إقبال شعبي كبير على الموسم السنوي أنموكار الولية الصالحة للآتعزة تاسملالت

كما عبر المنظمون عن اندهاشهم لتزايد أعداد زوار الموسم سنة بعد أخرى، وأكدوا أن الطاقة الإستيعابية للأماكن المخصصة للضيافة قد تم تجاوزها هذا العام، مما اضطر المنظمين لتقديم الضيافة للزوار بالهواء الطلق، حسب إحصائيات المنظمين فإن ما يزيد عن 156 مائدة طعام تم تقديمها خلال هذا الموسم، وتم في اليوم الأول ضيافة ما يناهز الألف شخص، بينما وصل العدد في اليوم الثاني الى الألفين. الموسم التقليدي السنوي العريق ذو الطابع الديني، ينظمه سملالة بالمدرسة العتيقة للآتعزة تاسملالت مرتين بالسنة، على عكس باقي المدارس العتيقة بالقبيلة وبسوس، التي تقتصر مواسمها على مرة وحيدة بالسنة، وهو ما يعكس المكانة التي تحضى بها الولية الصالحة للآتعزة تاسملالت خاصة والمرأة السملالية عامة بالمجتمع السملالي. مجموعة من الفعاليات السملالية والمحسنين بالإضافة الى مجموعة من شباب المنطقة المتطوعين بالإضافة لعشرات السملاليات، بالإضافة لجمعية المدرسة العتيقة، كلهم يتجندون دوما لكي يمر الموسم في ظروف جيدة، ويعكس صورة حسنة عن قبيلة إداوسملال وما تعرف به على مر العصور من كرم الضيافة واحتضانها لطلبة العلم وحفاظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية، حيث تشارك وفود كبيرة من مختلف المدارس العتيقة بسوس، والتي يتناوب المشاركون فيها على إحياء حلقات الذكر والعبادة بمسجد المدرسة العتيقة طوال أيام وليالي الموسم الديني. أكثر ما يثير إعجاب زوار الموسم من كبير وصغير هو تلك الأطباق التقليدية التي تعدها السملاليات ببراعة، وهي عبارة عن أعداد قد تتجاوز المائة من أطباق الكسكس التقليدي الذي يطهى غالبا فوق أخشاب اللوز أو الأركان، ويزين بالخضار والبيض والسمن واللحم الذي مصدره ذبيحة يتشارك الجميع في ثمنها، والكل في طبق تقليدي مغطى بأسدول يدوي الصنع ورائحة زكية تفوح منه ويلتف العشرات من الأشخاص حول عشرات من هذه الأطباق، بمجرد رفع الغطاء حتى ترى الطبق يلمع تحت الضوء حيث ذهن بزيت الأركان، يتهافت الجميع على تناوله باليد اليمنى، بينما ترى الأطفال يتسابقون لملئ أكياس جلبوها معهم، حيث يضعون بها البيض واللحم، كما جرت العادة بذلك، وهي مظاهر تكاد تنقرض من الموسم، حيث في الماضي كانت هذه الأطباق ترجع الى أصحابها فارغة، أما اليوم فيقول المنظمون انه من النادر أن تجد طبقا قد تم تناوله بأكمله. هذه الطقوس كانت تمارس بفضاء رحب بالهواء الطلق، قبل أن تقوم جمعية المدرسة العتيقة بتشييد قاعة كبيرة عبارة عن مطعم عملاق يتسع للمئات، لكن بعض أبناء المنطقة يطالبون بالعودة للعادة القديمة والحفاظ على مميزات الموسم وعدم تغييرها، ويعللون ذلك بالإكتضاض وحالات الإختناقات التي تسود في تلك القاعة. وقد استمع المنظمون لهذه الإنتقاذات وقاموا خلال هذا الموسم بنشر عشرات الأطباق (تيزلافين) في الهواء الطلق بساحة واسعة بجوار المدرسة العتيقة، كما تم طهي وتقديم طبق تاكلا الذي جرت العادة أن يحضره الرجال على مقربة من المدرسة بمطبخ تقليدي أنوال، ويقدم للضيوف عصرا مع الشاي والحلوى واللوز التي تقدم للضيوف باستمرار. هذا بالنسبة للجانب الشعبي من الموسم، أما الجانب الرسمي منه فتمثل بحضور السيد سمير اليزيدي عامل صاحب الجلالة على إقليم تيزنيت على رأس وفد رفيع يضم عددا من المسؤولين بالعمالة ورؤساء المصالح، بالإضافة للسيد عبد الله غازي رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت، وعدد من المنتخبين والجمعويين بالمنطقة، الوفد الرسمي فور وصوله لقبيلة إداوسملال تقدم له الضيافة بمنزل إحدى فعاليات القبيلة بدوار أكرض والوس، قبل أن يتوجه الى المدرسة العتيقة للآتعزة تاسملالت على مقربة من المكان، ليشارك في اختتام فعاليات الموسم والدعاء الجماعي لأمير المؤمنين، كما تتم زيارة روضة الولية الصالحة للآتعزة تاسملالت حيث يتم الإستماع الى درس ودعاء لفقيه المدرسة، وعلى عكس ما يعتقده البعض فإن صندوق الضريح لا يستقبل أية هبة من أي جهة رسمية كانت أو غيرها، قبل أن يتوجه الوفد الى قاعة ضيافة خاصة داخل المدرسة العتيقة لتقدم لهم الضيافة وأطباق الكسكس، بعيدا عن ازدحام الوفود الشعبية، وتعتبر هذه الزيارة هي الأولى من نوعها للعامل الجديد، الذي يبدو انه قرر مواصلة السنة التي سنها سلفه السيد إدريس بنعدو، الذي يحرص بشكل مستمر على حضور جميع مواسم للآتعزة تاسملالت بقبيلة إداوسملال. جهود جمعية المدرسة العتيقة للآتعزة السملالية، وعدد من المحسنين بالمنطقة، لا تتوقف عند إشرافهم على إنجاح الموسم وخدمة المدرسة العتيقة وطلبتها وفقهائها، بل تمتد الى بعض المبادرات التنموية والخيرية بالمنطقة، فبعد قيامهم بتوفير سيارة إسعاف حديثة ومجهزة، لنقل المرضى والمصابين بالمنطقة مجانا، هاهم اليوم يتفقدون برفقة السيد عامل إقليم تيزنيت ورش بناء بجوار المدرسة العتيقة هو عبارة عن دار للأمومة سوف تقدم خدماتها الطبية والإجتماعية للنساء الحوامل بقبيلة إداوسملال. فشكرا للمحسنين وشكرا للشباب المتطوع الذين يعتبرون الأمل في المستقبل للحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا الأمازيغية السملالية.

بوابة إداوسملال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق