الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغيــة في لقاء دراسي بمدينة تيزنيت


Diapositive3

في إطار الديناميــة الترافعيــة من أجل قوانين أكثر فعالية ومنصفة تنسجم مع المرجعية الدولية لحقــوق الإنسان بمعاييـرها وقيـمها الكونية ، نظمت الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغيــة ، لقاءا دراسيا حول موضــوع  ” أكـــال “ بين مافيا نزع الأرض وسياسة نهب الثروة .. أي مقاربات لحماية وتدبير المجال الترابي ؟ وذلك يومه الأحد 07 فبراير 2016 بفندق إدو بمدينــة تيزنيــت.

وخلال اللقاء الذي حضره أكثر من 70 مشارك (ة) من منتخبين وفاعلين جمعويين وحقوقيين ورؤساء الجمعيات وأطر وأساتذة وصحافيون ومهتمين بالشأن الأمازيغي والقضية الأمازيغيــة ، افتتح الفاعل الجمعوي والسياسي الحقوقي عضو الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغيــة الأستاذ حسن رزق ، كلمة رحب فيها بالحضور ، مذكــرا بأهمية اللقاء وأهدافه المسطرة ، ليتمم الحديث الأستاذ لحسن بنواري نائب برلماني وعضو المجلس البلدي لمدينة تيزنيت ، في مداخلة تحت عنوان ” أية مقاربة للتشريع الدولي فيما يخص الحقوق الإقتصاديــة للشعوب الأصليــة ، والحق في ملكية الأراضي والغابات والمعادن” ، التي أسرد فيها جانب من مقتضيات اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري وعملية نهب الأراضي ، بعدها تناول الكلمة بالتدقيق والتحليل منســق الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغيــة بالمغرب ، رئيس الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية ومحامي بهيئة الرباط ، الأستاذ أحمد أرحمــوش ، في مداخلة بموضوع ” إشكاليــة الحق في ملكية الأراضي والغابات في التشريعات الوطنية ، هل هي نتاج قصور النصوص القانونية ، أم نتاج أزمة تفعيلهـــا ” حيث أبدى من خلال عرضه وتخصصه بالقوانين المكرسة للميز والتمييز ضد عدة حقوق ومبادئ لحقوق الإنسان وقيمها ومنها مبدأ المساواة ، ومبدأ التنوع والاختلاف والتعدد والحق في محاكمة عادلة والحق في الولوج إلى مرافق العدالة بتنوعها واختلافها ، موضحا في نفس السياق ملكية الأراضي والغابات في التشريعات الوطنية .

وحتى تكتمل الصورة عبر مختلف  الزوايا المسطرة في هذا اللقاء الدراسي الذي جمع نخبة من المهتمين والمتتبعين للشأن الأمازيغي ، انتقل مسير اللقاء ، أحمد الفاضل بالحضور إلى مداخلة الأستاذ إبراهيم أفوعار رئيس تنسيقية أدرار حول موضوع ” تنسيقيات الدفاع عن أراضي القبائل بسوس الكبرى ، الأداء والحصيلة ” ليأتي دور الأستاذ العربي عروب كفاعل مدني ، الذي بين في عرضه مجموعة من الترتيبات المرتبطة بــ ” أية إستراتيجية للترافع حول الأرض ، وحماية المجال الترابي القبلي من النهب والاستنزاف” .

وارتباطا بالموضوع وخارج اللقاء ، عبر منسق الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغيــة بالمغرب أحمد أرحموش سابقا ، لجريدة الأيــام الأسبوعية في عددها 697 الصادر بتاريخ 28 يناير 2016 ، متحدثــا عن وضع القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيعيــة ، مضيفا حسب اعتقاده أنه من الناحية المبدئية بالنسبة إلى الهيئات المدنية الأمازيغيــة ينبغي ألا تكون الأمازيغيــة محل أي توضيف إيديولوجي أو حزبي ، بالرغم من أن مقومات الأمازيغيــة تنتمي في أغلب تمظهراتها وتجلياتها إلى صف الحداثة…

من جهته تحدث أيضا الفاعل والمهتم بقضايا الأمازيغيــة ، الناشط الأمازيغــي أحمد عصيد ، في استجواب أجراه بحر الأسبوع الماضي مع جريدة  ” الأيـــــــام ” الورقية ، في نفس  العدد والتاريخ ، عن التأخير الذي طال إخراج القانون التنظيمي لترسيــم الأمازيغيــة إلى حيز الوجود ، حيث عبر عن الصراع القائم في رفض الحركة الأمازيغيــة ، مبينا في حواره مسؤوليــة الجمعيات المدنيــة الأمازيغيــة هي أن تلعب دور اللوبي المدني ، الضاغط وبالوسائل السليمة والمدنية ، مثل الوقفات الاحتجاجية والمسيرات والبيانات والمراسلات للمسؤوليــن، وطلب مقابلة والاجتماع مع المسؤوليــن والعمل على تأطير الساكنة والمواطنين.

ومن أهم المرتكزات التي تحدث عنها الناشط الأمازيغــي : تنصيص القانون التنظيمي ، كون اللغــة الأمازيغيــة هي لكل المغاربة وليست لفرقة معينة أو طائفة من الناس ، هي وطنية ورسمية للكــل ، مثل اللغة العربية ، تعميمها عموديا وأفقيا على عموم التراب الوطني وفي أسلاك التعليم وفي المؤسسات ، كلغة موحدة لا ينبغي التعامل معها كلهجات متفرقة ، الكتابة بحرف تيفينــاغ وفــق قواعد النحو والصرف والتركيب ، التي تم بناؤها في المدرسة ، تعميمها في التعليــم وفي الإعلام بحصة بث محترمــة ، ثم الفضاء العمومي وواجهات المؤسسات وتكتب بها علامات التشويــر والساحات والطرق السيارة ، لكي تصبح الأمازيغيــة هوية بصرية بجانب الهوية البصرية العربية ، انتهى كلام أحمد عصيد.

وبالعودة إلى اللقاء الدراسي الذي نظم بمبادرة من الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية فقد اختتمت أشغاله بمناقشة العروض وعرض التوصيات ، كما تم في بداية اللقاء برمجة دقيقة صمت ترحما على روح أحد الطلبة الأمازيغ ..

وفي انتظار ما سيحمله هذا اللقاء الدراسي من إيجابيات على المدى القريب والبعيد لاحقا ، تبقى الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغيــة حسب خلاصة الحاضرين في اللقاء ، إشعاع ثقافي حضاري يجسد المبادرات التي يقف وراءها الشباب المفعم بالحماس والرغبة في تحقيق العيش والمساواة.

عبد المغيث عيوش : تيزنيت24

Diapositive1 Diapositive2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق