أوعمو في كلمته الافتتاحية لدورة يوليوز 2013 ببلدية تيزنيت: بلادنا أضاعت الكثير من الوقت في مرحلة سياسية دقيقة

أوعمو

يصادف انعقاد دورة مجلسنا العادية هذه حلول شهر رمضان الأبرك 1434 للهجرة. وبالمناسبة أتقدم للسيدات والسادة أعضاء المجلس البلدي ولكل موظفي وأعوان البلدية، ومن خلالكم لكل ساكنة المدينة، بأخلص التهاني وعظيم الأماني، راجيا أن يعيد الله هذا الشهر الفضيل علينا وعليكم باليُمن والبركات، ويجعلنا ممن ينتهزون الوقت بالطاعات، ويرزقنا الله وإياكم حسن الجزاء.
ويعتبر انعقاد دورة مجلسنا العادية هذه، كالعادة، فرصة للوقوف على أهم أنشطة وإنجازات الجماعة طيلة الفترة الفاصلة ما بين أبريل ويوليوز 2013 بارتباط مع الوضعية العامة للبلاد.

فقد أضاعت بلادنا ، ومنذ شهر نونبر من السنة الماضية، الكثير من الوقت في مرحلة سياسية دقيقة، أدت فيها الخلافات والتصدعات داخل الفصائل المكونة للحكومة إلى تعطيل آليات الإصلاح التي كانت تستدعي الإسراع بمتطلبات تنفيذ الدستور . وهو زمن سياسي ضائع من حياة المغاربة – والتقرير الأخير لبنك المغرب كان صارخا ومنبها.

إن المرحلة تقتضي بالفعل مزيدا من الرزانة والحكمة والتعقل، ونتمنى أن تستدرك الحكومة القادمة هذا الزمن الضائع بتسريع وتيرة عملها في مجال الإصلاحات المهيكلة المستعجلة، كإصلاح نظام المقاصة ونظام التقاعد والنظام الجبائي واتخاذ الإجراءات السريعة لضبط التحكم في عجز الميزانية .

فإذا كان الجدل الحاصل يدخل في خانة التمرين على الديمقراطية، فإن الدرس الملكي، وما ميز تدبير هذه الأزمة بالطريقة المثلى التي تعامل بها جلالة الملك مع هذه الأمور جلي بمعانيه وعمق دلالاته، فكان مدافعا عن الدستور وعن قواعد تأويله الديمقراطي، مصححا بذلك الأخطاء والانحرافات التي يدفع بها البعض في محاولة للتقليل من روح التوجهات التي أتى بها الدستور الجديد نحو تفعيل الحوار الديمقراطي وتقوية حس المشاركة ومتطلبات التوافق في المرحلة الانتقالية.

ومن جهة أخرى، فرغم حدة الأزمة الاقتصادية التي وصلت دروتها بالمغرب منذ سنة 2011 بالخصوص، ورغم الإجراءات المتخذة للتحكم فيها، فإن الوضع الاقتصادي متحكم فيه نسبيا حتى الآن.

ومن إيجابيات المرحلة كذلك، أن الوضع الاجتماعي ما زال مستقرا، مع ما يترتب عن ذلك من واجب الحيطة والحذر. فكل المؤشرات الاقتصادية، رغم التحسن الحاصل في المجال الفلاحي، لم تتدهور بشكل مخيف. وهو ما يمنح كل الفاعلين فرصة اتخاذ التدابير الضرورية لوضع ركائز الإقلاع ومحاصرة تبعات التطورات الدولية وانعكاساتها السلبية على الاقتصاد الوطني وتطوير السوق الداخلية، ويلقي على الحكومة والبرلمان مسؤولية المبادرة بصفة مستعجلة إلى فتح أوراش الإصلاح العميقة والتوجه بثبات وقوة نحو الاستجابة الفعلية والعاجلة لمطالب المواطنين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.

أيتها السيدات، أيها السادة،

إن من مميزات المرحلة تعزيز مسار تقوية نشاط الديبلوماسية المغربية المتمحور أساسا حول متطلبات دعم قضيتنا الوطنية وتوسيع الحوار خصوصا على المستوى العربي ونحو دول الاتحاد الأوروبي وفي اتجاه الدول الإفريقية. وهو ما عزز دور المغرب كدولة يتقوى جانبها التأثيري والتفاوضي في القضايا الدولية الأساسية ذات البعد الجيو استراتيجي ، وما لذلك من انعكاسات إيجابية على الوضع الداخلي وتعزيز الاستقرار وجعل المغرب بوابة أمل ووجهة للاستثمار والاستقطاب وقبلة للتعاون الدولي .

أيتها السيدات، أيها السادة،

وعلى صعيد جهة سوس ماسة درعة، فرغم ما هيئ من مشاريع في إطار تنفيذ مخططها الاستراتيجي ، فإن تنفيذها عرف بعض التعثرات، بسبب الوضع الانتظاري العام، والمرتبط أساسا بالارهاصات المرتبطة بالمشروع الجهوي الموسع المنتظر ليساير مقتضيات الدستور الجديد.

هذا الورش الذي لم تظهر بعد بوادره العملية وتجلياته الترابية والمجالية في الأفق، مما خلق وضعية ترقب وانتظارية تنعكس على جميع الهيئات الترابية، بما فيها الجماعات المحلية.

إلا أنه مع ذلك، فإن بعض أوراش التعاون الدولي اللآممركز المندرجة في إطار التعاون الجهوي ، قد تقدمت، ومن ضمنها برنامج ADECOT والذي يهم جزء منه مدينتي تيزنيت وتفراوت .

أما على الصعيد الإقليمي، فقد عرف إقليم تيزنيت، انعكاسات تدهور الوضع الصحي، والذي يطرح إشكالية الصحة في علاقتها مع الخدمة العمومية، ويؤشر إلى تردي وعجز مزمن في تدبير المرفق العمومي. وهو ما له انعكاس على صحة المواطنين، وعلى حسن أداء المرفق العام، وأثار احتجاج المواطنين والمجتمع برمته.

وفي كل سنة يتزامن انعقاد دورة يوليوز العادية للجماعة مع انتهاء السنة الدراسية ومرحلة الامتحانات الاشهادية، حيث كانت نتائج الباكالوريا في دورتها الأولى متوسطة ، إلا أن الامتحانات الاستدراكية حسنت بكثير من نسبة النجاح في المؤسسات التعليمية بداخل الجماعة، إلى درجة أن بعض المؤسسات حصلت على نتائج قريبة جدا من 100%.

ومن الملاحظات التي يمكن تسجيلها ، أن بوادر نتائج تنفيذ وأجرأة ميثاق المدينة المربية قد بدأت تأتي أكلها، وانعكست بشكل إيجابي على مختلف المؤسسات التعليمية ، وعلى أسر وعائلات التلميذات والتلاميذ داخل المجال الحضري، وكذلك على المدينة ككل.

ومن جهة أخرى، فإن مستوى تقدم تنفيذ مخطط التنمية الجماعية في سنته الأولى حقق المستويات المرتقبة. كما تم إعداد اتفاقية المدينة ، على أساس توجهات سياسة المدينة. هذه الاتفاقية التي – ولو وجدنا صعوبات كثيرة في إقناع الشركاء العموميين من مختلف القطاعات للشراكة مع الجماعة في تحقيقه – فإننا مع ذلك توصلنا إلى اتفاق مبدئي لإنجاز ما قيمته 230 مليون درهم في أفق 2016، والمخصصة للمشاريع الواردة في الاتفاقية التي هي الآن في مرحلة التوقيع.

ويجدر بنا أن نسجل بأن إشكالية النقل الحضري الذي تعاني منه المدينة قد وجدت بداية لحلها من خلال الانخراط في مشروع النقل بين الجماعات ، والذي تعتبر مدينة تيزنيت نقطة محورية لتوزيع الخطوط الرابطة بين الجماعات والخطوط الداخلية للمدينة.

هذا المشروع الذي تم الإعلان بخصوصه عن طلب العروض بعد إنهاء دراسة الجدوى، فأعلن عن المقاولة الفائزة في إطار إسناد استغلال المرفق في إطار التدبير المفوض. ومن المتوقع أن تنطلق خطوط النقل الحضري والنقل ما بين الجماعات مع بداية السنة الدراسية القادمة. وهو ما سيحد من صعوبات التنقل لدى الساكنة بمختلف مناطق الإقليم، وسيلبي حاجيات الساكنة من خدمات النقل العمومي بواسطة الحافلات.

أيتها السيدات، أيها السادة،
فيما يخص الأنشطة العامة للمدينة خلال الفترة الأخيرة، فإنها كالعادة تزداد تنوعا وتعددا في المجالات الثقافية والرياضية والاجتماعية بمبادرات من جمعيات المجتمع المدني، وبدعم من المدينة.

ولا يسعنا في هذا المقام، إلا أن نحيي كل الفاعلين المبادرين إلى رفع وحمل المشاريع المختلفة لتحقيق مزيد من الانسجام والاندماج بين ساكنة المدينة، وتوفير حق التكوين وتوسيع المعرفة والمشاركة في الإبداع والترفيه وتحسين جودة الحياة لفائدة السكان.

أما آليات التواصل والتشاور والشراكة مع ساكنة الجماعة، فقد عرفت هي أيضا حركة ذؤوبة من خلال الاستقبال المباشر لكل المواطنين لتدارس مشاكلهم في الجماعة وتنظيم اجتماعات مع مختلف الهيئات والمؤسسات والجمعيات في المواضيع التي تهم الجماعة، وكذلك تنشيط مبادرات الأحياء بشكل يقرب الساكنة من مصدر مشاكلها والكشف عن الإمكانيات المشتركة للحفاظ على التجهيزات المتوفرة وضمان نوعيتها وحسن توظيفها.

وتجدر الإشارة إلى أن القاعة المغطاة ” ءاناروز ” للرياضات بمدينة تيزنيت ، والتي انتهت أشغالها منذ مدة، فأصبحت جاهزة للاستعمال، قد تقرر فتحها للأندية الرياضية المتلائمة أنشطتها مع وظيفتها في آخر الصيف الحالي، وإن كانت أصلا قد فتحت للتداريب منذ شهر يونيو الماضي.

ومع بداية شهر رمضان الأبرك، فإن مدينة تيزنيت كعادتها عرفت ازدهار قيم السخاء العمومي والكرم الانساني النبيل، من خلال تنظيم موائد إفطار جماعية تجمع كافة شرائح المجتمع، وبالخصوص الفقراء والمعوزين وعابري السبيل، وكذلك توفير بعض الإعانات الضرورية كالمواد الغذائية والملابس وغيرها للمحتاجين. وتساهم الجماعة في كل هذه الأنشطة من أجل ضمان استمرارها والرفع من معانيها كقيمة إنسانية تضامنية أساسية في كل مجموعة بشرية متضامنة ومتعاضدة ومتآزرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق