العربي رجل فقير يسكن هو وزوجته و ثلاثة من أبنائه بيتا متواضعا جدا بدوار اماتزن بجماعة بونعمان … و مع هذه الأمطار الأخيرة نجا من الموت المحقق هو و عائلته عندما سقط البيت الذي يأويهم (كما توضح الصورة) و من حسن حظه أنه بيته كان قريبا من الوحدة المدرسية التابعة لمجموعة مدارس الحسن البونعماني فأخذ أبناءه فسكن باحدى السكنيات بها ( تحتوي هذه الوحدة المدرسية على ثلاث سكنيات صغيرة ) ليحمي عائلته ريثما يرمم بيته ان بقي فيه ما يرمم.
و صبيحة هذا اليوم جمع أثاثه و رجع الى أنقاض بيته , و عندما استفهمته عن الأمر , أجاب و الدموع تسيل من عينيه بأن السلطات المحلية طلبت منه افراغ السكنية و الا سيطردونه بالقوة , و لأنه لا يملك حلا فقد رجع الى هذه الأنقاض ليضع حياة خمسة أفراد في كف عفريت , فمن يا ترى يتحمل مسؤولية هذه الأرواح التي ستزهق لا محالة اذا ما صبت قطرة واحدة من الأمطار ؟ و لماذا لا يتم تركه في هذه السكنية الفارغة و لو مؤقتا حتى يتم ترميم بيته.
و مع هذا المقال صورة معبرة جدا عن الوضع الكارثي لبيته الذي لم يعد صالحا حتى لسكن البهائم فما بالك بالإنسان , أين الضمائر الحية حتى تهب لإغاثة هذه الأسرة التي يتهددها موت حتمي أم لم تعد للأرواح أهمية.