شخصيات عامة تلقت تهديدات بالقتل.. اختلفت التفسيرات و«الخوف» واحد (1/2)

بالخطر، لكن لا أحد يختلف حول أمرين، أولهما أن هاته التهديدات طفت على السطح بعيد الحراك السياسي الذي عرفه المغرب، وثانيهما أنها تجد مجالا واسعة للتفاعل إعلاميا، لكنها ما تلبث أن تقبر إلى الأبد. كان حسن الكتاني، أحد شيوخ السلفية, آخر من تحدث عن «تهديد بالقتل»، لكن أسماء أخرى سبقته قالت إنها تلقت تهديدات بالقتل، أو إنها بالفعل تعرضت لمحاولة التصفية، وفي هذا الملف تعود «المساء» إلى أخطر التهديدات التي وجدت صداها الإعلامي لكن ملفاتها أقبرت دون الإجابة عن سؤال «من الفاعل؟».
عندما صرخ ابن كيران: «حياتي في خطر بسبب خبر كاذب»

في نظام سياسي مثل المغربي، ليس من المعتاد أن يخرج رئيس الحكومة على وسائل الإعلام في اجتماع رسمي ليعلن أن حياته أضحت مهددة، هذا ما حدث شهر شتنبر الماضي، عندما أعلن عبد الإله بن كيران أمام المجلس الحكومي أن خبرا غير صحيح نشرته صحيفة وطنية جعل حياته في خطر.
وكان ابن كيران قد فجر خلال الجلسة، مفاجأة من العيار الثقيل، عندما انتقد نشر صحيفة وطنية لخبر مفاده أنه قرر إيقاف عملية توزيع 700 مأذونية نقل على معطلين في الدار البيضاء، وهو ما وصفه رئيس الحكومة بالخبر العاري من الصحة، بل مضى إلى اعتباره «تحريضا» يستهدف حياته قائلا «حياتي أصبحت في خطر»، مضيفا «هاته المعلومات غير صحيحة وأنا كرئيس للحكومة لا يمكنني أن أمنع عن شخص ما مأذونية منحها له الملك».
التهديدات التي باتت تهدد سلامة ابن كيران عقب نشر الخبر، كان لها حينئذ ما يزكيها، فرئيس الحكومة كان وقتذاك قد فتح جبهات عدة في نفس الوقت، أشدها خطرا كانت مواجهاته المباشرة مع المعطلين بعد إقرار توقيف العمل بمقرر يوليوز الخاص بالتشغيل المباشر لحملة شواهد الماستر والدكتوراه المعطلين، وهي الجبهة التي فتحت النيران على ابن كيران وعلى ساعده الأيمن وزير الدولة عبد الله باها المشرف المباشر على الملف وقتها، هذا الأخير كان قد تعرض لمحاولة اعتداء في ساحة البريد أمام مقر البرلمان من طرف معطلين غاضبين.
جذوة الغضب على رئيس الحكومة من طرف المعطلين الذين اعتبروا أنه حرمهم من امتياز منحه لهم الوزير الأول السابق عباس الفاسي بعد سنوات من النضال القاسي، بدت جلية خلال الحملات الانتخابية للاستحقاقات الجزئية في نونبر الماضي، ففي طنجة التي كان الحزب يتنافس فيها على 3 مقاعد، هاجم معطلون غاضبون المهرجان الخطابي لابن كيران محاولين الوصول إليه، وهو النشاط الذي شهد اشتباكات بالهراوات والكراسي بين أفراد اللجنة المنظمة والمناصرين لحزب المصباح من جهة وبين المعطلين المحتجين من جهة أخرى، وقد وجه ابن كيران كلامه ساعتها إلى المعطلين الذين قاطعوا كلمته قائلا «لو كنتم تريدون الحوار فأنا رئيس حكومتكم وأنا مستعد لسماعكم، لكن مكان الحوار ليس هنا، فمجيئكم إلى وسط اللقاء للتشويش يجعلنا نعتقد أن هناك من أرسلكم»، فيما مضى قياديون في حزب العدالة والتنمية إلى وصف الحدث ب«العمل البلطجي الذي استهدف سلامة رئيس الحكومة».
الجدية التي تناول بها ابن كيران وحكومته التهديدات التي تواجهه، لم يكن مردها فقط إلى صراعه مع حملة الشواهد المعطلين، حيث كان ملف مأذونيات النقل طاغيا وقتها، وما رافقه من ردود فعل متضاربة، بالإضافة إلى القرار الحكومي بالزيادة في أسعار المحروقات.
وسارع وزراء التكتل الحكومي من مختلف الأحزاب الأربعة المشكلة له، إلى التنديد بالتهديدات التي تطال رئيس الحكومة وإعلان تضامنهم مع ابن كيران، مدينين نشر معلومات «زائفة»، فيما خرج مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة في ندوة صحفية أعقبت المجلس الحكومي، لينفي خبر منع رئيس الحكومة لمأذونيات النقل، قائلا إن الحكومة مستاءة من نشر مثل هاته المعلومات التي تستهدف عمل الحكومة والمسؤولين الحكوميين» وأردف قائلا «مثل هاته الأخبار قد تتسبب في تهديد السلامة الجسدية لرئيس الحكومة».
ورغم مرور أزيد من 5 أشهر على هاته التهديدات، إلا أن ابن كيران لا زال يذَكِّرُ بتبعاتها، فخلال مهرجانه الخطابي في دائرة مولاي يعقوب أثناء الحملة الانتخابية للاستحقاقات البرلمانية الجزئية، ألمح إلى أن خطر التصفية لا زال يهدد حياته عندما قال «سأواصل العمل من أجل مصلحة الوطن، وسأستمر في محاربة الفساد حتى ولو قتلوني، لأنني سأبقى في قلوب المغاربة».

جدل سلفي أمازيغي بعد «تهديد» الكتاني بالقتل

شيخ آخر من شيوخ السلفية المفرج عنهم نال نصيبه من التهديد المباشر بالقتل، حسب قوله، وهو الشيخ حسن الكتاني، الذي أورد أن «قوميين أمازيغ» اتصلوا به هاتفيا ليهددوه ب«الذبح من الوريد إلى الوريد»، ليكون بذلك آخر المنتمين إلى قائمة الشخصيات العامة المهددة بالتصفية الجسدية.
ونشر الشيخ الكتاني في صفحته الرسمية على «الفيسبوك»، بتاريخ 19 مارس الجاري، أنه تلقى رسالة من «قوميين أمازيغ» تفيد تهديده بالقتل، حيث أوردوا فيها: «سنذبحك من الوريد إلى الوريد، ونحن نعلم أين تحركك وسنلغيك من الوجود».
وقال الكتاني في البيان الموقع باسمه، إنه لم يعر هذا «التهديد» في البداية اهتماما كبيرا، غير أنه فوجئ باتصال هاتفي يكرر على مسامعه نفس الوعيد، حسب تصريحه، قائلا إنه تأكد بأن الأمر «ليس هزلا وإن لا مجال للسكوت عليه»، موردا «إني أحمل الذين ينشرون خطاب التطرف والكراهية القومي مسؤولية سلامتي الجسدية، داعيا جميع العقلاء في بلادنا لتحمل مسؤولياتهم إزاء الخطاب القومي المتطرف».
وكان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق