وأخيرا … الأمن يعتقل السفاح الشبح

تنفي أن تكون قد توصلت بأي شكاية في موضوع هذا الشبح الذي شغل الرأي العام طيلة أسبوع، وتزامن ذلك مع عاشوراء حيث أصبح الرأي العام المحلي يستفيق كل صباح على جريمة لم تقع إلا في مخيال صاحبها أو من أشاعها، معكرا صفو صباحات الجديدة الجميلة.
فقد أعاد المدعي العام ملف هذا الشبح الى الفرقة الجنائية بالمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة من أجل تعميق البحث، نظرا لانعدام وضوح الرِؤية، وكذلك لإحالة المشتبه فيه على مصالح الطب النفسي للوقوف على قدراته العقلية خاصة وأن تصريحاته تشوبها بعض الشكوك.
فلليوم الثالث على التوالي ،تواصل مصالح الشرطة القضائية بالجديدة بأمر من النيابة العامة، التحقيق في سباق مع الزمن لفك طلاسيم هذا الملف الذي مازالت الشائعات تتناسل حوله في غياب معطيات مدققة من طريف المحققين في الوقت الذي تنسب جهات متعددة اعتقال هذا المشتبه فيه الى نفسها كفتح مبين، ومن بينها الفرقة السياحية التي تريد بنسب هذا الملف لها التغطية على كبواتها المستمرة منذ تأسيسها. فالرجل تم اعتقاله في الساعات الأولى من صباح يوم السبت الماضي بوسط المدينة بعد أن تم الاشتباه فيه، سيما بعد الإشاعات التي تتحدث عن وجود سفاح يظهر ويختفي بمدينة الجديدة بنفس المواصفات الرائجة وسط الرأي العام ( انظر الصورة).
وتم ذلك من طرف دورية متحركة تابعة للدائرة الثالثة للأمن بالجديدة، التي كانت تؤم ذاك اليوم المداومة، وليس الفرقة السياحية كما يروج لذلك على نطاق واسع من طرف بعض الجهات حيث صادفته بشارع ابن تومرت بوسط المدينة وهو متجه على قدميه. وبعد أن تم ايقافه، تبين أنه يرتدي جلبابا، ويضع صباغة سوداء على وجهه، ولحية اصطناعية، كما كان يحمل أيضا سلاحا أبيض ، وأربع قفازات طبية، وآية قرآنية في يده، بالإضافة إلى أسلاك نحاسية. وبعد استفساره عن وجهته، أكد بأنه متوجه إلى حي السعادة لاستعادة هاتف نقال كان قد سرقه منه أحد الأشخاص، ليتم نقله الى مصلحة المداومة من أجل تعميق البحث، حيث تبين من خلال التحقيقات الأولية أن اسمه (سفيان م) و ينحدر من مدينة آزمور، حيث تم تسليمه حالا الى مصلحة الشرطة القضائية التي وضعته رهن الحراسة النظرية وباشرت معه البحث.
وحال إحالته على النيابة العامة بعد استكمال عناصره، أمرت بعد اطلاعها على تقارير الشرطة وحالة المعروض عليها بعرض المعتقل الذي يوجد في الثلاثينات من عمره على مصلحة الطب النفسي، من أجل التأكد إن كان هذا الشخص يعاني من مرض نفسي أو عقلي. حيث من المحتمل جدا أن يكون هذا الشخص مختلا عقليا، نظرا للطريقة الغريبة التي كان يجيب بها عن أسئلة المحققين أثناء التحقيق معه.
وحسب إفادات مصالح الأمن، فإنه من المستبعد أن يكون هذا الشخص هو «سفاح الجديدة « الذي تتحدث عنه الشائعات داخل المدينة، لاختلاف الأوصاف التي ذكرتها الشائعات التي تداولتها ساكنة الجديدة مؤخرا. كما أن مصالح الامن بالجديدة لم تتلق أي شكاية أو حادث اعتداء من طرف «السفاح المفترض» (موضوع الشائعات) في حق اي من المواطنين من ساكنة المدينة. في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيق التي ما زالت متواصلة، في الوقت الذي اعتبر بعض المتتبعين أن ترويج مثل هذه الإشاعة وتهويل انتشار الإجرام، يراد من ورائه أن يظل البعض محافظا على مصالحه الخاصة أو العمل على وضع العصا في العجلة أمام المبادرات الخاصة التي يقوم بها المسؤول الجديد عن الأمن الإقليمي لتجفيف منابع التسيب الذي عشعش في بعض المصالح الأمنية حتى أن البعض منهم ظن أنه أصبح في منأى عن المحاسبة.

مصطفى الناسي نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 28 – 11 – 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق