة علمية تخليدا الذكرى 69 لليوم الوطني للمقاومة

بمناسبة تخليد الذكرى 69 لليوم الوطني للمقاومة الذي يقترن بذكرى استشهاد البطل محمد الزرقطوني والذكرى 67 للوقفة التاريخية لبطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس على قبر الشهيد احتضن فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بتيزنيت يوم الاثنين 19 يونيو 2023 على الساعة العاشرة صباحا ندوة علمية في موضوع: “أعلام المقاومة بالجنوب المغربي” برئاسة السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تيزنيت بتعاون وتنسيق مع المجلس العلمي المحلي وبمشاركة السيدة والسادة :
ـ الدكتور عبد الرزاق اعويس ، أستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بالسمارة بمداخلة موسومة ب ” فقهاء مقاومون: الشيخ ماء العينين وفتوى هداية من حارا في أمر النصارى “،تطرق فيها إلى التعريف بنص النازلة الفقهية من حيث سياقها التاريخي: وهو معركة الداخلة الشهيرة التي وقعت سنة 1885م وهي التي انتصرت فيها القبائل الصحراوية بمنطقة وادي الذهب مؤيدة بجماعة من مريدي زاوية الشيخ ماء العينين رحمه الله امتثالا لواجب الجهاد الشرعي المؤطر بوشيجة البيعة الشريفة التي تربط المغاربة بسلاطين الدوحة العلوية المنيفة، مثلما عرفت بسياقها الموضوعي (أي العلمي الفقهي) الذي هو التنصيص على مشروعية الكفاح الوطني ضد جنود الاحتلال الاسباني للذب عن بيضة الإسلام وحياض الوطن والرد بأدلة علمية من الكتاب والسنة وأقوال الفقهاء وأخرى تاريخية منطقية تتمثل في الحق الطبيعي للمغرب في بسط سيادته على صحرائه للرد على من شكك يائسا في مشروعية مقاومة القبائل الجنوبية للنصارى المستعمرين بخليج الداخلة ورأس بوجدور المتربصين بوحدة المغرب الترابية، كما قدم قراءة مركزة في مضامين هذا الكتاب النفيس الذي تضمن نص النازلة الفقهية بطولها بتحقيق المرحوم ماء العينين مربيه ربه .
ـ الأستاذ عبد الله خطاب، عضو المجلس العلمي المحلي لتيزنيت، بمداخلة موسومة ب” قراءة في مقاومة العلامة محمد المختار السوسي”،تناول فيها ثلاثة نقاط، النقطة الأولى ركز فيه على التكوين المتين والثقافة الواسعة للعلامة محمد المختار السوسي، حيث أخذ العلامة عن جلة شيوخ عصره بكل من سوس ومراكش وفاس والرباط ، مع ذكاء وقاد وقريحة سيالة وفكر ناصع وذاكرة قوية مستعادة، أما النقطة الثانية فقد تناول ممارسة العلامة محمد المختار السوسي للتعليم والتربية وقراره أن يمضي كامل عمره في هذه المهنة الشريفة ليس لأنه يريدها مصدرا لقوته وكسب معيشته، وإنما لأنها وسيلة ناجعة لبث مايؤمن به من أفكار إصلاحية ومبادئ سامية وأخلاق عالية ووطنية صادقة.أما النقطة الثالثة فتطرق فيها للعمل الميداني، إذ لم يكن العلامة محمد المختار السوسي قابعا في مدرسته بين طلبته وبين كتبه، وإنما نزل إلى الميدان وكان أول من دعا لتأسيس إطار جامع تعمل من خلاله الحركة الوطنية، فدعا إلى تأسيس جمعية ثقافية سميت باسم ” جمعية الحماسة” أسندت له رئاستها والتي انبثقت منها جمعية سياسية سرية، أما النقطة الرابعة فعرض فيها لأهم الأفكار والمبادئ الأساسية لمقاومة محمد المختار السوسي وهي ست مبادئ .
ـ الدكتورة ابتسام تملاين، القيمة على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بتيزنيت،بمداخلة موسومة ب “نماذج من المقاومة الدرقاوية بالجنوب الشرقي المغربي: نماذج وقضايا”،أشارت في مستهلها إلى أن ترى الوطن سقي كل شبر منه بالدماء الزكيات للشهيدات والشهداء الأبرار، وبالتالي هذه الندوة ماهي إلا غيض من فيض أعلام أبلوا البلاء الحسن في الذود عن حمى الوطن وحماية حياضه، كما أن مداخلتها تندرج في إطار التعريف بالأدوار الطلائعية التي لعبها المنتمون للطريقة الدرقاوية بالجنوب الشرقي المغربي في مقاومتهم للمستعمر الفرنسي بزعامة المؤسس والمربي والمؤطر الشيخ سيدي محمد بن العربي المدغري الدرقاوي ، هذا الأخير ساهم بشكل كبير وفعال في مقاومة المستعمر الفرنسي بصرير قلمه من خلال مجموعة من المناشير والرسائل التي أثرت في أوساط القبائل والمريدين الذين حملوا من بعده مشعل الجهاد والمقاومة، ولم يفت الأستاذة المحاضرة الوقوف على مجموعة من أولئك الأعلام الذين طبقت شهرتهم الآفاق نظير تضحياتهم الجسام في الذود عن وطنهم وحماية بيضة الإسلام في ظرفية صعبة ، تميزت بتحرش وتوغل المستعمر الفرنسي بالتخوم الشرقية المغربية بعيد احتلاله للجزائر في 05 يوليوز 1830م ، لتختم الدكتورة ابتسام تملاين محاضرتها بالحديث عن الصلات التي جمعت مريدي الطريقة الدرقاوية بالجنوب الشرقي المغربي وغيرهم بالأطلس المتوسط وسوس والوسط في إطار تلبية نداء الجهاد الذي صدح به شيخ الزاوية الدرقاوية بتافيلالت الشيخ سيدي محمد بن العربي المدغري الدرقاوي مستحضرة نماذج من المعارك التي قادوها أو شاركوا فيها.
وفي ختام الندوة العلمية التي قام بتسييرها السيد النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتيزنيت الدكتور أحمد تانضافت تم رفع الدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والترحم على شهداء الاستقلال والوحدة وفي طليعتهم جلالتي المغفور لهما الملكين محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق