العرايشي يقيل مدير «السادسة» التي تحتل الصف الأول في المشاهدة


عين فيصل العرايشي، المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، عبد الإله الحليمي، رئيسا جديدا للمنبرين السمعيين البصريين الدينيين الوحيدين بالمغرب، إذاعة محمد السادس وقناة السادسة، معوضا بذلك المدير السابق إدريس الحيان. وأثار هذا التغيير استغرابا كبيرا بالنظر إلى أن المنبرين، الإذاعي والتلفزيوني، يحتلان المرتبة الأولى من بين كل الإذاعات والقنوات التلفزيونية العمومية منها والخاصة. وجاء قرار العرايشي بعد أيام قليلة من اتهام إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة لقناة السادسة وإذاعة محمد السادس بنشر التطرف، وأيضا بعد صدور تقرير أمريكي أكاديمي أشاد فيه بقناة السادسة واعتبرها مثالا للإسلام المنفتح، حيث قدم التقرير نماذج مفصلة من برامج القناة.
وكان العماري قد اتهم إذاعة وقناة محمد السادس بنشر خطر التطرف، موردا، خلال لقاء مع طلبة المعهد العالي للصحافة والإعلام بالدار البيضاء، أنهما تسوقان تدريجيا لهذا الخطاب، رغم كونهما دشنتا للترويج للإسلام «المنفتح والمغربي»، داعيا إلى الوقوف على المفردات المستعملة في برامج الإذاعة والقناة. غير أن هذا الاتهام لم يستند على أي أساس واقعي، بحيث لم يقدم العماري أي نموذج ليبرر به صدق كلامه، بعكس التقرير الأمريكي الذي قدم نماذج كثيرة لبرامج قناة السادسة على الخصوص، حيث أشاد بخطها الإعلامي والفكري. وأتى العرايشي بالمدير الجديد، عبد الإله الحليمي، من مدينة طنجة، حيث كان يدير أقدم إذاعة مغربية، والتي ظل على رأسها لعشر سنوات، ليصبح مديرا لكل من قناة السادسة وإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم التابعتين للقطب العمومي، علما أن اختصاص الحليمي المهني هو الأخبار والبرامج الاجتماعية، ولم يسبق له أن أعد أو قدم برنامجا دينيا.
غير أن الاختصاص الأكاديمي للحليمي هو الإعلام السمعي البصري، وهي الشعبة التي تخرج منها من المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط سنة 1989، وسبق له أن أدار محطتين إذاعيتين جهويتين، ويتعلق الأمر بإذاعتي طنجة وفاس. وللحليمي، ذي الخمسين عاما، تجربة طويلة مع الميكروفون الإذاعي بدأها في القسم العربي بالإذاعة الوطنية في الرباط سنة 1989، ثم إذاعيا في إذاعة طنجة ما بين 1993 و2004، وهي السنة التي أصبح فيها مديرا لإذاعة فاس الجهوية، ثم مديرا لإذاعة طنجة، الموجودة بمسقط رأسه، منذ 2006. وسبق أن حظي الحليمي ب3 تتويجات، أحدها مغربي والآخر عربي والأخير دولي، حسب ما أورده الموقع الرسمي لإذاعةطنجة، إذ حصل سنة 1998 على جائزة مهرجانالقاهرة للإذاعة والتلفزيون في صنف التحقيقات الإذاعية، ثم فاز سنة 1999 بجائزة الحسن الثاني للبيئة، وفي سنة 2000 ظفر بجائزة أحسن عمل إعلامي بيئي وهي جائزة تمنحها وكالة التعاون الألماني الدولي GTZ تحت إشراف كتابة الدولة المكلفة بالبيئة.

حمزة المتيوي

المساء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق