تقرير عن ملتقى أملال بجماعة رسموكة بتيزنيت

و جمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية و المجلس الإقليمي لتيزنيت و مختلف الشركاء و المحتضنين الدورة الرابعة لملتقى أملال السنوي بإقليم تيزنيت من 27 إلى 30 غشت الماضي و الذي عرف تنظيم ندوات ثقافية و سهرات فنية و أنشطة رياضية و لقاءات تواصلية مع الجالية و فلاحي المنطقة و تكريمات لفعاليات محلية أعطت الشيء الكثير في مجالات مختلفة.
ففي اليوم الأول، تم تنظيم لقاء تواصلي مع الجالية الرسموكية بالخارج، أطره كل من الأستاذين أحمد بومزكو و خالد ألعيوض حول دور الجالية في التنمية، ثم تنظيم مقابلة حبية في كرة القدم بين فريق الجالية و الفريق المحلي.
و في اليوم الثاني كان فلاحوا المنطقة المقدر عددهم بأزيد من 120 فلاحا مع لقاء دراسي حول الاقتصاد التضامني الاجتماعي بمأوى أسنفو بدوار تلعينت بمشاركة رئيس الغرفة الفلاحية الجهوية و رئيس شبكة الاقتصاد الاجتماعي التضامني و ممثل المديرية الإقليمية للفلاحة و ممثل وكالة تنمية مناطق الواحات و الأركان و ممثل المحافظة العقارية الإقليمية تم في آخره تكريم الفلاح المحفوظ أصالح الطالب. و بعد ذلك كان لشباب المنطقة موعد مع سباق الرمال و مقابلة حبية في كرة القدم الرملية. و في الفترة المسائية تم تنظيم أمسية أحواش أجماك بمركز الجماعة بحضور كبار شعراء فن “أجماك” كأحمد الريح و أحمد أدريس و أمغوغ و الطاهر أطاهر و الرايس سعيد أوزرو و أزيد من 70 فردا من فرقة أجماك، تكريما لشاعر أجماك ابن المنطقة “الحاج الحسن بيكوالن” حيث عرفت هذه السهرة اتصالا هاتفيا مباشرا مع الباحث أحمد عصيد و الذي تعذر عليه الحضور.
و في اليوم الثالث كان للباحثين و المهتمين موعد مع ندوة فكرية حول موضوع:        ” المجموعات الغنائية السوسية بين التأسيس و الاستمرارية” أطرها كل من الباحثين أحمد الخنبوبي و علي زهيم و الإعلامي إبراهيم باوش تكريما لمجموعة إسافن إرسموكن. و في الفترة المسائية التقى زوار و جمهور الملتقى مع  سهرة فنية و التي عرفت  تكريم جميع  أعضاء مجموعة إسافن إرسموكن الغنائية و كذا التفاتة تقدير لعائلة المرحوم الفكاهي محمد أمنو الذي وافته المنية هذه السنة، بمشاركة أحواش أولاد النومر و مجموعة نجوم إرسموكن و مجموعة إسافن و مجموعة إمغران التي أتحفت جمهوره العريض و الذي قدر بأزيد من 12000 متفرج بأجمل أغانيها. و في اليوم الأخير تم تنظيم الأبواب المفتوحة للمدرسة الجماعاتية رسموكة التي ستفتتح مع بداية الموسم الدراسي حيث تمت زيارة كافة مرافقها الجديدة و تقديم حافلتين للنقل المدرسي و التي تم اقتناؤها من طرف الجالية الرسموكية بالخارج  و جهة سوس ماسة درعة، تلاه تنظيم لقاء تكريمي لقيدوم رجال التربية و التعليم بالمنطقة السيد بوجمعة تحميز و الذي حضره أزيد من 100 مدعو من تلامذته القدامى و أصدقاءه و الذي عرف أجواء مؤثرة نظرا لمكانته الكبيرة في نفوس الساكنة الرسموكية، حيث قدمت له هدايا قيمة أبرزها تذكرة عمرة إلى الديار المقدسة. و في السهرة الختامية التي نشطتها كل من فرقة أحواش تيزنيت و مجموعة أيت الهناء و مجموعة إخوان إرسموكن و التي قدمت أغانيها الخالدة أتحفت جمهورها العريض و قدمتها الإعلامية مونة بلهيم، تم تكريم أمهر العازفين السوسيين الفنان حسن بومليك لما قدمه من خدمات للمجموعات الغنائية السوسية و لتطوير فن تيرويسا.
و قد عرفت هذه الدورة حضورا  جمهورا غفيرا قدر بأزيد من 20 ألف متفرج طيلة أيام الملتقى و كذا تغطية إعلامية واسعة من طرف القناة الامازيغية و المراسلين المحليين      و الإذاعات الجهوية، علما أن اللجنة المنظمة قد قررت تكريم الفنان المرحوم ابن المنطقة  الحسين إيبوركا المعروف ب “داحماد بوتفوناست” خلال الدورة القادمة بإذن الله.

تقرير عن اللجنة المنظمة

تحويل المدرسة من فضاء لشحن الأدمغة إلى فضاء لصقل الحس النقدي وتفعيل الذكاء
الاثنين, 01/10/2012 – 17:41
عبد اللطيف أعمو

التربية هي الدعامة الأساسية للتنمية في كل الدول، وبدونها لا يمكن الحديث عن أي مشروع تنموي يضمن الاستدامة والاستمرار. ومن المتفق عليه بالنسبة لحالة المغرب أن الإخلال الذي أصاب المنظومة التربوية منذ مدة جعلها عاجزة على التفاعل مع مختلف المشاريع الإصلاحية، المجربة منها أو التي هي في طور الإنجاز (البرنامج ألاستعجالي) وهو ما شكل عرقلة أمام تقدم وتطور النظام الاقتصادي للبلاد والتحول الإيجابي في عمق المجتمع.
وبدون شك هناك عوائق متعددة وإكراهات عديدة ما فتئت العديد من الدراسات والبحوث الجاهزة تكشف عنها، ولكن مع الأسف بقي الحال على ما هو عليه، لأن آلة التنفيذ أضحت عاجزة على مواكبة الأوضاع (النظام الإداري والسلطة التنفيذية)، ومن ضمن هذه العوائق :
– عدم الاستقرار والانسجام في السياسات المتبعة من طرف الوزراء المتعاقبين على شؤون التعليم والتربية الوطنية، “فهذا يعقَد وذاك يحُل” ” L’un fait, l’autre défait ” والوزير الحالي السيد محمد الوفا لا يشكل استثناءً … لأنه بادر إلى وقف أو إلغاء بعض الأوراش الأساسية للبرنامج المستعجل قبل إجراء أي تقييم لتنفيذ هذا البرنامج خلال أمده المحدد في أربع سنوات للوقوف على الجوانب الإيجابية ، والكشف عن الجوانب السلبية (إلغاء البيداغوجيا المندمجة وإلغاء الثانوية المتميزة مثلا… مما خلق جوا من الريبة والشك العام حول جدوى البرنامج المستعجل وأسسه وربما حتى أهدافه،
– التصادم وغياب التعاون والتنسيق الفعال مع عدد من القطاعات الوزارية كالمالية والجماعات المحلية والتكوين المهني والتنمية القروية وكذا مع النقابات وهيئات المجتمع المدني،
– دور رجال التعليم والعمل النقابي المحاصر أو على الأقل ضعف التشجيع وعدم الانخراط بالقدر الكافي في الأوراش الإصلاحية وطغيان روح الفئوية الضيقة على روح العمل النقابي الجاد وفي كثير من الأحيان طغيان روح المصالح الذاتية والشخصية) والفردانية،
– إنزال بعض التصورات قبل التأكد من جدواها كثقافة النتائج وتدبير المشاريع دون ضمان حدوث التغيير المنشود والوصول إلى الهدف المتوخى،
– ضعف التنسيق بين مختلف المؤسسات التكميلية كالتعليم العالي والتكوين المهني،
– استقالة الآباء أو الأسرة عن دورها الولائي،
– تشويه صورة المدرسة العمومية بمختلف الوسائل، ورغم أن المقاربات التي اعتمدها البرنامج المستعجل بغاية تسريع وتيرة تحقيق الأهداف المسطرة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين وتحديد الهندسة البيداغوجية وضمان ضبطها وقبولها منذ 2008 لم يعلن إلى حد الآن عن وقوع أي تقييم يمهد لاتخاذ القرار بالاستمرار في إتمام البرنامج المستعجل خلال فترة زمنية محدودة أو الإعلان عن مشروع بديل وبشكل مستعجل.
إن وضعنا التعليمي ومنظومتنا التربوية لم تعد تقبل الارتجال والمزايدات بين مختلف المتدخلين ، بل أصبحت في ظل الدستور الحالي أمرا مستعجلا يهم الجميع وتحت مسؤولية الجميع.

فمنذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين والتقارير الدولية تشير إلى تدني المؤشرات المرتبطة بمنظومة التربية والتكوين ببلادنا. فصنف المغرب في الرتبة 126 من أصل 177 دولة في برنامج الأمم المتحدة الانمائي، فيما احتل الرتبة ما قبل الأخيرة في تصنيف بيرلس pirls من بين 45 دولة . وفي سنة 2008، صنف تقرير البنك الدولي المغرب في الرتبة 11 من بين 14 دولة عربية حسب مؤشر الولوج إلى خدمات التعليم وجودتها.

والثابت على مر العصور هو أن التعليم والتكوين يمثلان مدخلا جوهريا لأي نهضة وتنمية حقيقية، والمتغير اليوم هو الاهتمام بتعليم من نوع جديد يهيئ الفرد والمجتمع لحقائق وديناميات عصر التكنولوجيا المتسارعة، ولعصر الانفتاح الثقافي والحضاري العالمي، وهو رهان تنموي عالمي يعتمد أساسا على العنصر البشري ويجعله في قلب رهانات هذه الثورة التكنولوجية والمعلوماتية.

ومن حق كل شعوب العالم أن تخوض غمارها ، شريطة أن تتحقق لها شروط وظروف إعداد أبنائها تربويا و تعليميا بشكل جيد يسمح لهم بالتكيف مع هذا التطور المتسارع، ورهان تجويد التعليم والتكوين وتسليح المواطن بسلاح الفكر والمعرفة هو رهان ملقى على عاتق النظام التربوي، الذي عليه مسؤولية إبداع وخلق نظام تربوي من نوع جديد، يسمح للمجتمع بالانفتاح مع الحفاظ على مقومات هويته الحضارية والوطنية.

والثابت كذلك أنه بالرغم من توالي الإصلاحات، فمنظومة التربية والتكوين ظلت عاجزة عن مسايرة ركب التغيير والتأقلم مع تحديات المرحلة. ففشل الميثاق الوطني للتربية والتكوين مرده حسب المختصين إلى عدم تحقق شروط ثلاثة أساسية أولها عدم وضوح الأهداف من الإصلاحات المتتالية لمنظومة التربية والتكوين، بمعني أن الدولة المغربية ليس لها مشروع دولة تلتقي حوله الأهداف التربوية والتنموية، وثانيها عدم تحديد مراحل زمنية لتفعيل الإصلاح، ثالثها، أن الآليات لتحقيق المشروع كان شقها المالي متوفرا لكن الموارد البشرية غير مستثمرة ومفعلة بشكل جيد.

إن ضرورة إبداع منظومة متكاملة للحكامة التربوية هو رهان المرحلة. ولن يتم هذا الإصلاح بتدابير متباعدة في الزمن ومتباينة في النجاعة، وإنما بإعادة بناء حكامة جديدة معتمدة على قانون مؤطر يؤسس لأركان الاصلاح على مدى عشري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق