“دار السلطان” بتغجيجت بإقليم كلميم .. معلمة تاريخية يتعين حمايتها وتثمينها

تعدد تسميات الحصن العسكري الذي يطل على واحة تغجيجت الواقعة على بعد حوالي 80 كلم شمال شرق كلميم من بينها “ القصر البرتغالي “ و” أكادير إزناكن” و” مخرن غلال صنهاجة “. غير أن تكمي أوكليد أي دار السلطان يظل الإسم أكثر تداولا بين السكان، وهو معلمة تاريخية، اختلفت آراء الباحثين حول تاريخ بنائها بين العصرين المرابطي والموحدي.
فإذا كان البعض يرى أنها تشبه إلى حد كبير الحصون الموجودة بالمناطق الجنوبية للمغرب٬ خاصة حصن “تاسغيمون “٬ الذي بناه المرابطون حوالي 1125 ميلادية قرب مراكش زمن صراعهم مع الموحدين٬ في حين رجح آخرون انتماءها إلى الفترة الموحدية ٬ وذلك اعتمادا على طريقة بناء بابها الرئيسي التي تشبه إلى حد كبير باب الرواح بالرباط .
وحسب تقرير أعده فريق من الباحثين بعد عملية جرد لعدد من المواقع والمباني بالمنطقة في شهر ماي من سنة 1999 ٬ فإن هذا الحصن الذي يتم الصعود إليه انطلاقا من الحافة الجنوبية الغربية المطلة على وادي صياد٬ يتخذ شكل بناية عسكرية واسعة تحتفظ بجل أطراف سورها الخارجي وببعض أجزاء أبراجها الركنية وبجزء كبير من الواجهة الأمامية حيث المدخل الرئيسي .
وأفاد التقرير بان هذه المعلمة بنيت بواسطة الحجارة التي أخذت من مقالع مجاورة٬ وأن هاجس الأمن والدفاع كانا عنصران موجهان في تهيئته دون إغفال الجانب الجمالي الذي تحكم في تشييده من خلال إضفاء نوع من “الفخامة والسمو “على الواجهة الأمامية والمدخل الرئيسي للحصن.
ويطالب المهتمون ومعهم الفاعلون المدنيون المحليون بمنح هذه القلعة القيمة التاريخية اللائقة بها ، والاعتباء بها باعتبارها ارثا انسانيا مؤكدين على أن الحفاظ على هذا الحصن الذي خضع خلال سنة 2011 لعملية ترميم جزئي شملت بالأساس المدخل الرئيسي والسور المحادي له، يجب ألا يقتصر على حماية جوانبه الجمالية والتراثية٬ بل يجب أيضا توظيفه في مشاريع التنمية من خلال توفير شروط تطوير وتعبئة كل مكوناتها ، والعمل على إدماجها في محيطها الاقتصادي والاجتماعي٬ وإدراجها في المخططات التنموية المحلية و الجهوية، وتصنيفها كتراث وطني .
وكان التقرير النهائي للتشخيص التشاركي للجماعة القروية تغجيجت الذي تم اجراؤه سنة 2008 ، قد أكد على ضرورة تثمين مدار سياحي محلي يدمج المواقع التاريخية والمناظر الأخاذة بالمناطق المجاورة للواحات، والتعريف بالمآثر السياحية التي تزخر بها الجماعة وتثمينها من أجل جاذبية سياحية ، وهيكلة مسار (مدار) موضوعاتي للولوج إلى دار السلطان، وتثمين مختلف أماكن هذا الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق