خطارات اولاد جرار بحاجة إلى العناية من أجل سياحة ايكولوجية

تعتبر الخطارات واحدة من أعرق أنظمة السقي التقليدية والذكية بالمغرب، حيث تمتد لأزيد من ألف سنة وتتواجد بكثرة بعدد من المناطق المغربية . وبدوار البير باولاد جرار بإقليم تزنيت تتواجد هذه الخطارات ، وتؤرخ بعض الروايات إلى إنشائها سنة 1283ه ويعود سبب تسميتها بالخطارة إلى كلمة “خطر”، نظرا لخطورتها على مستعمليها، خاصة وأن عمليات الحفر والتشييد أودت بحياة الكثيرين
والخطارات تقنية تحت أرضية في مجال السقي التقليدي تعتمد في المناطق القارية، وهي عبارة عن قناة مائية باطنية تحت الأرض يتراوح طولها حوالي 45 كيلومترا، وعلوها 15 مترا وبعرض 3 أمتار، ويختلف ذلك حسب موقع ومنطقة كل خطارة، وتستعمل لجلب المياه من المرتفعات لسقي الأراضي السفلى عبر نظام الجاذبية، بينما تتقطع القناة بمئات الآبار تتباعد عن بعضها ما بين 5 إلى 25 مترا .
وتعتبر مياه الخطارات من أكثر مياه القنوات المائية الطبيعية نقاوة، حيث تسمح الخطارات بنقل مياه صافية من الأتربة نظرا لنوعية التربة في المنطقة المعروفة بغياب الأوحال وعدم نمو النباتات فوقها .
أما فيما يخص توزيع مياه الخطارات، فإن ذلك يخضع لقانون عرفي صارم يسمح بالتوزيع العادل للمياه، وذلك عبر حصص متساوية بين تلك القبائل.
اليوم توقف العمل بنظام الخطارات في جل المناطق ، وذلك بسبب فترة الجفاف التي ضربت المغرب من جهة، وبسبب ظهور أجهزة حديثة لاستخراج ونقل المياه، خاصة بالطاقة الكهربائية والنفطية والشمسية من جهة ثانية، وهو ما جعل سكان تلك المناطق يتخلون عن هذه التقنية التقليدية تدريجيا منذ الاستقلال، إلى أن توقفت نهائيا عن العمل.
لكن رغم توقفها إلا أنها بحاجة إلى إعادة احيائها لتشكل مزارا للسياح لأنها تشكل معلمة تاريخية واقتصادية واجتماعية وتراثا إيكولوجيا للمنطقة ، نظرا لعبقرية عملها في نقل المياه وما تتيحه من نظام عادل لتوزيع الماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق