محمد عصام يعلق على زيارة الرباح واستقالة جهادي بسيدي إفني

محمد عصام

لست ممن ينصب نفسه بالمجان مدافعا عن فلان أو علان، ولم اعتد ان اشتغل مداحا لهذا او ذاك، ولكن الانصاف يقتضي منا ان نبتعد عن التجني في الحكم على مجموعة من المبادرات والاشخاص، دون تحيز يسقطنا في التطبيل والتبراح، وايضا دون تجن يسقطنا في عدمية مهلكة.
أسباب نزول هذا الكلام الزيارة التي قام بها وزير التجهيز والنقل هذا الصباح لمدينة سيدي إفني، حيث انبرى البعض حتى قبل أن “يفرك عينيه من العمش” للتصويب المجاني والقصف في كل اتجاه متهما الوزير بالجبن لانه لم ينتظر سعادته حتي يفرغ من نومه “الكهفي” الذي لاينتهي الا على اعتاب الغروب، لينال رضاه ويحوز صك الغفران من كل نقيصة وذميمة، لمثل هؤلاء اهمس همسا أخويا سيدي افني في حاجة لعقول كبيرة تستوعب اللحظة وتحوز اعلى درجات الادراك لاجتياز لاللحظة العصيبة بأقل الخسائر، وأن اي زيارة لأي مسؤول مفيدة لنا، في استجلاء الصورة الحقيقية للوضع، وخصوصا -وانا متفق مع الجميع في ذلك-اننا كنا ضحية تعتيم إعلامي غير مبرر وغير مقبول، ثم إني احب ان اوضح للجميع انني واكيت الاعداد للزيارة من موقع المتتبع وعلمت ان الوزير كان مضطرا الى المرور لسيدي افني في ذلك التوقيت بحكم انه مطالب بالحضور الى مجلس النواب بعد الزوال للجواب على ثمانية اسئلة آنية للنواب كلها حول تدبير الكارثة وحجم الخسائر وبرامج المعالجة، وأنه لكي يقوم بذلك عليه التواجد بمطار كلميم قبل الحادية عشر صباحا، كما اريد ان انبه بعض الاخوان ان مناطق اخرى من المغرب العميق الذي نتقاسم معها الم جراحات هذه الكارثة كما تقاسمنا على الدوام حضيض الهشاشة و الفقر، مازالت تنظر دورها في زيارة مماثلة للوزير وانه لن يستطيع زيارة اقاليم درعة الثلاث ( تنغير وورززات وزاكورة )وكذلك اقليم طاطا المنكوب الا يوم الجمعة المقبل
من جهة اخرى علمت انطلاقا من الفضاء الازرق عن اقدام السيد رئيس المجلس الاقليمي لسيدي افني على تقديم استقالته، وحيث اني اشهد ان الحاج حسن الجهادي كان على الدوام نموذج المنتخب الكفء الذي يتحمل مسؤوليته بل تفان واقتدار، وحيث ان المكان الذي اعلنت فيه الاستقالة ليس المكان المناسب للاعلان عن مثل هذا القرار، فإني أتمنى ان لا يكون الخبر صادقا ولا صحيحا، ببساطة لان الكرسي الفارغ كان على الدوام عنوان نكبتنا وسببا اساسيا في حراحات غير قليلة من مسارنا المليئ بالانكاسارات والهزائم، ثم إن اللحظة غير مناسبة على الاطلاق لمثل هذا القرار أتمنى بصدق ان يكون الامر مجرد انفعال لحظي تعقبه رزانة عقل موروث عن بيت اصيل في الكفاح ورباطة الجأش
أخيرا لست في موقع تقديم الدروس لاي كان، فما زلت اتعلم منكم جميعا حتى من اولئك الذين يقسون علي، فدرس الحياة متعة لا تنتهي وحكمه بالغة لا تنقضي، واللبيب من كانت خواتم أموره أحسن من بداياتها والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل,

محمد عصام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق