استعمال الأنترنت على الهاتف يسهل التجسس 

الهاتف

تعتبر الهواتف الذكية من أسهل الوسائل التي يعتمدها المتنصتون المحترفون للتجسس على مختلف المكالمات والبيانات الواردة على هذه الأجهزة، في الوقت الذي اختارت مجموعة 
من المؤسسات العالمية التحذير من إدخال بعض البرامج على هذه الهواتف.”الصباح” تستعرض أهم الثغرات التي يمكن أن تساهم في عمليات التنصت
والنصائح العلمية والتقنية الكفيلة بالحد منها.
منذ فضيحة التجسس الأمريكية، التي كان ضحيتها عدد من قادة الدول، في مقدمتهم المستشارة الألمانية أنجيلا مريكل، والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، بات مستخدمو الهاتف المحمول مستعدين لتنزيل أي برنامج شريطة حماية بياناتهم، وهو ما دفع عددا من الشركات العالمية إلى الاستجابة للطلبات المتزايدة، والإعلان عن عدد من التطبيقات التي تساهم في تأمين الهواتف المحمولة.
تطبيقات المصدر المفتوح أقل ضررا
خلص عدد من الخبراء العالميين في مجال تقنيات الهاتف المحمول إلى ضرورة برمجة تطبيقات الهاتف المحمول على مبدأ “المصدر المفتوح”، أي أنه في حال وجود أي خطر تظهر عبارة “كود المصدر”، في الوقت الذي تتوفر الحماية الحقيقية عندما تكون طريقة عمل هذه الحماية متاحة لمن يريد التعرف عليها.
وتوجد مجموعة من البرامج المجانية التي تعمل وفقا ل”مبدأ المصدر المفتوح” والتي تُصعب عمليات التنصت. وينصح بها خبراء البرامج الإلكترونية، من بينها “تكست سكيور” التي تعمل على تشفير الرسائل النصية القصيرة (SMS) ورسائل الوسائط المتعددة (MMS)، واستخدام برنامج “تشات سكيور” بدلا من برنامج “واتساب”.
من المهم حماية الهاتف المحمول من الفيروسات تماما، مثل الحاسوب، سيما عند تصفح الأنترنت، وسد الثغرات الأمنية عن طريق التشفير، إذ أن المجرمين الإلكترونين يبحثون عن الثغرات الأمنية الموجودة عند التصفح في الأنترنت. وأحيانا تكون تلك الثغرات قائمة لمدة سنوات بسبب أخطاء برمجية بسيطة لم يتم تصحيحها. ويتوقع خبراء التكنولوجيا، أن يكون المسؤول عن هذه الثغرات هي الأجهزة الأمنية بالذات، التي تتفق مع منتجين في قطاع تكنولوجيا المعلومات على ترك منافذ صغيرة.
وأشارت مجموعة من التقارير الإعلامية، أن مجموعة من البرامج المتعلقة ب”غوغل ميل” أو “واتساب” أو “فيسبوك”، تفرض ضمن شروط استخدامها السماح بالاطلاع على رسائل المستخدم. ومثالا على ذلك هواتف “أندرويد” إذ يوجد ذلك في صورة تنبيه قبل تثبيت البرنامج. وينصح أحد الخبراء العالميين في مجال التكنولوجيا، المستخدمين القلقين على خصوصياتهم بعدم التسرع في قراءة شروط الاستخدام، والأفضل هو استخدام برامج “المصدر المفتوح” وبهذا فإن المستخدم لا يكشف نفسه على الأقل أمام أي مؤسسة من المؤسسات، حسب يورغن فريكه خبير الاتصالات والمستشار في مجال تقنية المعلومات.
تعتبر البرامج التي تظهر بشكل برامج مضادة للتجسس من أخطر الحيل المستخدمة لتحميل البرامج التجسسية، إذ تقوم بالتخفي و إقناع المستخدم بأنها أداة تساعد على كشف وإزالة البرامج التجسسية.
9 من 100 هاتف معرضة للاختراق
أبرزت شركة “لوك أوت” لحماية الهواتف المحمولة أنه، عثر أخيرا، على ملفات تجسس وبرامج خبيثة على 9 من إجمالي 100 هاتف تم فحصها في ماي الماضي، أي أكبر من ضعف المعدل الذي تم تسجيله في دجنبر 2009، وهو 4 من 100 هاتف.
ويعتقد بعض الخبراء أن هاتف “أندرويد” سيتصدر قائمة الهواتف، التي تستهدفها البرامج الخبيثة، لقدرة أي شخص على عمل ونشر برنامج على شبكة الأنترنت، إذ تم توجيه عشر هجمات إلى مستخدمي “أندرويد” باستخدام برامج خبيثة، منها “جينمي” الذي ظهر في أسواق “أندرويد” في دجنبر المقبل، وينبغي على المستخدمين تثبيت برامج من المواقع الإلكترونية التي يثقون بها فقط، وفحص البرامج جيدا للتأكد من خلوها من الملفات الخبيثة.
وحسب تصنيف الهواتف الذكية، فيعتبر “بلاك بيري”، أقل الأجهزة الذكية هجوما من قبل البرامج تحمل ملفات التجسس، في الوقت الذي يشكل برنامج “فيلكسي سباي” أكثر البرامج الخبيثة التي تستهدف رصد أماكن وجود مستخدم الهاتف، أو التجسس على المكالمات الهاتفية، أو قراءة الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة به.
مقابل ذلك، لم تصل البرامج المتاحة مجانا لتشفير الهواتف المحمولة إلى مرحلة النضج، منها برنامجان جيدان، هما “K9″ و”APG” اللذان يعدان وسيلة جيدة لمنع التجسس على الرسائل الواردة على الهواتف المحمولة.
نصائح عملية لتجنب التجسس على الهواتف
أطلقت مجموعة من المنظمات العالمية، توصيات بشأن أساليب حماية الهواتف الذكية من الأخطار التي تتهدد سلامتها، وأمن المعلومات والبيانات المخزنة عليها، من بينها أداة أو خطة عمل يمكن الوصول إليها عبر الموقع الإلكتروني للجنة الاتحادية للاتصالات في الولايات المتحدة الأمريكية، على الأنترنت تحمل اسم “التحقق من سلامة الهاتف الذكي”.
وتتضمن هذه الأداة برنامج عمل من عشر نقاط يستطيع مستخدمو الهواتف الذكية اتباعها لمنع انكشاف أي معلومات وبيانات شخصية خاصة بهم في حال تعرض أجهزتهم لبرامج متعددة من بينها التجسس على الهواتف.
ومن بين النصائح التي تقدمها اللجنة ضرورة تحصين الهواتف الذكية بكلمات المرور، وتجنب تغيير الإعدادات الأصلية الخاصة بهذه الأجهزة، خاصة في ما يتعلق بالنواحي الأمنية، وضرورة الاحتفاظ بنسخة احتياطية من البيانات المخزنة على الجهاز على أحد وسائط التخزين الحسابية أو الخارجية بشكل عام.
وتضمنت نصائح اللجنة، عدم تحميل أي برامج أو تطبيقات من مصادر غير معروفة، وضرورة تنزيل برامج وتطبيقات حماية من النوعية التي توفرها الشركة المصنعة للجهاز، والامتناع عن تصفح الأنترنت عبر أي شبكة محلية لاسلكية غير معروفة المصدر.
وتشمل الأداة مطالبة المستخدم بمسح جميع البيانات الموجودة على هاتفه قبل بيعه أو التبرع به، وإبلاغ السلطات في حالة تعرض الجهاز للسرقة.
وأعدت اللجنة الاتحادية للاتصالات هذه التوصيات بالتعاون مع وزارة الأمن الداخلي ولجنة التجارة الاتحادية والتحالف الوطني للأمن على شبكة الإنترنت وغيرها من جهات القطاعين الحكومي والخاص بالولايات المتحدة، بما في ذلك شركات تعمل في مجال برمجيات الوقاية من الفيروسات وحماية الشبكات.
ارشادات لحماية الأجهزة من التجسس
لحماية أجهزة الهاتف من برامج التجسس، يجب اتباع الإرشادات التالية:
. تشغيل البرامج التي تعمل على اكتشاف وإزالة البرامج التجسسية.
. يجب على المستخدم أن يقرأ اتفاقية الترخيص بشكل كامل قبل تثبيت أي برنامج، لأن بعضها تنص بوضوح بأن البرنامج سيقوم بمراقبة سلوكك وإرسال بيانات لجهة خارجية.
. تحديث نظام التشغيل والبرامج المهمة بشكل دوري ومستمر.
. تثبيت برامج لمكافحة الفيروسات وجدار الحماية.
. عدم تحميل أو فتح البرامج من المواقع أو الأشخاص غير الموثوق فيهم أو غير المعروفين.
. يجب الحرص عند تثبيت البرامج المجانية، لأن عددا كبيرا منها يقوم بتثبيت بعض البرامج التجسسية أو الدعائية

الصباح يوم 30 – 06 – 2014

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق