ثانوية محمد اليزيدي التأهيلية بتغيرت- إقليم سيدي إفني- تحتفي بالمبدع رشيد لمهوي

الذي اختار له كعنوان ” تأملات في اليومي”، الصادر  عن مطبعة وليلي بتاريخ 2012 بمراكش، وهو الإصدار الأول لهذا الباحث الشاب في مساره الفكري والمعرفي .
استهل اللقاء بعرض شريط، امتد لبضع دقائق، يظهر مسيرة المحتفى به الحياتية والإبداعية عبر عيون كاميرا ترصد بدقة متناهية مناحي الحياة المراكشية البسيطة بقلبها النابض”جامع الفنا” التي تزخر بحركية و حيوية، وبإيقاعات احتفالية، كرنفالية التي لا ينضب معينها، ولا يرسو صخبها على ميناء الصمت .
والجدير بالذكر أن هذا اللقاء الذي جمع كاتبنا مع جمهوره قام بتسييره الأستاذ “رضوان نحال” والذي افتتحه بكلمة مقتضبة حاول فيها عرض الخيوط العريضة والناظمة للأفكار المتضمنة في الكتاب .
والمثير في هذا اللقاء الحميمي هو الفرصة التي منحت لبعض التلاميذ لإنجاز قراءات لمضمون الكتاب، وهي مناسبة شكلت لهؤلاء التلاميذ فرصة لاختبار ملكتهم النقدية  مستغلين في ذلك قدراتهم وتعلماتهم التي حصلوها واكتسبوها على مدى سنوات من التحصيل العلمي، ثم تلتها كلمة الباحث “رشيد لمهوي” الذي نوه بالمبادرة النبيلة، والالتفاتة العظيمة التي قام بها أعضاء النادي الثقافي، كما أشاد بالجهود التي بذلوها من أجل تنظيم هذا اللقاء، واسترسل في الحديث عن مضمون هذا الكتاب، مبرزا دلالات مفهوم اليومي وأبعاده الفلسفية، موضحا أن اليومي هو بمثابة استعادة تلك التفاصيل الدقيقة، والأشياء المهملة التي تؤثث فضاءنا ولا نعيرها اهتماما، مؤكدا في ذات الوقت أن على الإنسان أن يلتقط هاته الأشياء ليجلبها من سلة العدم، ويضعها على سطح الحياة الحية،النابضة والمتدفقة ، مؤكدا أن هذه المهمة لن تتحقق إلا بتوفر شرط ضروري، جوهري، محسوم وهو أن نمتلك عين يقظة، مبصرة، وفضولية تحشر نفسها في كل صغيرة وكبيرة، في كل شاذة و فاذة.
بعد هذه الكلمة القصيرة في حق الكتاب من طرف باحثنا، فتح  للحضور باب التدخل والمناقشة، وإبداء الآراء، هذه المداخلات في عمقها تحاول جادة استفسار مضمون اليومي، وكذلك سؤال التقنية في علاقتها بالإنسان، وعن تلك اللامبالاة أو عدم انتباه الكائن بحواسه إلى اليومي، إلى غير ذلك من التساؤلات التي انصبت في مجملها على اليومي وتجلياته، ومظاهره التي تهيمن على منطق عصرنا الراهن.
انتهى اللقاء أو هذا الحفل الذي يعلي من شأن الإبداع والمبدعين على إيقاع توقيع الكتاب للحضور المتعطش أكثر لمعرفة المزيد عن هذا الذي يسمى اليومي.

بقلم:ذ  توفيق تجاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق