أين أنت أيتها الشبيببات الحزبية من واقع اللحظة ؟

الشبيبات الحزبية

آن الأوان لفتح ملف الشبيبة الحزبية للحوار والمناقشة من أجل التنقيب عن أفكار جديدة وآراء ناجعة وتصورات موضوعية في إطار المستجدات التي تعيشها الهيكلة السياسية في بلادنا وذلك من اجل تجاوز مرحلة الصراعات الناتجة في غالبيتها عن الزبونية السياسية ومحاولة التفكير في كيفية تدبير تراب الجماعات والجهات وتقديم نخب جديدة والانتباه إلى ما يفرضه الواقع من تحديات إقتصادية وسياسية واجتماعية.
آثارتني جملة للفاعل الجمعوي الشاب اسماعيل الحمراوي “بعض الشبيببات الحزبية فقدت

بوصلتها ووزنها” والتي تصف حال جزء مهم من الكيان الحزبي المغربي الذي أصبح همه الوحيد السيطرة على العدد الاكبر من الدوائر الانتخابية متناسين وليس ناسين ما يدعون اليه عبر شعاراتهم الجدابة”الشباب اولا” “معا لمحاربة عزوف الشباب عن السياسة” في حين هو أول من يبدع في صنع هذا العزوف السياسي وهذا ما سنأتي بذكره.
رشيد نيني لم يضخ مداد الحقد كما وصفه اسماعيل الحمراوي حينما قام بانتقاد عمل بعض الشبيببات الحزبية بقوله :
“لاتكاد الشبيبة الحزبية تسلم من أمرين اثنين،أولهما السيطرة من ليسوا أهلا للمسؤولية الحزبية عليها وثانيهما خضوعها لوصاية القيادات الحزبية التي توجهها في الاتجاهات التي تريد”
مزكيا اسماعيل الحمراوي انتقاده لهذا الوصف بحجة عدم انتماء رشيد نيني للحقل السياسي الشبابي وهذا ما أتفق معه إلى حد ما.
وشهد شاهد من أهلها..
بحكم أنني مررت بتجربة حزبية ومدنية فأظن أن كلامي سيكون له معنى حسب موقف اسماعيل الحمراوي.
مباشرة بعد حصولي على الجائزة الفخرية للمجتمع المدني تعرضت لاعتداء من قبل الحزب الذي كنت أنتمي لشبيبته الحزبية عوض التصفيق الذي كنت أنتظر منه،ثم بعد الحصول على جائزة الإبداع تلقيت الاعتداء الثاني وهو سبب تركي لتلك المؤسسة الحزبية لاني تأكدت أنها لن تساندني بل ستضع العصا في طريقي.
وفي أحد الندوات تحت شعار “سمع صوتي” حيث تمت استضافة مسؤولين عن شبيبات حزبية اكدوا انه لا يتم مشاورتهم من اجل صياغة البرامج الانتخابية ويبقوا بعيدا عن المشاركة في تحديد قرارات التحالفات بصفتهم العمود الفقري للحزب،ومن جهة أخرى أصبحت المواقع الاجتماعية تفضح المكتوم،فلتقم بجولة خفيفة في هاته المواقع لترى عددا من استقالات الشباب من احزابهم لعدم الاعتراف بمجهوداتهم ونضالهم والاتيان بأصحاب الشكارة رؤوسا للوائح الانتخابية وإن سألتهم عن إيديولوجية هذا الحزب فلن يجدوا لذلك سبيلا.
ويبقى الشغل الشاغل لعدد من هاته الشبيببات الحزبية هو الرصيد المؤقت من الشباب للحملة الانتخابية أو الجامعة الصيفية او الخريفية والمؤتمرات الحزبية

.
أما من ناحية الانجازات…
هل الشبيببات الحزبية طالبت بلوائح جهوية خاصة بالشباب في ظل ورش الجهوية المتقدمة ؟
هل طالبت بالإسراع بإخراج المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي لحيز الوجود ؟
هل تكلمت على مشروع بطاقة الشباب؟
هل قدمت اقتراحات لصياغة القانون الخاص بالشباب؟
الإجابة وبكل أسف لا.
فالشبيبات الحزبية في طريق وانتظارات الشباب في طريق آخر.وهذا ما جعل المندوبية السامية للتخطيط تتحدث عن 1 بالمئة من الشباب المغربي المنتمي للعالم السياسي وبما ان نسبة الشباب تمثل 60  بالمئة من الساكنة فهذا يعني ان 99 بالمئة من الشباب خارج الحدود السياسية.
وحتى يتم تجاوز حال الشبيبة الحزبية وخلق الثقة بينها وبين الشباب فوجب العمل على إنهاء كافة انواع التمييز بين صفوف الشباب السياسي المتحزب وإعادة تنظيم الحياة السياسية الشابة على قاعدة الديمقراطية والشفافية ومحاربة الرشوة وربط المسؤولية الحزبية بالمحاسبة وزرع الأمل في الغد القريب،
فما المستقبل الذي ينتظره شاب داخل حزب معين وهو يرى أن الأمناء العامون لا يصلون لهذا المنصب إلا بعد تجاوز سن الأربعين ولحظة الترشح لهذا المنصب يبقى واحدا والباقي ينسحب لسبب او لآخر.
جلالة الملك يقود إصلاحات تاريخية تعترف بها القارة الافريقية والعالم بأسره،ووجب علينا كشباب سياسي ومدني مساندته في تحقيق رؤيته الملكية،فقد منحنا قاعدة دستورية مؤسساتية بدستور 2011،
فلنكن في مستوى اللحظة…

ياسين الصافي : الحائز على الجائزة الفخرية للمجتمع المدني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق