ندوة  علمية حول تدريس اللغة الامازيغية نظمها المعهد الملكي للثقافة الامازيغية

بازغ لحسن

ذ بازغ لحسن ” وجود شرخ واضح بين القول والفعل ،بين الخطاب المتضمن في المذكرات الوزارية لما ينبغي أن يكون ،وبين ماهو كائن في الممارسة اليومية لتدريس الامازيغية ”

بمناسبة تنظيم وزارة الثقافة الدورة الثانية والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء ،عقد المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ندوة علمية حول موضوع :تدريس اللغة الامازيغية :الحصيلة والرهانات والتحديات .وذلك يوم الاثنين 15فبرايرعلى الساعة الثالثة زوالا .

وقد عرفت الندوة التي احتضنت أشغالها قاعة عبد الهادي التازي بالمعرض الدولي ،مشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين ذووا الصلة بالموضوع :من قبل الدكتورة فاطمة اكناو

والأستاذ بن عيسى يشو  والأستاذ بازغ لحسن “أستاذ اللغة الامازيغية “الذي ساهم بمشاركة عبارة عن دراسة تقييمية لثلاثة عشرة سنة من تدريس الامازيغية بنيابة البر نوصي بالبيضاء والدكتور عبد السلام خلفي “مدير المركز البيداغوجي والبحث الديداكتيكي بالمعهد الملكي للثقافة الامازيغية “.

وقد استهلت الندوة التي سيرت أشغالها الدكتورة فاطمة اكناو بالوقوف عند دراسة الأستاذ بازغ لحسن الميدانية ،التي حاول فيها كما  أسلفنا تقييم ثلاثة عشرة سنة من تدريس اللغة الامازيغية بنيابة البر نوصي ،التي يتواجد بها نحو 51 مدرسة ابتدائية ،في الوقت الذي لاتستفيد فيه سوى 4مدارس فقط من إمكانية تدريس اللغة الامازيغية ،وهو مايعكس وجود شرخ واضح بين القول والفعل على حد قول الأستاذ المحاضر ،بين الخطاب المتضمن في المذكرات الوزارية لما ينبغي أن يكون ،وبين ماهو كائن في الممارسة اليومية لتدريس الامازيغية ،ويرجع الأستاذ بازغ هذا الشرخ الواضح أو الهوة العميقة كما سماها إلى تنصل الوزارة المعنية من التزاماتها وتعهداتها بخصوص تدريس الامازيغية ،واستشهد بعدة أمثلة في هذا الجانب ،تماما كالتزام الوزارة على العمل على تكثيف أنشطة التاطير البيداغوجي وتنويعها ،إلا أن هذا التعهد بقي حبر على ورق ،ولا يلقى أي تفعيل في الممارسة اليومية ،وهو مايشير على حد اعتقاد الأستاذ بازغ إلى وجود اختلالات خطيرة تكتنف الممارسة اليومية المرتبطة بتدريس الامازيغية على جميع المستويات ،الأمر الذي يستدعي التفكير في إستراتيجية واضحة وتعبئة شاملة من اجل إخراج مشروع تدريس الامازيغية من عنق الزجاجة الذي باتت تتخبط فيه ،واقترح من اجل ذلك تفعيل دور جهاز التفتيش وإحداث الية لمواكبة وتتبع وتقييم تدريس اللغة الامازيغية ،بالإضافة إلى إستراتيجية إعلامية وتحسيسية وتواصلية للارتقاء وتطوير مسلسل تدريس اللغة الامازيغية . وإذا كانت مداخلة الأستاذ بازغ قد شملت مقاربة ميدانية لمنطقة معينة دون غيرها “نيابة البر نوصي “فان كلمة الدكتور عبد السلام خلفي تطرقت لملف مشروع الإصلاح التربوي الجديد  الذي جاء في إطار رؤية 2015   2030  لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ،بشكل عام وشامل إذ أكد على حد قوله:إن

ما يثير الاستفهام ويجعلنا لا نثق أبداً بدساتيرنا وقوانيننا وكلام سياسيينا هو أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، وبمبرر عدم وضوح وضعية اللغة الأمازيغية القانونية، لم تُقدّم، في إطار مشاريع الإصلاح التربوي الجديدة التي باشرت عملية إطلاقها منذ سنة 2015، أي مخطط لتجاوز الوضعية المستعصية الراهنة للأمازيغية؛ فهي لم تُشر، مثلاً، إلى هذه اللغة بأدنى إشارة، أثناء تحضيرها لمشروع “المدرسة الجديدة” في إطار رؤيتها المستقبلية التي قدمت عناصرها الأساسية يوم 09 شتنبر 2014 بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي؛ ويضيف الأستاذ خلفي فبالرغم من السياق الجديد الذي يعبر عنه الدستور، لم تُقدم الوزارة، ومعها الحكومة، أي شيء عن الوضعية الجديدة للأمازيغية في المنظومة التربوية؛ لقد كان التركيز فقط على محورين، أحدهما يرتبط بـ “تعلُّم المعارف الأساسية في اللغة العربية والحساب”؛ وقد جعلوه من المشاريع ذات الأولوية التي تقتضي وضع “منهاج جديد للسنوات الأربع الأولى من التعليم الابتدائي”؛ وثانيهما يرتكز على “التحكم في اللغات الأجنبية” وإعداد التّلاميذ “للمسالك الدّولية للباكالوريا ولمسارات التعليم التكنولوجي، التقني والمهني”؛ وقد جعلوه أيضاً من الأولويات التي تقتضي “تغيير نموذج التعلم” و”الرفع من الغلاف الزمني”، وتوسيعه “ليشمل اللغتين الإنجليزية والإسبانية” إلى جانب تدريس اللغة الفرنسية والتدريس بها. وإذا علمنا أن هذه الرؤية المستقبلية تخطط للمدرسة الجديدة في أفق سنة 2030 فمعنى هذا أن المسؤولين عن الشأن التربوي في بلادنا يكشفون عن مؤشر خطير، وهو أنهم لا يأخذون بعين الاعتبار، في هذا الأفق، الوضعية الجديدة للأمازيغية بوصفها لغة رسمية؛ بله ولا يتوفرون على أي مشروع خاص بالأمازيغية حالياً وخلال الست عشر سنة المقبلة. وخلص في الأخير :

إلى أن كل ما ما تُقدمه هذه رؤية الوزارة، والذي جاء في متن “المنهاج الدراسي المنقح للسنوات الأربع الأولى للتعليم الابتدائي- يونيو 2015” هو ما يلي:

“بالنسبة للغة الأمازيغية، فإن هذه الأرضية تقترح الاحتفاظ ببرنامجها الحالي بنفس الحيز الزمني مع الحث على تشجيع تخصيص أستاذات وأساتذة متخصصين وقارين لتدريسها في انتظار تقييم التجربة والأخذ بعين الاعتبار توصيات المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حول وظائفها بالمدرسة والتخطيط لتعميم تدريسها أفقياً وعمودياً في جميع المؤسسات التعليمية الابتدائية العمومية والخصوصية”.

أما كلمة الأستاذ يشو بن عيسى فقد ركزت في معظمها على التذكير بما تحقق من تنميط تيفيناغ ومعيرة متدرجة للغة الامازيغية ،وكذا تدريجها في المدرسة الوطنية ،بالإضافة إلى إدماجها في الإعلام والتكنولوجيا ،تم انتقل بعد ذلك إلى رصد أهم مايميز هذه اللغة بالمدرسة ،إذ أعرب عن اعتزازه بكون الكتب الامازيغية في المستوى وتعلم الناشئة .الا انه رغم هذه “المكتسبات ” التي تحققت لملف الامازيغية ،فان الأمر لايخفي الصعوبات والاكراهات التي لازالت تعتري واقع التدريس .

ورغم أن الحضور كان لاباس به ،وكان نوعيا أكثر منه كميا ،إلى انه أبى إلا أن يشارك ويغني النقاش وصبت جل المداخلات على أن اللغة الامازيغية لايمكن أن تتقدم خطوة إلى الأمام طالما أنها لم تفعل بالدستور اسمى وثيقة بالبلاد وبالتالي فان قرار تهميشها أو إقصائها هو قرار سياسي محض ،كما أن اللوبي المعادي للامازيغية ما فتئ يكشر عن أنيابه ضد أي خطة أو قرار ما من شانهما تعميم تدريس الامازيغية أفقيا وعموديا .

وفي آخر الندوة شكرت الدكتورة اكناو جميع الأساتذة والحاضرين ،وجددت التأكيد على أن موضوع تدريس اللغة الامازيغية يحتاج إلى  أكثر من وقفة وندوة لان هناك أشياء وأمور تكتنف واقع التدريس لابد من إيجاد لها حلول مناسبة وواقعية .

بازغ لحسن 0661963996

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق