تهاني العيد على “فيسبوك” .. كلمة من القلب خير من “كُوبْيي كولي”

 الفيسبوك

لم تعُد مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على العلاقات الاجتماعية المباشرة بين الأفراد فحسب، بلْ إنَّ تزايد وتيرة استعمالها أدّى إلى بروز عدد من السلوكيات، باتَتْ معها حتّى التهاني التي يتمُّ تبادُلها في المناسبات، خاصّة الأعياد الدينية، “آلية”، تُبعث عبر “الماسنجر”، دونَ أنْ تخلّفَ لدى مستقبلها أيَّ إحساس.

في عيد الفطر الحالي، برزَ من جديد ما يسمّى بـ”تهاني كُوبْيي كولي”. وعبّر عدد من “الفيسبوكيين” عن رفضهم هذا النوع من التهاني، التي لا يبْذل صاحبها أيّ مجهود، بل يكتفي بنسخها من مواقعَ مختلفة، وإرسالها إلى أصدقائه؛ وقدْ يفعل ذلك حتّى من دون تنقيحها من الأخطاء التي تعتريها.

وثمّة منْ يُرسل تهنئة كُتبتْ بصيغة المؤنث إلى صديق، كما حصل مع نور الدين، الذي توصّل بتهنئة من شخص كانتْ مكتوبة إلى فتاة، وهُو ما يؤكّد أنّ كثيرا من أصحاب “تهاني كوبيي كولي” لا يكتفون فقط بالنسخ واللصق، بلْ يبعثون تهانيهم حتى دونَ قراءة مضمونها، من باب “القيام بالواجب” فقط.

ويعلّق نور الدين على الرسالة التي توصّل بها قائلا: “لهذا أرفض الردّ على تهاني كوبيي كولي”؛ أمّا أمين فكتبَ في صفحته على “فيسبوك”: “في زمن كوبيي-كولي وEnvoi groupé وFaire suivre، تصلني تهاني أوتوماتيكية بلاستيكية لا طعم لها ولا رائحة، أحس معها بأني مجرد رقم في قاعدة بيانات هاتف، أكثر من أي شيء آخر”.

ويواصل المتحدث ذاته: “جملة بسيطة من قبيل “عيد مبارك أخويا أمين، سلامي لفلان وفلانة والفلانين الصغار..” أقرب إلى قلبي من عبارات السجع المُركبة التي نُسخت لجميع أرقام الريبيرطوار”؛ في حين يعلّق وديع على الموضوع ذاته بالقول: “كلمة من القلب خير من جريدة منقولة متكلفة”.

وتعجّ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “فيسبوك”، منذُ إعلان العيد مساء أمس الثلاثاء، بتهاني عيد الفطر، كثير منها عبارة عن تهاني منقولة، أو ما يسمّى “تهاني كوبيي كولي”. وهناك من يبعث رسائل تهنئة جماعية عبر الهاتف، دونَ أنْ يُرفقها حتى باسمه.

وقالت حسناء في “تدوينة” لها على “فيسبوك”، منتقدة أصحاب مثل هذا النوع التهاني التي تبدأ في الغالب بعبارات منمّقة من قبيل “يسرّني ويُسعدني أن أتقدّم إليكم بأصدق التهاني…: “يا جماعة، قبل أن ترسلوا تهنئة العيد الله يرضي عليكم تأكدوا من أسمائكم في آخر التهنئة..لا نريد قص ولصق”.

وتعترف زينب بأنها واحدة من الذين يلجؤون إلى “تهاني كوبيي كولي”، وتقول عن سبب استعانتها بمثل هذه التهاني الجاهزة: “كتجيك ساهلة بلا ما تقلب على مصطلحات وكلمات تليق بالمتلقي”؛ كما تعترفُ بأنّ هذه التهاني تفتقر إلى أيّ إحساس، قائلة: “تقدر تكتب غي جوج كلمات بأسلوب ديالك كيوصل وكيكون بصدق، أما ديك التهاني المنسوخة بعض المرات أنا كاتوصلني ما كانقراهاش، حيتْ صافي حفظتها، وما كتكونش بصدق، وكتجيك عادية، وْكتملّ منها”.

هيسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق