الشيخ بلا لمنتقدي توزيع البذلات الرياضية : ماذا قدمتم أنتم؟

كغيري من الفاعلين المدنيين بإقليم تيزنيت، تتبعت بعض ردود الفعل التي واكبت إعلان مؤسسة جود للتنمية بمعية شركائها بالمجلس الاقليمي ودار تافراوت، عن انطلاق عملية توزيع 7 آلاف بذلة وحذاء رياضي على جميع تلاميذ السنة الاولى اعدادي بجميع المؤسسات التعليمية، وكافة تلاميذ الاعدادي القاطنين بدور الطالب والطالبة، علاوة على الفئات الرياضية المنضوية تحت لواء العصب والجامعات المختلفة، وفئات اجتماعية أخرى.
فبدل أن يصفق المعنيون للمبادرة التي ليست الأولى من نوعها بالاقليم، حيث أن نسخة هذه السنة تعتبر الثانية من نوعها على صعيد الاقليم، بعد عملية السنة الماضية التي تم من خلالها تعميم الاستفادة من نفس البذل الرياضية على أزيد من 3 آلاف تلميذ وتلميذه بنفس المستوى الاعدادي، علاوة على توزيع الدراجات الهوائية على عدد لا يستهان به من التلاميذ المتفوقين.
فهي إذن عملية مستمرة في الزمان والمكان، اختارت مؤسسة “جود” بمعية شركائها المحليين ضمان استمراريتها لفائدة المتعلمين بالمنطقة، وهو أمر يجب أن يشكر عليه القائمون على مثل هذه المبادرات بدل استنكار فعلهم ومحاولة تبخيسه وجر النقاش الى امور لا ترقى إلى مستوى الفعل المدني الراقي.
إن مبادرة مؤسسة جود تأتي في سياق الاهتمام بقطاع التربية والتكوين والمساهمة في تشجيع التمدرس، موازاة مع الأنشطة المؤسساتية الأخرى الرامية إلى المساهمة في تقليص نسب الهدر المدرسي، وهي عمليات ميدانية لا تكتفي بالشعارات التي يطلقها البعض ذات اليمين وذات الشمال، بل تنزل الى الميدان وتفعل عكس ما يفعلون، وهي مبادرات لا تحتمي وراء شبكات التواصل الاجتماعي لتقصف وترمي كل ما هو جميل بخزعبلات لا يسمع طنينها الا من اخترقت بالكاد حباله الصوتية.
ومن هذا المنطلق، أقول للقائمين على المبادرة واصلوا ولا تكترثوا، اعملوا واجتهدوا، لا تلتفتوا ولا تنظروا الى أبدا القاع، فقد ازدحم -وللاسف الشديد – بالمطبلين لليأس والفراغ والخواء، ولا شك أنكم تعلمون أن غرضهم من ذلك قد انفضح واتضح، فلا تيأسوا ولا ترجعوا قيد أنملة، بل لا تسألوا عن أغراضهم فهي بالضرورة معلومة كما هي تماما في نفس يعقوب.
لقد حاولت أن أتفهم ردود الفعل التي عبر عنها بعض الفاعلين تجاه هذه المبادرة، لكنني لم أستطع تصنيفها الا ضمن سياق تصريف جزء من الأحقاد السياسية تجاه طرف مزعج لعدد من الفاعلين المحليين، فالصراخ ضد هذه المبادرة الاجتماعية ليس غيرة على التلاميذ والفئات الاجتماعية المختلفة، بل خوفا على مستقبلهم وتموقعهم في المشهد المحلي.
إن مبادرة مؤسسة جود لا تنتظر الشكر والتنويه ممن يقطر فمه حقدا وغيرة على كل ما هو نبيل، بل تنظر الى الفرحة التي استطاعت أن تدخلها على نفوس المئات بل الآلاف من المستفيدين والمستفيدات، وتنظر الى البسمة التي تعلو محياهم بجميع أنحاء الاقليم، ولا تنتظر أبدا إنصاف المتوجسين منها، والخائفين على الكراسي والمواقع أكثر من خوفهم على فلذات الأكباد.
ان انزعاج البعض من حركية مؤسسة جود والنسيج المدني المواكب لمبادراتها بالاقليم، وانخراطها القوي في تقديم مختلف أصناف الدعم الاجتماعي، دليل على أن المؤسسة وشركاؤها يسيرون معا في الاتجاه الصحيح.
ولكافة هؤلاء أقول:
ماذا قدمتم انتم؟!
الا تدركون أن المجال يتسع لجميع المبادرات الاجتماعية الكفيلة بتشجيع التمدرس؟!
لكن أحقادكم أعمتكم عن التفكير في سبل العطاء .. !
ألا يستحق أبناؤنا مثل هذه المبادرات الانسانية؟!
أم أن خوفكم من فقدان مساحات من تواجدكم الميداني منعكم من الإشادة بالمبادرة !
الا تدركون أن جميع التلاميذ – بدون استثناء- سيستفيدون من هذه البذل الرياضية، دون أعمال منطق الولاءات الضيقة؟!
الا تعلمون أن الكثير منكم تلوك ألسنته الكثير من الكلام والكلام ثم الكلام بدل الأفعال، بل وتكتفون وفي أحيان كثيرة بردود الافعال؟!
الا تعلمون أن مثل هذه الخرجات لا تزيد القائمين على مثل هذه المبادرات الانسانية الا حرصا على المزيد والمزيد والمزيد؟!
فليطمئن الخائفون والمشككون والمترددون، وليعلموا أن المجال يتسع أيضا لجميع مبادراتهم .. فالمجال الاجتماعي ليس حكرا على احد، وأبنائنا وبناتنا بحاجة إليهم وإلى مبادراتهم..!
تفضلوا بالدخول .. فالأبواب لم تكن أبدا موصدة ؟! والميدان هو الفيصل ..!
تقبلوا مروري ..
محمد الشيخ بلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق