حسن إدحجي : سينما اومبير أو سينما تقديمت

حسن إدحجي

سينما اومبير أو سينما تاقديمت بعد مرحلة القوافل السينمائية،او سينما الشارع،حصلت طفرة مهمة في علاقتنا بالسينما، كقاعة، و فضاء تؤثته الكثير من الاشياء٠لا أذكر بالضبط متى بدأت علاقتي بالسينما، كل ما أذكره،أن ولوجي لقاعة العرض،ارتبط في ذاكرتي بيوم عيد،حيث يجود علي أبي،بدرهمين ،مبلغ يشكل حينها ثروة لأبناء جيلي،مبلغ يكفي لحجز تذكرة السينما،و ملء جيوبنا بحلويات،دائرية الشكل،بأحجام كبيرة و صغيرة، نسميها “فانيد المكانة”،لأن على احد وجوهها رسمت ساعة٠في ذاك اليوم،تخلصنا من الملابس البالية،الباهتة الألوان،من كثرة الاستعمال،و التي تم رتق ثقوبها، اكثر من مرة٠٠٠تخلصنا منها،لنضع بدلا منها،ملابس جديدة،قميص،سروال، وحذاء جديد، وكنا نتعمد ترك قطعة الكارتون،المتبتة خلف سراويلنا،و التي تحمل عادة،الاسم، الحجم، و العلامة التجارية،،ندعها،لكي يعرف الجميع،ان الملابس تم اقتناؤها للتو، ولم تستعمل بعد، و اذكر ان البطاقة اللاصقة بالسروال،تحمل مطرقة،علامة الجودة حينها٠٠لا أستطيع الآن ان أصف لكم مبلغ سعادتنا الغامرة، و نحن ننتعل حذاءا جديدا، لا نكاد نصدق اننا تخلصنا اخيراً من صندلة لعينة بلاستيكية بيضاء أو شفافة ،ظلت تلازمنا،هي رفيقتنا،في المدرسة،في الأزقة،في ملاعب الكرة،الترابيةو الصخرية،و كثيرا ما أدمت الحجارة أصابعنا الصغيرة،كلما أطلت من ثقوبها المتعددة،فتحاتها الكثيرة،لا تكاد تخفي اقدامنا،بحيث يسهل تسلل،الحجارة الصغيرة،مما يزعجنا٠في أيام البرد،تكون معاناتنا أشد،لذا نضطر لوضع جوارب،كان المشهد مضحكا،جوارب تحت صندلة!!للحذاء الجديد نكهة خاصة، يعطينا إحساسا بالعظمة، والكبرياء،نشعر أننا كبرنا قبل الأوان،كنا نمشي مزهوين الى السينما،و نحن نتجنب الحصى، و الأماكن المتربة، فالحذاء،سيعود الى علبته مساء،و سيختفي عن انظارنا،وسيصبح أثرا بعد عين،الى ان يحل العيد الموالي،هي صحبة إذن،ليوم واحد لا أكثر٠٠أصل الى السينما،مع ثلة من أصدقائي،في دقائق،كنّا محظوظين،لأننا نسكن قريبا منها،على بعد خطوات فقط من حي الراميقي،يستقبلنا مكبرصوت القاعة،و هويصدح بموسيقى غربية،غالبا موسيقى المجموعة الغنائية الشهيرة،BoneyM، موسيقى رائعة،كلما أنصت اليها الآن،إلا و ذكرتني بتلك الأيام الخوالي٠حشد المنتظرين كبير،فاليوم يوم عيد، انها فرصة الأغلبية،لدخول السينما، و ربما لن تتاح الفرصة، الا بعد مرور وقت طويل،لم يكن هناك طابور،ازدحام شديد،على بوابة السينما الضيقة،على لوح متبت بالجدار،ملصقان اشهاريان كبيران للفيلمين المعروضين، أسفله مباشرة،صور صغيرة،لمشاهد من الفيلمين،أحدهما،من نوع رعاة البقرCowBoy،الثاني فيلم بوليسيEspionnage،الفرجة مضمونة بكل تأكيد،اختيارات العيد دائما مميزة،تختفي أفلام الكراطيه،و الأفلام الهندية،لتحل محلها أفلام عالمية رائعة٠٠إنها هدايا العيد، دقائق من الانتظار، ثم انفتح باب واحد،أطل “باحسن”، ليتأكد من الحضور،و يقيم الوضع، تلك عادته طوال سنوات،فجأة،انفتح البابان،اندفع الجميع نحومدخل السينما،حدث تدافع شديد،لا مكان فيه للصغار،والنحيفين، الغلبة للأقوياء،تعالت الصيحات،ترافقت مع وابل من الشتائم،المتطايرة،بقينا نحن،الصغار،مسمرين في مكاننا،خفنا على أنفسنا،خفنا أكثر على أحذيتنا الجديدة،بعد أن بدت لنا الكثير منها،وسط الزحام، بعد أن ضيعها اصحابها٠٠٠يتبع٠

بقلم حسن إدحجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق