السباعي : "إكديم إزيك : ما له وما عليه"

قبل ان ينتقد أي شخص الاحكام الصدارة ضد معتقلي إكديم ازيك سلبا أو إيجابا عليه أن يضع نفسه في مكان من له ضحية في تلك الاحداث الاليمة التي لم يعرف لها المغرب مثيلا طيلة العقود الماضية ، أن يكون القتيل إبنك ، أو أخاك ،أو إبن عمك ، أو قريب لك ، أو مغربي ،أو مسلم أو بني ادام ويتم سحله في واضحة النهار وذبحه من الوريد الى الوريد والتبول على جثثه … فتلك الافعال الشنيعة لم يسبق لنا أن سمعنا بها او رأيناها في أي جزء من اجزاء المغرب ، ولم نراها أوشاهدناها عبر وسائل الاعلام إلا عند العدو الإسرائيلي أو في العراق زمن الاحتلال الامريكي او في قاعدة كواتنمو… إن ما قام به هؤلاء المجرمون بكلما في الكلمة من معنى لم يقم به التتر ولا المغول ولا هتلر ولا موسلني ولا شارون … فصباح 8 نونبر 2010 في نواحي العيون بالصحراء المغربية كان صباحا داميا ارتكبت فيه جرائم لم تعرف لها المنطقة ميثيلا … حتى مرتكبي الجرائم الشنيعة في ذلك اليوم المشئوم ،  يشك الجميع انهم صحراويين ومن ابناء الجنوب المغربي ، ولهذا على الدولة ان تنتدب علماء في علم الاجتماع لدراسة هذه الظاهرة الغريبة على المجتمع المغربي ، ذلك لان جل المدانين في قضية اكديم ازيك من مواليد ما بعد المسيرة الخضراء سنة 1975 ، وهذا ما يحمل السلطات المغربية تبعيات تكوين شباب تكون جلهم في المدارس والاعداديات والثانويات والجامعات والمدارس العليا المغربية، وأغلبهم عاش في الجنوب المغربي في العيون والسمارة وطانطان وأسا الزاك ، ما كنت اظن ان هناك مغربي صحراوي أو أمازغي أو عروبي يستطيع أن يدهس عنوة بسيارته الرباعية الدفع أي بني ادم مهما بلغ به الحقد الدفين والبغض المقيت أو يقدم بدبح بني آدم من الوريد الى الوريد ويتبول على جثته  … اذن المسؤولين المغاربة مسؤولين على تكوين هذا النوع من البشر الغريب على المجتمع المغربي …لو جاء هؤلاء المجرمين من مخيمات تيندوف مباشرة أو من معسكرات القاعدة في الغرب الاسلامي وخاصة من الاراضي الجزائرية لقلنا ان هؤلاء المجرمين تكونوا مع اناس ارتكبوا جرائم خاصة في القطر الجزائري الذي شهد طيلة العقود الماضية احداثا دامية مؤسفة … وهناك من يقول ان الفاعلين الحقيقيين هربوا الى الجزائر عبر فيافي الحمادة ، وان من يحاكمهم المغرب حاليا ما هم الا اكباش فداء ، لكن الفاجعة حصلت ولي حصل يودي كما يقول المثل المغربي …
انني لا أناقش افكار هؤلاء الشباب وانصارهم وما اكثرهم ،  فلهم الحق في ان يكونوا صحراويين انفصاليين او وحدويين فلهم دينهم ولي دين ، والخلاف لا يفسد للود قضية ، كما ان للصحراويين الحق في تبني أي موقف يناسب افكارهم وتوجهاتهم ، المهم ان يكون الرأي للأغلبية وان يترك للجميع حق التوافق والاختلاف في آن واحد ، المهم عندي ان يكون كل شيء في اطار اخلاقي وعقلاني بعيدا عن العنف والقتل والسحل والتبول على الجثث … فانا كل شيء يمكن أن اتسامح فيه إلا القتل العمد ، فمهما بلغ الظلم لا يجب ان يصل بين المسلمين حدود القتل والتنكيل والسحل والتبول على الجثث…
من الذي دفع بآلاف من الاشخاص الي إقامة مخيم احتجاجي بضواحي العيون ؟ وكيف سمحت الدولة بكل اجهزتها العلنية والسرية ببناء ألاف الخيام بين عشية وضحاها بضواحي أكبر مدن الصحراء ؟ لماذا لا نقول ان هناك صراع مصلحي بين جناح خاص يمثل الدولة المغربية فيه ويتزعمه الوالي جلموس علنيا والياس العمري ومن أرسله سريا أو حزب الاصالة والمعاصرة بما في ذلك أمينه العام آنداك الدكتور بيدالله  … وبين جناح سياسي قبلي يتزعمه الحاج حمدي ولد الرشيد علنا ومن يدور في ففلكه وبعض المتعاطفين معه سريا وعلنا وجناح حزب الاستقلال بالأقاليم الصحراوية المغربية…لماذا لا نقول أن مخيم اكديم ازيك كان نتيجة صراع افراد وتصفية حسابات بين تيارين في المغرب ؟ هل توزيع ولد الرشيد لآلاف البقع الارضية ونجاحه في استقطاب مئات آلاف البشر انتخابيا واستحواذه على كل الاستحقاقات الجماعية والإقليمية والجهوية والبرلمانية ،هل كل ذلك يستحق ان يواجه بأعمال تخريبية من آجل تحميله مسؤولية ما وقع وما سيقع في المستقبل ؟ جلموس ومن يدور في فلكه كان يراهن على فئة محدودة متملقة من ابناء المنطقة ، وولد الرشيد راهن ولا زال يرهن على فئات عريضة من ساكنة المنطقة من سكان أصليين ووافدين وسكان مخيمات الوحدة ، منح لأغلبهم قطعا ارضية صالحة للسكن ونجح في تطوير وتنظيف وإنارة مدينتهم ورغم ان المجهود مجهود الدولة المغربية برمتها فقد نجح ولد الرشيد في الظهور مظهر القائد الناجح في تنمية المنطقة وإعطائها مكتسبات ملموسة وهو حق من حقه المشروع كرجل سياسي محنك ، بينما جلموس وأتباعه كانوا يبيعون الوهم للساكنة ويحاولون تصفية حساباتهم بطرق بصراوية لم تعد صالحة لهذا الزمن الرديء …
إنقلب السحر على الساحر ، الحاج حمدي وزع البقع الارضية على القاصي والداني وعلى الاصيل والوافد ونال رضا الجميع وصوت له الجميع وحصدت لائحته في البرلمان مقعدين وكان على قاب قوسين او ادني لحصد ثلاثة مقاعد ،ونجح في البلدية وتولى الرئاسة عن جدارة واستحقاق ، وترأس ابن أخيه وصهره حمدي الصغير مجلس الجهة،  وترأس وصيفه الناجح في لائحة البرلمان المجلس الاقليمي للعيون ، أما جلموس فقد ادى الثمن بإبعاده عن المنطقة برمتها وفقد منصبه مع البقاء على كل امتيازاته الادارية … وكان كبش فداء  محظوظ نتيجة تهوره وعدم قيامه بالمهمة الموكولة له بكل تفان وإتقان …  لو لم يكن جلموس وأتباعه تابعين لدوائر مسؤولة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق