عصابات محترفة في سرقة السيارات

أصبحت حوادث سرقة السيارات، تستمد زخما خاصا في إطار تطور السلوكات والمظاهر الإجرامية. زخم جر وراءه خبايا سرقات نوعية، وأذهلت الناس الذين كانوا يعتبرون سرقة السيارات، أعمالا إجرامية تقتصر على عصابات أمريكا وأروبا، ليقفوا على حقيقة حوادث حقيقية من خلال صفحات الجرائد. حوادث خلقت في الوقت نفسه الاستثناء في تقاليد عالم «المجرمين».
بعيدا عن كل أصناف عمليات السرقة التي تبقى من الحوادث العادية والشائعة في المغرب (النشل، السرقة عبر التهديد بالسلاح الأبيض ..)، أطلت هذه العمليات في الآونة الأخيرة، لتصبح حديث الناس. سرقات جريئة خارجة عن السياق المآلوف، وتتم في ضحوة النهار أو عتمة الليل. وقد فتحت الحوادث الأخيرة التي تناولتها بلاغات المديرية العامة للأمن الوطني مجددا مسلسل السرقات النوعية التي تعرضت لها سيارات فاخرة تتمتع بنظام أمان رقمي يصعب تكسيره. كانت البداية عصابة «القاصرين» التي حيرت الأجهزة الأمنية لشهور، قبل أن تتمكن من فك لغز سرقاتها المُحيرة، حيث حامت شبهات حول مصدر قطع الغيار لدى أحد تُجار «لافيراى». وبينما ألسن الناس مستمرة في تداول خبايا العصابة النوعية، ستطفو على واجهة الأحداث. أخبار عن عصابة مديونة التي تمكن عناصرها من سرقة 5 سيارات. بعد ثلاثة أيام متوالية من البحث، تم تحديد المشتبه بهم. الأمر يتعلق بخمسة أشخاص بينهم قاصر واحد. سرقاتهم لم تهم منطقة بلدية مديونة لوحدها، بل تناسلت إلى مناطق مجاورة كالدروة وتيط مليل والسراغنة ومرشيش. أيام فقط على تفكيك عصابة مديونة، تواترت أخبار جديدة عن سرقات جديدة تعرض لها الحي الراقي «فال فلوري» بالبيضاء. وقد جرت هذه الواقعة العديد من المُشتبه فيهم إلى دائرة الشكوك والظنون. بعد شهر من التحريات المعقمة، وضعت الأجهزة الأمنية يدها على أفراد العصابة واحدا تلو الآخر. كانوا ينحدرون من مدينة سطات. تواترت فيما بعد الحوادث المرتبطة بالسطو على السيارات وسرقتها، والتي لم تخرج عن صورة «العمل المنظم»، بسبب تحول الأمر إلى سرقات كبيرة ومنظمة. فسر العديد من الباحثين في علم الإجرام، الطفرة المُسجلة في حوادث سرقات السيارات، بتطور الظاهرة الإجرامية ككل. اليوم تعكف المديرية العامة للأمن الوطني على بلورة استراتيجية أمنية قائمة على البعد الوقائي / الزجري للحد من تواتر المظاهر الإجرامية ككل، لكن أمام تطور أساليب اشتغال تلك العصابات المنظمة، يبقى التحدي الأمني في مواجهة «المد الجارف» العصابات السيارات، مفتوحا على كل الإحتمالات مستقبلا.
القرصنة وانتحال صفة والتزوير تقنيات جديدة تبنتها عصابات سرقات السيارات
لم يعد عصابات سرقة السيارات تعتمد على أساليب تقليدية في تنفيذ السرقات، إما عبر استخدام سلك حديدي وإدخاله إلى داخل باب المقود ومحاولة فتح صمام الإغلاق، ورفعه، أو استعمال شمعة الإشعال الخاصة بالدراجات النارية «بوجي» لتكسير زجاج السيارات ثم الولوج إليها، أو تكسير قفل الباب بواسطة مفك للبراغي، بل دخلت تقنيات جديدة للسرقة فرضتها التعديلات التكنيولجية التي أدخلها صناع السيارات، فبعض العربات أصبحت مفاتيحها تبرمج إلكترونيا عن طريق برنامج خاص وتحتوي علي قن سري خاص يميزها عن غيرها، أو في بعض الأحيان تم تعويض المفتاح ببطاقة إلكترونية للتشغيل كما هو الحال بالنسبة لبعض سيارات علامة رونو الفرنسية ك«لاغونا» و«ميغان»، ما فرض على عصابات سرقة السيارات انتهاج طرق وأساليب جديدة للسرقة تواكب التطور التكنولجي في عالم تصنيع السيارات، أو البحث عن طرق للاحتيال
هذه التجديد التكنولوجي استثمرته عصابة جديدة تم تفكيكها بداية دجنبر على يد الشرطة القضائية لأمن الحي المحمدي. اقترفت عشرات السرقات بقطاع عين السبع الحي المحمدي، ما جعل العناصر الأمنية تدخل في سباق مع الزمن لتوقيف الجناة، سيما أن طريقة السرقة كانت تتم باحترافية وإتقان، دون أن ترك أية دلائل مادية بمسرح الجريمة، الشيء الذي رجح لدى الأمن أن السرقات كانت تتم بواسطة مفاتيح مزورة.
تحقيقات الشرطة القضائية أفضت إلى التوصل إلى أول ضلع في العصابة، وهو شاب في 29 من العمر، كان يعمد إلى برمجة مفاتيح السيارات، لفائدة أفراد العصابة، ويتلقى مبالغ مالية عن كل عملية. تعميق البحث مع الموقوف مكن من الوصول إلى عنصر ثان من العصابة، وهو صانع مفاتيح، كانا ينسقان الأدوار فيما بينهما ويقومان ببرمجة مفاتيح سيارات خاصة بكل من «بوجو» و«ستروين»، تم حجز نماذج منها بالإضافة إلى حاسوب محمول يضم برنامجا مقرصنا لشركتي السيارات الفرنسيتين.
تواصلت التحقيقات، إلى أن تم ضبط الضلع الثالث في هذه العصابة، الذي لم يكن سوى أحد المستخدمين بشركة فرنسية للسيارات، عمل على تزويد مبرمج المفاتيح بالأرقام السرية «كود» الخاصة بكل مفتاح، ما سهل عملية سرقة السيارات دون أن يثيروا شكوك حراس المرابد.
ضلع رابع تم الاهتداء إليه في هذه العصابة، يتعلق الأمر بمشتبه به كان يقوم بتزويد المبرمج وصانع المفاتيح بمفاتيح غير المستعملة وبرمجتها من أجل السرقة.
مغامرة العصابة الرباعية انتهمت بإحالتهم على أنظار النيابة العامة بتهم تكوين عصابة إجرامية٬ وتعدد السرقات الموصوفة والمشاركة وقرصنة برنامج معلوماتي، بعد أن تم فك لغز سرقات متعددة استهدفت سيارات فرنسية.
حاجز أمني مزيف للسطو على السيارات
دائما داخل دائرة سرقة السيارات. المفاجآت لا تنتهي. بعدما استوقفها «الحاجز الأمني» قرب غابة السندباد. انصاعت صاح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق