عمر بومريس في رسالة مفتوحة الى رئيس المجلس البلدي لسيدي إفني (1)

عمر بومريس والوحداني

رسالة مفتوحة إلى السيد الرئيس…

هذه كلمات أود أن أوجهها اليك آملا أن يصحو ضميرك  و ضمير المحيطين بك بعد قراءتها.

أين أنت من هؤلاء؟

انظر الى المجالس السابقة منذ المجلس البلدي الأول الذي كان يرأسه المرحوم بنتاكي وصولا الى المجلس الأخير الذي تولى رءاسته بالنيابة المرحوم  الأستاذ ابراهيم ابو الحقوق، مرورا بالمجالس التي ترأسها بالتوالي الاستاذ محمد شوقي و الحاج امبارك حريري  و المرحوم الحسن البوجرفاوي.

لم يسبق لأي مجلس من هذه المجالس ان  إنتهى  به الوضع الى هذا الحال الذي وصله المجلس الذي تترأسه. و لم يحصل أن وصل بأحد من رؤسائها الى الحالة التي انت عليه الآن من التيه و الوهن، جل هؤلاء الرؤساء لم يحصلوا على شواهد جامعية ، بل منهم من لم تطأ اقدامهم المدرسة .

في مجالسهم تجد معارضة و أغلبية، يختلفون، يناقشون بحدة و أحيانا يتنازعون في أمور الجماعة حسب نظرة كل طرف و لا عيب في ذلك. في هذه الأحوال يدافع الرئيس عن وجهة نظره و يحرص على إقناع معارضيه بها دون أن يخلق معارك مع هذا أو ذاك. أو يصفي حساباته مع معارضيه خارج أسوار البلدية.

هكذا عرفناهم. كانوا حريصين على استمرار المجلس في أداء مهامه الى نهاية ولايته. و هذا قمة الوعي السياسي و الالتزام الاخلاقي الذي يجب ان يتصف به رئيس جماعة.

من أجل هذا كلما ذكرهم الذاكرون ترحموا على أمواتهم و أثنوا على أحيائهم.

سيدي الرئيس.. أين أنت من هؤلاء الرؤساء؟

أغلبية مطلقة و وحدة صف.. . لكن

المجلس البلدي الحالي الذي تترأسه جاء في سياق استثنائي، عرفت خلاله  المدينة حراكا اجتماعيا انخرطت فيه الساكنة بشكل تلقائي و جماعي  مطالبة بحقها في العيش الكريم  و النهوض بالأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية للمنطقة ، و كلف ذلك السكان معاناة و اعتقالات و تخريب لممتلكاتهم الى غير ذلك مما نعلم  و مما لا نعلم.

بعدها جاءت الانتخابات الجماعية لـ 2009 و تبوأ فيها المترشحون أعضاء السكرتارية مقاعد بالمجلس الجماعي المنتخب بأغلبية مطلقة، و اختاروك رئيسا للمجلس آملين أن تقود هذه التجربة إلى النجاح الذي ينتظره المواطنات و المواطنون، و تنطلق الأوراش الكبرى و المتضمنة في المطالب الخمسة و غيرها من المطالب.

لا شيء من هذا تحقق، لم تمر  السنة الأولى حتى بدأت مشاكلك مع فريقك، و في تقديري أنك لم تستوعب الظرفية الدقيقة التي مرت منها المدينة و بالتالي المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقك في الحفاظ على وحدة الصف و الحرص على تحقيق التوازن و التجانس في فريقك و أقصد بالفريق المجلس البلدي برمته و مكتب المجلس بالأخص.

أسلافك الرؤساء أدركوا ذلك بالفطرة ، لم يكونوا محتاجين للشواهد و لا للتكوين لكي يتعلموها.

بدأت معاركك مع محيطك ،بدءً بالموظفين و المستخدمين و انتهاءً بأقرب الناس اليك، مرورا بالمستشارين الجماعيين و نوابك، مما حدا ببعضهم الى أن قدم استقالته من المجلس و آخرون دهلوا للطريقة التي تدبر بها شؤون الجماعة و المتسمة بالسلطوية و الاستبداد. دون أن ننسى المعارك مع السلطات المحلية و الإقليمية.

انتهى بك الأمر سيدي الرئيس إن بقيت لوحدك…، انفض من حولك الجميع. و استبدلت بهم مستشارين جدد من المنتفعين.

أعطتك المدينة ما لم تعطه لأحد من قبلك. أعطتك أغلبية مطلقة مريحة. ضمنت لك  وحدة الصف. تستطيع أن تحقق بها المستحيل و هذا لم يتأتى لأي من الرؤساء السابقين. بل كان ذلك بالنسبة إليهم من قبيل الأحلام.

وصل بك الأمر  أن عجزت أن تجتمع  بأعضاء المجلس البلدي  أو تجمعهم في لقاء واحد و تتواصل معهم.

                                                                                            ذ. عمر بومريس /يتبع..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق