ملفات «فساد» في وزارة الصحة

الكل يتذكر ملفات شراء لقاحات أنفلوانزا الخنازير بميزانيات خيالية، قبل أن ترمى دون استعمال. ويستحضر الجميع المشكل الذي أثاره التقرير البرلمانيّ الذي كشف أن ثمن الأدوية في المغرب يضاعف مرات عديدة ثمنها في الدول الأخرى، والسبب سيطرة لوبيات متحكمة في الصناعة الدوائية على القطاع. لكن كل هذه الملفات وغيرَها طواها النسيان ولم يشملها تحقيق.
بعد مدة، ومباشرة بعد تعيين وزير جديد للصحة، بدأت تظهر ملفات مرتبطة بصفقات غامضة لشراء لقاحات وأنظمة معلوماتية وتجهيزات. برز خلال تفجر هذه الملفات صراعٌ بين الوزير الجديد والكاتب العام للوزارة، الرجل القوي الذي ظل يحرك الصحة لسنوات.. سحب الوزير تفويض التوقيعات من الكاتب العام وجمّد صلاحيات، بدعوى أنه حاول القفز على اختصاصات الوزير والتنسيق مباشرة مع المديرين، في حين اعتبر الكاتب العامّ أن الأمر «تصفية حسابات».
سيحيل وزير الصحة ملف اللقاحات على المجلس الأعلى للحسابات، وهنا سيشتد الصراع وسيظهر حزب الاستقلال طرفا، حيث اعتبر الحزبُ أن الحسين الوردي، وزيرَ الصحة، يستهدف الحزب ويحاول السيطرة على الوزارة. فجأة، سكت الوردي، غارقا في مشاكل قطاعية مع مهنيين وطُويّ الملف ولم يعد أحد يثير تفاصيله.
في هذا الملف نحاول ترصد تفاصيل أخرى لما قيل إنه «فساد» في قلب جسد الصحة. قادنا طريق الترصد والبحث إلى الحصول على ملفات ووثائق تكشف سيطرة مسؤولين على الوزارة واستفادتهم منها ماليا.
شملت الاستفادة هوامشَ مظلمة رافقت صفقات عديدة، فضلا على تخويل امتيازات مالية لموظفين كبار جعلتهم يغتنون في فترة وجيزة.
ما حقيقة ملفات الفساد داخل قلعة الصحة؟ ما هي تفاصيل الصفقة التي تحوم حولها شبهات؟ من المسؤولون عنها؟..أسئلة وغيرها تحاول «المساء» الإجابة عنها في هذا الملف -التحقيق، في ظل صمت مسؤولين معنيين بالملف، اتصلنا بهم لكنّهم فضّلوا السكوت.

عزيز الحور نشر في المساء يوم 22 – 10 – 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق