حوار صحفي مع الشاعر والكاتب الروائي “الناجم أمضون”

• بداية كيف ولج “الناجم أمضون” للحياة؟
• في يوم من سنة 1974م، لا أدري أكان الوقت ليلا أم نهارا، جئت، كما جئنا جميعا لنصارع هذه الحياة في عقر دارها. كان ذلك الميلاد بقرية تاكونسة، وهي إحدى قرى جماعة بونعمان بقبيلة آيت براييم، إقليم تيزنيت.
• طفولة “الناجم أمضون” كيف تتذكرها؟ وهل كان الأدب موجودا في حياتك منذ الصغر؟
• عشت مثل كثير من أترابي طفولة طبعها الحرمان وقلة مباهج الحياة.
ولجتُ الكُتّاب ثم المدرسة الابتدائية في قريتي، وفيها تعلمت أن وراء الأفق الذي ينحني أمام قريتنا في جهاتها الأربع، عالما آخر أرحب. لم أجد شيئا أقرؤه غير الكتب المدرسية، وأول مرة قرأت فيها شيئا جديدا، كانت يوم حصل أحد أصدقائي على قصة من قصص “عطية الأبراشي” المشهورة، وحملها إليَّ رفقة صديق آخر لأقرأها وأشرحها لهما لأنني مجتهد القسم، استمتعنا بها أيما استمتاع، ولم يكدر متعتنا سوى كلمة (القرش) التي وردت في جملة، معناها أن ولدا ابتاع شيئا من بقال الحي بقرش، فشرحتها للصديقين على أنها سمكة القرش بادلها الولد بالبضاعة.
• بعد سرد وجيز لطفولة متشبعة بالقراءة والتعطش المعرفي، كيف استمر هذا المسار عند “أمضون” ؟
• اجتزت المرحلة الابتدائية في يونيو 1986م والتحقت بــ (إعدادية الزيتون) بقبيلة أولاد جرار على تخوم قبيلتنا. هناك قضيت أربع سنوات أحببت فيها الأدب، وقرأت كل ما وقعتُ عليه من الكتب بين الشعر والقصة بالرغم من فقر مكتبة المؤسسة، وفيها كتبت شعرا وقصصا، نَشَرتْ لي مجلةُ المؤسسة إحداها تشجيعا، وجاريت الهمذاني والحريري في كتابة المقامة. عام تسعين أنهيت الدراسة الإعدادية وانتقلت إلى تيزنيت لمتابعة الدراسة في (الثانوية الجديدة) التي سميتْ في ما بعد (ابن سليمان الرسموكي). في السنة الأولى استطعت أن أكتب أول نص شعري موزون من بحر الطويل، بعدما درسنا العَروض. توّجت السنوات الثلاث بشهادة البكالوريا شعبة الآداب العصرية، وكانت بمثابة جواز سفر إلى المجهول.
• هل توقفتم عند هذا الحد الممزوج بين شغف القراءة وحب الأدب في مساركم التعليمي، أم واصلتم المسيرة؟

• احترت بين متابعة الدراسة الجامعية والوظيفة، وكانت الغلبة للأخيرة، وأجلتُ الجامعة إلى السنوات الأخيرة، حيث حصلت إجازة في الدراسات العربية. سنة ثلاثة وتسعين ولجت مركز تكوين المعلمين بالمدينة، لأتخرج منه بعد عامين، معلما.
• هل يمارس “الناجم أمضون” مهنة أخرى غير الإبداع؟
• الإبداع روح كل الممارسات الإنسانية، وهو ما يمنحها تجددها واستمراريتها، وإذا كان المقصود بالإبداع هو الإنتاج الأدبي للكاتب، فأعتقد أن الزمن الذي كان فيه الكُتاب يتخذون أدبهم مهنة يعيشون منها قد ولى.
• قرب القارئ من إبداعاتك بتفصيل؟
• في مجال الشعر طبعت “تقاسيم على وتر أخرس” 2015 وهو ديوان في أربعين صفحة تقريبا، بين دفتيه قصائد تمتد من حيث زمن كتابتها على ما يزيد من عقد، منها الشعر العمودي والحر وشعر التفعلة وشعر الومضة. وبالتزامن مع هذا الديوان طبعت مجموعة شعرية للأطفال بعنوان “ماذا قال الذئب للشجرة؟” في نفس المطبعة بأكادير. وللأسف كان شكل الطباعة في المجموعتين رديئا ينقصه الإتقان والجدية في الإخراج، بالرغم من أن صاحب المطبعة انتشل من جيبي مبلغا ماليا كبيرا. في السنة الماضية (2021) أصدرتُ رواية “حمو ءونامير ـ غواية عزيز بن علي الفوسفاط” عن دار النشر (مكتبة سلمى الثقافية) بتطوان، وهي رواية تمتد زمانيا على مدى أربعين عاما، من 1975 إلى 2015. ومكانيا، جرت أحداثها بالمغرب والجزائر والجنوب الفرنسي. وتتناول قضية الطرد القسري للمغاربة المقيمين بالجزائر من طرف نظام هواري بومدين في ما سماه وقتذاك بالمسيرة (الكحلاء) ردا على المسيرة الخضراء التي نظمها الملك الحسن الثاني لاسترجاع الصحراء. وفي الوقت الذي تدين فيه الرواية العلاقات الرسمية بين البلدين، تؤكد على الأواصر والتاريخ المشترك للشعبين وتعيد إليها الحياة في النهاية.
• هل تتذكر أولى حفلات توقيع إبداعاتك؟
• لم ينظم لي أي حفل توقيع.
• كيف، ومتى تم اكتشاف موهبتك في الكتابة الشعرية أو الروائية؟
• ظهرت ميولي الشعرية منذ وقت مبكر من طفولتي، فقد كتبت أولى المحاولات وأنا تلميذ في المدرسة الابتدائية. وكتبت القصص قبل الخامسة عشرة. ولم يخطر لي أن أكتب رواية إلا في السنوات الأخيرة، مع أني أقرأ الرواية أكثر من غيرها من الأجناس الأدبية.
• هل هناك عراقيل أو صعوبات حالت دون صدور العمل مبكرا؟
• كنت أُراكِمُ ما أكتبه دون أن تكون لدي خطة لنشره، إلى أن اقترح علي صديقي الدكتور عبدالله توفيقي ـ وهو كاتب وناقد ـ نشر أشعاري، وكان ذلك سنة 2015.
• كيف كان رد فعل الوسط الأدبي التيزنيتي بعد نشر باكورة إبداعك الأول؟

• على أرض الواقع، لم يحدث شيء يستحق الذكر، باستثناء ما راج على مواقع التواصل الاجتماعي من إشهار للإصدارين وتهاني الأصدقاء.
• بمن تأثرت بمسيرتك الأدبية عموما؟
• يصعب تحديد مؤثر أو مؤثرين، لأن العملية تحدث على مستوى اللاوعي، ويتولد عنها تفاعل ما نقرؤه بما نكتبه وتداخله معه على عدة مستويات. وقد فطن الشعراء القدماء لهذه الظاهرة في عصرهم، فقد سأل شاب يافع شاعرا عن السر ليصبح هو أيضا شاعرا، فأشار عليه أن يحفظ ألف بيت من الشعر وينساها، وهو يدرك أنها ستتفاعل مع موهبته وتجاربه لتتشكل في نصوص جديدة. ولا علاقة لهذه الظاهرة بالاقتباس المباشر أو التضمينات المقصودة أو المعارضات…
هذه المسألة صاغتها الناقدة الفرنسية جوليا كريستيفا، نهاية ستينات القرن الماضي، في المصطلح النقدي (التناص l’intertextualité)، ومعناه أن ليس هناك نص يُكتب من الصفر أو مستقل بذاته، وإنما يتفاعل مع نصوص أخرى قرأها الكاتب. بالنسبة لشعري، سيلحظ القارئ بصمة المدارس الشعرية العربية واضحا كالمدرسة الكلاسيكية والمدرستين المهجرية والرومانسية التي قرأنا نصوص روادها المدرجة بكثرة في المقررات الدراسية، والشائعة في المكتبات أيام شبابنا المبكر. وفي ما يخص السرد، أميل إلى الرواية الحديثة غير المغرقة في الغموض باسم التجريب أو غيره من اليافطات، منقادا وراء ذوقي ومزاجي، قاطعا مع زمن أُرغِمُ فيه نفسي على تجرع كل ما أجده وإن كان مرا لاذعا، ظانا أن العلة في لساني، وأن كل دواء مُرٌّ بالضرورة.
• لمن تدين بنجاحك في الكتابة بصفة عامة؟
• أفضِّل الحديثَ عن النجاح في اقتحام فعل الكتابة، وأنا مدين فيه أولا للميول التي لا سلطة لي عليها، وثانيا للظروف التي نشأنا فيها، حيث تشح أسباب اللهو وتزجية الوقت كما هو الحال اليوم. مثلما كان الوعي السائد يؤمن بجدوى القراءة نظرا للمكانة الاعتبارية للشخص المتعلم الذي لا تعوزه فرص الانخراط في مجال السياسة والاقتصاد والثقافة… في تلك الأجواء، نشأت علاقتي بالكتب، ولم تكن هناك وسيلة أخرى لتوظيف ما اكتسبته منها سوى الكتابة.
• ما هي أهم الركائز الأساسية لنجاح الرواية والقصة والشعر في رأيك؟
• الحكم على أي عمل أدبي بالنجاح من عدمه، يطرح إشكالية المعيار، ويختلف باختلاف الزاوية التي يُنظر منها إليه. فالعمل الفائز بجائزة أدبية مثلا، يعتبر ناجحا في تقدير لجنة التحكيم لأنه يستوفي الشروط التي وضعتها، وقد لا يعتبر كذلك إذا تغيرت تلك الشروط. وربما اعتُبِر عمل ما ناجحا بناء على نسبة انتشاره ووصوله لأيدي القراء، أو لأنه متداول بحدة في المنابر الثقافية والإعلامية من قِبَل النقاد والصحفيين. وهذا في نظري يبقى حقلا مشاعا يمكن أن يلتقي فيه الغث والسمين. والعمل الأدبي الذي سأسميه ناجحا مع التحفظ، هو المكتوب عن موهبة ودراية بأدوات الكتابة التي أهمها اللغة، وعن قناعة تامة بموضوعه وحمولاته ومقاصده، المتحرر من إملاءات وتوجيهات السياسي والايديولوجي والتوافقات الاجتماعية ومهادنة الواقع، ويجعل محوره الإنسان في ضعفه وقوته. حينها، ولما ينفخ الكاتب من روحه في إبداعه، يطمئن إلى أن عمله قادر على الدفاع عن نفسه تحت أي ظرف. ولا أدل على هذا مما حصل مع كثير من الأعمال التي صادرتها الرقابة ومنعتها من التداول وأقبرتها ردحا من الزمن، لكنها عادت للحياة أكثر عنفا، وبعدوانية فرخ طائر الوقواق الذي يلقي بفراخ الغير خارج الأعشاش لتفسح له المكان لأنه الأقوى.
• هل الكتابة عامة في نهاية الأمر انعكاس لما يعتمل في الذهن عن الواقع، أم الواقع مجرد نقطة انطلاق للتجريب؟
• أرى أن الأمرين متلازمان، ذلك أن الكتابة تتخذ الواقع مرجعا وموضوعا في الوقت ذاته. أو بتعبير أبسط، تتخذه نقطة انطلاق وعودة. وهذه العلاقة متجذرة في تاريخ الإنسان منذ اختراعه للكتابة التي لم تكن رموزها سوى أشكال حيوانات ونباتات وأشياء من بيئته، لتحيل على هذه البيئة مرة أخرى، في علاقة جدلية. الكتابة جزء أساسي في عملية الفهم كما تقول الفيلسوفة الألمانية حنة ارندت، أيْ: عملية مهمة لفهم الذات والواقع وتعميق الوعي بهما. وما المحو والتعديل المصاحبان للكتابة باستمرار، إلا دليل على هذه العلاقة. وما نكتبه ليس إلا حصيلة قراءاتنا وتجاربنا الحياتية في واقع نسعى لفهمه، ليس لإعادة إنتاجه أو التماهي معه، بل لتفكيكه وإعادة تركيبه ومساءلة ثوابته وتحولاته. ومن الخطأ تصور كتابة منفصلة كليا عن الواقع حتى في الأعمال الأدبية المغرقة في الخيال كقصص الخيال العلمي وأدب الفانتازيا واليوتوبيات من مدينة أفلاطون إلى يوتوبيات العصر الحديث.
• كيف يقيم الكاتب “الناجم أمضون” الأدب المغربي في سطور؟
• لا أعتبر نفسي مؤهلا لإصدار حكم قيمي على راهن الأدب المغربي، لأن الأمر يستوجب دراسات وإحصائيات وأرقاما. ولكن من موقف المنخرط المتتبع، وما دامت المقارنة أداة من أدوات التقييم، فإني أنوه بحضور الأدب المغربي بكل أجناسه في المحافل الأدبية الدولية، إبداعا ونقدا، إلى جانب آداب الشعوب الأخرى. ولابد من إلفات النظر إلى أن هذا الحضور وراءه جهود ذاتية في الغالب، بعد انحسار دعم ودور المؤسسات والجمعيات الثقافية التي كانت في مرحلة ما، حاملة مشعل الثقافة في المغرب كاتحاد الكتاب وفروعه، وكذا وزارة الثقافة والمجالس المنتخبة التي أدعوها لدعم حقيقي للمسرح والسينما ودور النشر ليكون الكتاب في متناول القراء، فليس الأدب نافلة يستغنى عنه، وإنما صناعة للإنسان ورافعة للتنمية، ومظهر من مظاهر رقي الشعوب.
• بما أنك تطرقت في ديوانك الشعري “ماذا قال الذئب للشجرة” إلى الاهتمام بثقافة الطفل، فأي هاجس جعلك تخوض هذه المعركة الشعرية للصغار؟
• لا أحد يجادل في أهمية الثقافة للطفل باعتباره نواة المجتمع، دون حصر الثقافة في ما هو معرفي، ومن مرادفات الثقافة، التنشئة. والتنشئة تمس جميع جوانب شخصية الطفل. ويبقى الأدب، من حكاية ومسرحية وأنشودة وغيرها من الأجناس، الوسيلة الأنجع لتنمية ذكاء الطفل وتوسيع خياله ومده بالمعارف والقيم والتمثلات بحمولتها النفسية والوجدانية… أما علاقتي بشعر الطفل وكتابته، فلم تنشأ إلا في وقت متأخر، مع أني حاولت قبل ذلك فلم أفلح، لأن الأمر يفرض معرفة بالطفل وعالمه عن كثب، ولم يتأت لي ذلك إلا بعد باعٍ طويل في ميدان التدريس.
وكنت أجد في الكتب المدرسية لبعض المستويات الابتدائية نصوصا شعرية لا تراعي النمو السيكولوجي للطفل وقدراته الذهنية واللغوية، بل نصوصا جافة، موحشة الألفاظ، ملتوية المعاني، بدون موسيقى، فقط لأنها تنصبّ في مجال الوحدة المقررة، كأن نجد نصا في مجال الرحلات لمجرد أنه يتحدث عن السفر. مع أن النصوص الملائمة لا تعدمها مكتبة. بعدها بادرت إلى كتابة الأشعار الموجهة للطفل، ونشرتها في هذه المجموعة، وهناك مجموعة شعرية أخرى فرغت منها قبل شهور.
• أي دور النشر المغربية، ساهمت أو ساعدتك في نشر إبداعاتك الأدبية؟
• لما بدأت أبحث لروايتي “حموءونامير” عن ناشر، طرقت عدة أبواب، باب المركز الثقافي للكتاب، وباب أفريقيا الشرق. صاحب الدار الأولى السيد بسام كردي قال لي بأدب جم: برنامجنا لهذا العام ممتلئ نظرا لما تراكم علينا من أعمال بسبب التوقف الذي فرضته جائحة كورونا، وإذا كنت مستعجلا من الأفضل التوجه إلى ناشر آخر. بعد ثلاثة أشهر تقريبا من إرسالي للكتاب إلى أفريقيا الشرق، جاءني رد صاحبها السيد كميل حب الله، يقول إن لجنة القراءة وافقت على نشر روايتي شرط تعديل في بداية الفصل الأول. بشكل مفاجئ توقف الرجل عن الرد على رسائلي، فقلت له لن أنتظر إلى الأبد. حملت بضاعتي جهة مكتبة سلمى الثقافية، بعد أسبوعين أو أقل، رد علي الأستاذ عبد الهادي بن يسف بخبر موافقة لجنة القراءة على نشر الكتاب، وسارت الأمور بسلاسة حتى النهاية. وأحب هنا أن أقول إن الأستاذ بن يسف تعامل معي تعاملا راقيا طبعه الوضوح والمسؤولية حتى آخر لحظة.
• ما هو مدى اقترابك من الأدب والثقافة الأمازيغية انطلاقا من إبداعاتك رواية حموءو نامير- ماذا قال الذئب للشجرة- تقاسيم على وتر أخرس…؟
• الثقافة عموما، كما يُعرّفها الانتروبولوجيون، هي مركب يشتمل على المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والعادات وغيرها من القدرات التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضوا في المجتمع، وفي المجتمع المغربي، يصعب الحديث عن ثقافة واحدة، أمازيغية أو عربية أو متوسطية أو افريقية. وإلا، أين تنتهي ثقافة أو أين تبتدئ أخرى؟
صحيح أن نشأتي الأولى كانت في بيئة يطغى فيها البعد الأمازيغي الذي نَحَتَ كينونتي، لكن رحلة الشتاء والصيف إلى ربوع الثقافة العربية على صهوة المدرسة بداية، ثم المطالعة بعد ذلك، غذى ثقافتي وأغناها.
نهلت من الأدب الأمازيغي منذ الطفولة، حكايات وأساطير وأشعار مغناة، وحضرت فن الحلقة أيام السوق الأسبوعي، وحلقات “إمعشار” أيام عاشوراء. واطلعت في ما بعد على دواوين بعض الشعراء، خاصة سيدي حمو الطالب المشهور. ولا شك أن لكل هذا حضورَه في أعمالي المنشورة وغيرها. فالمعروف أن الكاتب حتى وهو يكتب بلغة أخرى فهو يفكر بلغته الأم، وقد وسَمَ عبد الفتاح كيليطو إحدى مؤلفاته بهذه الجملة: “أتكلم جميع اللغات، لكن بالعربية”.
كتبت أشعارا بالأمازيغية للكبار والأطفال، لم أتفرغ بعد لجمعها وتصنيفها. وفي ما يتعلق برواية حمو ءونامير، فقد اعتقد الكثيرون أنها أمازيغية بالمعنى الصرف، تعيد أحداث الأسطورة الذائعة الصيت. وهي ليست كذلك، بل ما يجمعها بالأسطورة هو التيمات الحاضرة في كليهما، كاليتم والحب والأم والهجرة والتضحية…
• ما رأيك في موجة مواقع التواصل الاجتماعي، وهل تساهم في متابعة القارئ للإنتاج الأدبي الأمازيغي خاصة والعربي عامة؟
• لا أذكر صاحب هذه القولة: إذا كان اختراع المسدس قد ساوى الجبان بالشجاع، فإن اختراع مواقع التواصل الاجتماعي ساوى الجاهل بالعالم. فالجبان بفضل المسدس استطاع أن يدخل ساحة المبارزة واثقا من نفسه ويهدد الشجعان. وهذه المواقع تسمح للجاهل أن يحاضر في كل أصناف المعرفة ويجادل العلماء. ومع هذا يبقى المسدس وهذه المواقع من مظاهر التطور التكنولوجي الذي يأتي دوما ومعه خير وشر لا بد منهما. ومن أفضال مواقع التواصل الاجتماعي دورها في نشر المعلومة على أوسع نطاق وفي وقت وجيز. وهي بالنسبة للأدب عموما، تلعب دورا إشهاريا للإصدارات الجديدة والأنشطة الفنية الأخرى وتُعرّف بها للقارئ والمتتبع، ناهيك عن الإبداعات التي تكتسح فضاءاتها بغض النظر عن مستواها الفني.
• ما هي مشاريعك المستقبلية؟
• حاليا أشتغل على رواية جديدة، ومازالت في مراحلها الأولى، وعند الفراغ منها، ستأتي الخطوة التالية.
• رسالتك الأدبية؟
• رسالتي، دعوة للتصالح مع فعل القراءة، ولا نغترّ برشاش المعرفة الذي يصيبنا بعضه كلما فتحنا الهواتف والحواسيب على الأنترنيت، ولا بالوجبات الثقافية السريعة التي تقدم في المناسبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق