جامع بنيدير يكتب عن إيداوسملال

وذلك بارتباط أو بالإضافة إلى الأجواء الطبيعية التي تتميز بها أيضا من حيث تضاريسها ومناخها ومجالها بشكل عام.
وقد لا يدرك السملاليون هذا التميز، لأنهم ينتمون إليه، يحايثهم ويحايثونه، بما لا يكاد يترك لهم المسافة اللازمة لإدراكه، فتخفى عنهم هذه الخاصية، ولا يدخلونها لذلك في الحسبان، أو يسعون الى ابرازهامتى ما تعلق الأمر بالحديث عن الأرصدة الثقافية التي تملكها هذه أو تلك من القبائل السوسية.
ووحده من كان على مسافة من هذه الأجواء، كالوافد على الديار من خارجها،أو من له القدرة من أهالي الديار على اتخاذ مسافة ما منها، يستطيع أن يتبين أكثر هذا التميز، وعليه إذن أن ينبه الغيورين من هؤلاء إلى هذه الخاصية، قصد العمل على الكشف عنها والتعريف بمظاهرها، وبالدلالات التي تحيل عليها، داخل مختلف الأشكال التي تحملها من ثقافة البلدة. إذ تزخر هذه الأشكال بالعديد من المعالم، المادية واللامادية، التي تؤكد أن بلدة “إيداوسملال” من أعرق وأكبر قبائل المنطقة، وأنها لذلك غنية بتاريخها وبساكنتها من الرجال كما من النساء، وبما تحتضنه من أشكال التراث الديني منهوالسياسي والصوفي والعلمي والأدبي، الأمازيغي منه والعربي، وغير ذلك مما هو جدير بأن توجه إليه الأنظار والأقلام، على غرار ما وجهت إلى تراث قبائل سوسية أخرى، ليست “إيداوسملال” أبدا بأقل منها شأنا ووزنا ومكانة.
لذلك فإنا نكاد نقول: إن “إيداوسملال” متحف كبير، واسع الأرجاء، وغني بما لا حصر له من أشكال تراثية متنوعة في مختلف الميادين، وهو إلى ذلك متحف بكر لم يرتده الرواد بعد إلا لماما، وهو يعد كل من يرتاده من أساتذة باحثين ومهتمين، بإرضاء حاجياتهم وفضولهم المعرفي، كيفما كانت تخصصاتهم ومنازعهم. فهل لنا أن نستأذن آل “إيداوسملال” في أن ننحشر في ما لا يعنينا، وندعو هؤلاء إلى الالتفات إلى هذا المتحف، وإلى زيارة أرجائه، وفحص محتوياته وتدارسها قصد التعرف عليها والتعريف بها؟ وهل لنا أن ندعو آل “إيداوسملال” أنفسهم إلى العمل على مناجزة  هذه المهام، كل وفق ما هو مؤهل له؟
إننا وإن لم نكن معنيين،بشكل مباشر، باعتبار أنا لسنا سملاليين، فإن الأمر يعنينا، باعتبار آخر، ربما بشكل مباشر أيضا،وذلك من حيث أنا من المهتمين المنتمين إلى ذات البنية الثقافية التي يشكل تراث “إيداوسملال” أحد مكوناتها الأساسية، ومن التواقين لذلك إلى رؤية هذا التراث بين يدي من ينتدب لإخضاعه للبحث والدراسة، في اتجاه وضعه رهن إشارة الأجيال الحالية والآتية  من أبناء البلدة والإقليم وجمهور المهتمين. فهل من مستجيب؟

جامع بنيدير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق