تقارير أمنية تحذر الحكومة من رفع الأسعار

كانت وراء تأخيره، سيما بعد أن أبانت بعض الأحزاب السياسية توجسها من مغبة أن يوظف دعم الدولة الموجه إلى الفئات الاجتماعية محدودة الدخل، كورقة انتخابية رابحة بيد العدالة والتنمية. ووفق المصادر نفسها، فإن جهات رسمية، في محيط الملك، طلبت التريث وعدم التسرع في اتخاذ خطوات إجرائية قد تكون لها انعكاسات اجتماعية وتبعات سياسية على استقرار الوضع.
وكشفت المصادر نفسها، أن بنكيران طلب استشارة الدوائر العليا بشأن تنزيل مقترح الحكومة لإصلاح صندوق المقاصة، وذلك بعد أن كان السيناريو المطروح يقوم على أن يتكلف الملك بعملية إعطاء انطلاقة منح المساعدات المباشرة للفئات المعنية، وذلك قطعا لكل لبس أو تأويل انتخابي لهذه العملية تستفيد منه جهات حزبية دون غيرها.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن طلب الاستشارة أرجأ بدء تنفيذه لاعتبارات لها علاقة بتقارير أمنية حول وضعية الاستقرار، إذ اضطر الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالشؤون العامة والحكامة، إلى نفي وجود زيادات في الأسعار بناء على تطبيق إجراءات إصلاح الصندوق.
ووفق المصادر نفسها، فإن دخول الجهات العليا على الخط في هذا الملف، يتقاطع مع مطالب هيآت سياسية، من داخل التحالف الحكومي، منها حزب الاستقلال، اشتكت، في وقت سابق، من التوجه المهيمن للعدالة والتنمية داخل الأغلبية، واحتكاره بعض الملفات التي لها علاقة بأولويات الإصلاح، كما هو الشأن بالنسبة إلى نظام المقاصة، مضيفة أن التوجه العام يسير نحو تأجيل ملف المقاصة إلى حين تحقيق إجماع سياسي واجتماعي حول تفاصيله، والبدء بشكل تدريجي في سحب بعض المواد من لائحة دعم صندوق المقاصة الذي يستهلك قرابة 55 مليار درهم.
من جهة أخرى، انتقدت الهيآت السياسية ما وصفته بالتوظيف الانتخابي لقضية الدعم المباشر للفئات الفقيرة، كواحد من السيناريوهات التي تقترحها الحكومة لإصلاح صندوق المقاصة، فبعد حزب الاستقلال الذي انتقد الاستغلال الانتخابي، هاجم التجمع الوطني للأحرار، في شخص رئيسه صلاح الدين مزوار، سيناريو المساعدات المباشرة الذي تروج له الحكومة، معتبرا أن هذه المقاربة «ديماغوجية في التعامل مع هذا الملف الشائك أو استغلال الدعم المباشر لجلب الأصوات في الانتخابات المقبلة ولو كان ذلك على حساب الشعب والاستقرار بالبلاد»، داعيا الهيآت السياسية إلى التصدي لكل مقترح صندوق المقاصة تقوم به حكومة عبد الإله بنكيران «دون فتح نقاش واسع وجدي مع كافة الفاعلين»، لأن من شأن ذلك أن «يؤدي بالبلاد إلى الهاوية والمساس بالتوازنات الاجتماعية ومصالح الفئات المستضعفة والمتوسطة التي ستؤدي ثمن إصلاح مفتقد لرؤية شاملة».
عن الصباح

إحسان الحافظي /

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق