«أولادالفشوش» بصنعون «السيبة» في الشارع العام!

يصولون ويجولون، يهينون ويعتدون، وهم في ذلك لايفرقون بين مواطن عادي وبين موظفي الدولة وأعوانها، فالكل أمامهم سواء في الإهانة والاعتداء. يشمّرون في مواجهة «العوائق» التي قد تعترضهم عن تفاصيل مواقع آبائهم وأقربائهم السلطوية، الاقتصادية والمالية، ويشهرون بطائقهم في وجه من «يتجرؤون» على مساءلتهم أو مجرد تنبيههم حتى.
مواطنون من مختلف الأعمار ومن مستويات ثقافية وعلمية متفاوتة، لايرتبط سلوكهم «الأرعن» دائما بالطيش وباندفاع الشباب غير المحسوب، وإنما هناك أشخاص وازنون، يتحملون مسؤوليات لها وزرها، ويبلغون من العمر ما يكفي لكي يكونوا راجحي العقل، ومع ذلك تجدهم في مقدمة المحتقرين للقوانين التي قد يكونون يتحملون مسؤولية السهر على احترامها وتطبيقها!
عرفت بلادنا خلال الشهور الأخيرة تفاصيل اعتداءات وارتكاب حوادث متعددة سيما في مجال السير، يقترفها مغاربة «هاي كلاس»، والتي تطال رجال أمن، خاصة أولئك الذين ينظمون حركات السير والجولان، كما لايسلم من تداعياتها مغاربة آخرون، مواطنتهم ومغربيتهم أو حتى مجرد انتسابهم إلى الجنس البشري، لاتعني للفئة الأولى شيئا، إذ يسارعون إلى «تخراج العينين» واستعراض العضلات، مستعملين قاموسا خاصا من الألفاظ والمصطلحات والسلوكيات المعنوية والمادية للتعبير عن السخط حيال من يعتبرونهم مجرد «ذبان» يضر ولاينفع. وتزداد حدة الاعتداء كلما كان المعنيون بهذه المسلكيات مخطئين من قمة رأسهم إلى أخمص القدمين، متسلحين بتطبيق مضمون مقولة «خير وسيلة للدفاع هي الهجوم»؟
قاصر، معاق و«شيفور» ..
مساء الأربعاء فاتح غشت الجاري عاش عدد من مواطني منطقة «لهجاجمة» بالدارالبيضاء ومن تواجدوا ساعتها بشارع طانطان، تفاصيل حادثة سير كان من الممكن أن تكون عادية جدا، وتدخل في باب «القضاء والقدر»، رغم مدونة السير التي لم تفلح من الحد من أرقام ضحايا الطرقات، وذلك نتيجة لعدم تحكم السائق في السيارة. لكن محاولة تزييف الحقائق وتغيير الوقائع، عبر إقحام مستخدم لدى أسرة السائقة وهي شابة قاصر من عائلة ميسورة، والادعاء بأنه الشخص الذي كان يقود السيارة التي اقتلعت نخلة من الشارع وأصابت معاقا متسببة له بكسور ورضوض في جسمه، هو الأمر الذي لم يستسغه عدد ممن حضروا تفاصيل النازلة التي أصرّ مواطن/شاهد على أن يصحح أخطاءها، في وقت صرّح فيه بأنه لقي مشكلا حتى من المصالح الموكول لها تحرير محضر المعاينة ومباشرة المسطرة المعمول بها في هذا الصدد.
التملص من المسؤولية المباشرة، أصبح خيارا بالنسبة للمخالفين للقانون إن هم ضبطوا وتمت «محاصرتهم» بالواقعة التي تسببوا فيها، لأن عددا منهم أصبحوا يلوذون بالفرار عند ارتكابهم لحوادث من هذا النوع والتي أدى بعضها إلى تسجيل وفيات وليس مجرد جرحى ومعطوبين كما هو الحال بالنسبة لمنطقة ليساسفة بالدارالبيضاء مؤخرا، وفي حال «محاصرتهم» يعمدون إلى استعمال الوجه الآخر فيلبسون الحق الباطل، والعكس صحيح، حتى ينسلوا منها كما الشعرة من العجين؟
من الدفاع إلى الهجوم
يتذكر الرأي العام الوطني والفاسي تحديدا تفاصيل واقعة اعتداء نهاية الشهر الفارط، حيث تعرض رئيس الدائرة الأمنية السابعة الرصيف بالمدينة العتيقة، رفقة بعض العناصر الأمنية لاعتداء وصف بالشنيع، وذلك بحي الخريشفة درب المنصوري، على يد محامي بهيأة فاس، وفقا لما تداولته بعض وسائل الإعلام، التي أفادت بأنه كان مدججا بالسلاح الأبيض وقام بضرب العميد وتمزيق ثيابه، ولم يسلم من تفاصيل هذه «الحيحة» باقي الامنيين، الذين تعرضوا بدورهم للسب والشتم والتهديد والوعيد!
وتعود تفاصيل النازلة عندما تقدم مواطن إلى الدائرة الأمنية السابعة بفاس العتيقة، متهما ابن المحامي بالاعتداء عليه باستعمال السلاح الأبيض، مما دفع رجال الأمن إلى الاستماع إليه في محضر. في حين تقدم المحامي المتهم بدوره إلى رجال الأمن، في الدائرة الأمنية نفسها، بشكاية يتهم من خلالها المواطن/خصمه الذي قدم شكاية ضد ابنه بدخوله منزل أسرته ومحاولة سرقتها، مما حتّم على العناصر الأمنية الانتقال إلى عين المكان. فكان أن تطورت الأمور بشكل عكسي بحيث تم اتهام المحامي، رفقة ابنه وصهره، بالتلفظ بالكلام النابي في حق عناصر الأمن، قبل أن تتطور الأمور إلى صفع وسب، كما اتهم أيضا بتمزيق ثياب عميد الشرطة الذي كان مرافقا للعناصر الأمنية، مع إصابة دورية الأمن بأضرار هي الأخرى!
وقد تم اعتقال أفراد العائلة المتهمين، والاستماع إليهم في محاضر رسمية، وتم الاحتفاظ بهم رهن الحراسة النظرية في انتظار تقديمهم أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف، في حين تم استدعاء المحامي للمثول أمام المحكمة في حالة سراح، وتقديم روايته حول الواقعة التي رفض عدد من مسؤولي هيئة المحامين بفاس الحديث حول ملابساتها في انتظار اتضاح الصورة آنذاك.
والي الأمن واختلال «الموازين»!
الدورة الفارطة لمهرجان «موازين» كان حدثها الأبرز هو حادث الاعتداء على والي أمن العاصمة الإدارية الرباط من طرف شابين أحدهما ابن محامي شهير، والثاني ابن أسرة هي الأخرى غير عادية، وهما معا لهما علاقات نافذة جدا، وذلك خلال الحفل الذي أحياه فنان الراب الأمريكي الشهير «بيت بول»، وهو الحادث التي كانت قد نفته الإدارة العامة للأمن الوطني، لكن أكدته عدة مصادر إعلامية بشهادة شهود عيان، حيث خلف سخطا واسعا، خاصة بعد إخلاء سبيل المعتديين دون متابعة.
وبحسب الروايات التي تم تناقلها فإن وال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق