الاكتشافات النفطية بالمغرب بين الحقيقة و السراب

النفط بالمغرب

أكد المكتب الوطني للهيدرو-كربونات والمعادن أنه لا وجود، حتى اليوم، لاكتشاف للنفط أو الغاز في المغرب، و”هناك فقط تقديرات بشأن إمكانات جيولوجية”.
وأوضح المكتب في بلاغ صادرعنه أنه على إثر الإعلانات الأخيرة التي أدلت بها وكالة صينية وتناقلتها العديد من وسائل الإعلام عن اكتشاف كبير للغاز في سيدي مختار، أنه “لا يمكننا الحديث عن اكتشاف الغاز أو النفط. يتعلق الأمر فقط بتقديرات لإمكانات جيولوجية وليس احتياطات. ووحده القيام بالحفر وبالاختبارات سيوضح وجود نفط من عدمه”.
تدخل المكتب الوصي على القطاع جاء لقطع الطريق على شركة صينية مكلفة بالتنقيب عن الغاز الطبيعي في المغرب، أعلنت مؤخرا اكتشافها لحقل ضخمً للغاز الطبيعي في نواحي مدينة الصويرة الساحلية يُقدَّر مخزونه بمئات المليارات من الأمتار المكعبة، ويُتوقع أن يُدخل المغرب ضمن كبار منتجي الغاز الطبيعي في العالم.
إذاعة الصين الدولية المملوكة للحكومة سارعت للاحتفاء بانجاز بني جلدتها و نقلت أنه تم “اكتشاف مخزون كبير من الغاز الطبيعي على الشريط الساحلي للمحيط الأطلسي، وذلك في منطقة سيدي المختار قرب مدينة الصويرة“، مضيفة أن “أشغال العمل للتأكد من وجود الغاز الطبيعي ستبدأ خلال شهر نونبر المقبل
منذ سنوات و التقارير الاعلامية الوطنية و الدولية تتحدث عن الفتوحات النفطية الجديدة للمملكة و شركات النفط العالمية تتقاطر على أرض الوطن لابرام صفقات التنقيب عن المحروقات التي خذلت تاريخ المملكة المعاصر على الرغم من إمتدادها الطبغرافي و التضاريسي الذي يؤهل باطن ترابها نظريا لاختزان طبقات من السائل الثمين .
صيف السنة الماضية أعلنت شركة النفط البريطانية كيرن إنرجي أنها إشترت حصة جديدة في تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل المغرب بنفس السنة تناقلت عدد من وسائل الإعلام الورقية والرقمية بالمغرب والجزائر، خبر إعلان شركة تنقيب أسترالية وكذا شركة ريبسول الاسبانية ، عن اكتشاف حقول غاز هامة جدا بالجنوبين المغربي والجزائري، وهي الاكتشافات التي تشمل مناطق ممتدة بين طرفاية والزاك وتندوف، لكن الخبر بقي بدون تأكيد أو نفي رسمي من الجهات الحكومية المعنية بالمغرب
وبداية شهر فبراير الماضي كشف تقرير لشركة طنجة بيتروليوم الأسترالية التي تحوز على رخصة لاستكشاف النفط بسواحل جنوب المغرب أن البيانات الثلاثية الأبعاد التي خلصت اليها برامج أبحاثها لاستكشاف النفط بخليج طرفاية والتي تمت على عمق يقل عن 200 متر قد مكنت من الوقوف على الامكانيات الواعدة من الصخور النفطية بأحواض طرفاية و التي تقدر بحوالي 750 مليون برميل من النفط القابل للاستخراج .
وأضاف المصدر ذاته أن القيام بتقييم إمكانات نفطية في حوض ما يتطلب العديد من التحليلات والدراسات التدريجية، وأحيانا الطويلة جدا، حسب طبيعة الحوض المعني وتعقيده الجيولوجي، مشيرا إلى أن هذه الأعمال والدراسات تتم باستخدام تقنيات، في تطور دائم، وتتطلب استثمارات ضخمة.
المكتب الوطني للهيدرو-كربونات والمعادن يشير إلى أن 31 شركة نفطية دولية، بينها شركات كبرى وأخرى مستقلة، تشتغل حاليا في مناطق مختلفة من المغرب، في البر والبحر. مضيفا أن المناطق الأكثر تقدما من حيث الاستكشاف ستعرف حفر آبار استكشافية في أواخر سنة 2013 وخلال سنة 2014.
المغرب الرسمي الذي يتعامل بحذر مع تقارير الشركات العاملة بالقطاع في شأن تقديراتها للخزان النفطي للمملكة متخوف من تكرار سيناريو “مأساة بترول تالسينت ” بداية الألفية الجديدة حين تم الاعلان عن توفر المنطقة على خزان هائل من النفط قبل أن يتضح أن الدولة المغربية سقطت بسذاجة ضحية التضخيم و التلاعب في المعلومات المنسوج من طرف شركات تبحث بتربة المغرب عن منفذ و لو إحتيالي لرفع قيمة أسهمها بالبورصات الدولية .

رشيد زمهوط نشر في العلم يوم 22 – 10 – 2013

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق