الباكوري يحذر من انفراد حزب بنكيران بالقرار السياسي

الذي انعقد أول أمس السبت في طنجة، لينهال على التحالف الحكومي الذي يقوده حزب «المصباح» بالنقد اللاذع، حيث وصفه ب«التحالف الهش الذي يؤكد يوما بعد يوم عدم قدرته على الوفاء بالتزاماته»، قبل أن يعرج على قانون المالية الجديد، الذي وصفه ب«المرتجل» و«المدمر» للمقاولات وللطبقة الوسطى.
وانطلق الباكوري من الظرفية، التي ينعقد فيها المؤتمر الجهوي لحزبه، والتي وصفها ب«الحرجة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا»، ليصب سهام نقده على الحكومة الحالية، وخاصة على حزب العدالة والتنمية الذي يقودها، حيث اعتبر أن المشروع الحكومي، الذي وصفه ب«المرتجل والمفتقر لبعد النظر»، وضع المغرب أمام «مؤشرات مستفزة تدل على سوء التدبير الحكومي»، على حد وصفه.
وهاجم الباكوري بشكل مباشر الحزب الذي يقود التحالف الحكومي، قاصدا العدالة والتنمية، حيث اعتبر أنه يحاول «الاستفراد» بالقرار السياسي، ويعمل على «الترويج لفكرة المؤامرة البالية التي اعتاد تسويقها»، كما أنه يحاول «أن يشغل الرأي العام بملفات فضائحية»، على حد تعبير الباكوري، في إشارة إلى عمليات الكشف عن الجهات المستفيدة من مأذونيات النقل ورخص المقالع، التي أطلقها وزير التجهيز والنقل عبد العزيز الرباح.
ومضى الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلى انتقاد قانون المالية الخاص بالسنة المالية 2013، الذي سيناقشه البرلمان قريبا، حيث وصفه ب«المخيب للآمال»، وبأنه «يفتقر لعمود فقري وتغيب عنه الرؤية الواضحة للأولويات». واعتبر ميزانية السنة المالية الجديدة «غير موضوعية ولا احترافية»، قائلا إنها «ستدمر دور المقاولات التي تشكل أساس الاقتصاد المغربي، كما ستجهز على الطبقة المتوسطة التي تشكل أهم قوة استهلاكية»، مما سيؤدي، حسب الباكوري، إلى «خلخلة التوازن الاجتماعي، الذي تعتبر الطبقة المتوسطة صمام أمان له»، على حد وصفه.
وتوعد الباكوري التحالف الحكومي بأن حزبه سيمارس، من موقعه في المعارضة، دوره الدستوري في «التصدي» لما اعتبره «ارتجال الحكومة الحالية».
وانتقد الباكوري ما وصفه ب»استغلال العدالة والتنمية للثوابت المغربية وتوظيفها سياسيا»، متمثلة في الدين الإسلامي واللغة الأمازيغية، قائلا إن «الحقل الديني تشرف عليه إمارة المؤمنين، والأمازيغية ملك جماعي، والأصالة والمعاصرة لن يسمح لأي طرف ب«المزايدة حول هاته الأمور».
وأبدى وفد حزب العدالة والتنمية احتجاجه على هجوم الباكوري عبر الانسحاب من أشغال المؤتمر، حيث عمد كل من الأمين الجهوي للحزب البشير العبدلاوي، والأمين الإقليمي والنائب البرلماني محمد خيي، اللذين مثلا حزبهما في المؤتمر، إلى مغادرة الجلسة فور إنهاء الباكوري لكلمته، علما أن انتقادات الأمين العام ل»البام» كانت أمام ممثلي حزبي الاستقلال والحركة الشعبية المشاركين بدورهما في الحكومة.
وعرف المؤتمر الجهوي للأصالة والمعاصرة، الذي حضره 860 مؤتمرا حسب مصادر من الحزب، انتخاب المستشار البرلماني ورئيس غرفة الصناعة التقليدية في طنجة، محمد الحميدي، رئيسا للمجلس الجهوي للحزب، فيما اختير عضو المكتب السياسي، عبد المنعم البري، أمينا جهويا خلفا لعمدة طنجة فؤاد العماري. كما تم انتخاب المجلس الجهوي والمكتب السياسي الجهوي للحزب في جلسة صاخبة عرفت تبادل الشتائم واللكمات بين بعض المؤتمرين.
وكرم المؤتمر، الذي يعد الحلقة الأولى في سلسلة المؤتمرات الجهوية لحزب «الجرار»، الأمينين العامين السابقين للحزب حسن بن عدي ومحمد الشيخ بيد الله، كما كرم المناضل الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، عبر نجله الأكبر قسام البرغوثي، الذي نقل رسالة من والده الموجود في سجون الاحتلال منذ 2002، يدعو فيها القوى الفلسطينية إلى وحدة الصف، معتبرا أن العدوان الإسرائيلي على غزة فرصة أخرى لنهج سبيل المصالحة الوطنية، داعيا إلى المضي في خيار المقاومة، لأنه «لا يوجد في إسرائيل شريك للسلام»، حسب نص الرسالة.

حمزة المتيوي نشر في المساء يوم 19 – 11 – 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق