يوميات رمضانية بتيزنيت (8)… حكاية صورة رمضانية بتيزنيت تجمع الكتاب والوردة بالمصباح

الأغلبية والمعارضة 3

يوميات رمضانية بتيزنيت … حكاية صورة رمضانية تجمع الكتاب والوردة بالمصباح

بقلم محمد الشيخ بلا
لعل الناظر والمتأمل في الصورة المرفقة بهذا المقال، وهي صورة حديثة التقطت يوم أمس الأربعاء 8 يوليوز 2015، الموافق ل21 رمضان الأبرك 1436، أمام قاعة الاجتماعات ببلدية تيزنيت، مباشرة بعد انتهاء آخر دورة عادية للمجلس البلدي لتيزنيت برسم هذه الولاية، يدرك مدى التحول في العلاقة بين الأطراف الممثلة ببلدية تيزنيت، أغلبية ومعارضة.
فالصورة تتضمن دلالات خاصة، فهي تجمع بين السياسي والجمعوي وبين السلطة والرياضي والمتتبع الغاضب والمتتبع الراضي والمنشرح، فضلا عن كونها تظهر ابتسامات عريضة تلخص الأجواء السائدة بآخر دورة بلدية عادية، وهي خير تعبير على التوافق الحاصل مؤخرا بين كل من حزب التقدم والاشتراكية وحزب العدالة والتنمية بتيزنيت، فبعد الإشارات السياسية التي طبعت النقاش السياسي بالدورات الأخيرة، ورسائل الغزل السياسي بين الطرفين، والاستدعاءات المتبادلة لتأطير تجمعات حزبية، ظلت الدورات العادية والاستثنائية للمجلس، هي المحك الأساسي لمدى صلابة هذا التقارب بعد سنوات من القطيعة والانتقادات الحادة والمتبادلة.

فلا أحد ينسى حدة النقاش الدائر خلال الفترة الأولى من الولاية السابقة للمجلس الذي ترأسه عبد اللطيف أوعمو، وكيف كانت معارضة العدالة والتنمية تبحث في الصغيرة والكبيرة لإظهار نواقص التحالف الاستراتيجي بين التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي، أو بالأحرى بين أوعمو وبنواري، لكن سرعان ما خفت حدة النقاش في تلك الولاية الأولى وظهر خطاب آخر في العلاقة بين الطرفين، بهدف إيجاد أرضية خصبة لترسيخ تحالف جديد، لكن شهر العسل بين أطراف المعادلة سرعان ما خف بريقه، وأصبح في خبر كان بعد حصول التقدم والاشتراكية على أكبر عدد من المقاعد في النسخة الثانية للمجلس المنتهية ولايته، وإصراره على بقاء التحالف الأول لتسيير دفة المرحلة الثانية، وهو ما يعني أيضا بقاء العدالة والتنمية وأربعة مستشارين آخرين موزعين على أحزاب مختلفة في خندق المعارضة، الأمر الذي تعزز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي شهدت صعود برلماني التحالف البلدي/ أو “التحالف الديموقراطي” كما يحلو للأغلبية تسميته، وخسارة العدالة والتنمية لمقعدها البرلماني.
الصورة التي أمامنا خير معبر لما راج من أجواء خلال الولاية الثانية من عمر المجلس الحالي، فالتقارب أو بالأحرى التسيير المشترك لسفينة الحكومة بين المصباح والكتاب على المستوى الوطني، ظهرت بعض نتائجه على المستوى المحلي ببلدية تيزنيت، فالضحكات المسترسلة التي أطلقها مستشارو الأغلبية والمعارضة، تبين مدى رغبة الأطراف الظاهرة في الصورة في تمهيد الأجواء للمرحلة المقبلة، علما أن النقاش الدائر في الدورة العادية الأخيرة، ظل محافظا على حدود اللياقة والأدب، رغم بعض الانتقادات الموجهة ضد طريقة توزيع المنح على ما يقرب من مئتي جمعية بتيزنيت، وخلاصة القول إن أجواء الحر الشديد الذي تزامن مع انعقاد الدورة العادية الأخيرة في نسختها الثانية، لم تنعكس على حرارة النقاش داخل القاعة.
مداخلة أوعمو الأخيرة في نهاية الدورة، زكت هذا الطرح، خصوصا وأنه حرص على تقديم خطبة الشكر، أو بتعبير مستشار المعارضة عبد الله صمايو “خطبة الوداع”، علما أن الرئيس نفى عنها صفة الوداع أو التوديع، وهي الخطبة التي شكر فيها أعضاء المجلس أغلبية ومعارضة على مساهمتهم في النقاش العمومي، واصفا إياه بالساخن والمفيد، مضيفا العديد من العبارات الرقيقة من قبيل التعاون والتآزر الذي أبانت عنه جميع الأطراف، من منتخبين وسلطة وإعلام مواكب لمسيرة المجلس، فـ”السلطة كانت دائماً في مستوى فهم قصدنا –يقول أوعمو – كما كان هناك تنسيق وتفاهم، دون أن يتم تسجيل أية هفوة على المدينة، و الإعلام كان يواكب هذه التجربة عن قرب بما هو إيجابي وما هو سلبي”، دون أن ينسى شكره لموظفي البلدية وساكنة المدينة المسالمة والمتفهمة –حسب تعبيره – والمتميزة بقوة الاستماع، وتفضيلها للمصلحة العامة على الخاصة، بحكم أداءها المتواصل للضرائب وشعورها بالالتزام والأخلاق العامة”، معبرا في ثنايا كلمته عن رغبته في استمرار التجربة بوجوه شبابية أخرى”، فهل يمكن اعتبار هذه الرسائل بمثابة مؤشرات لما ستؤول إليه التحالفات المقبلة ببلدية تيزنيت، أم أن صناديق الاقتراع ودخول منافسين جدد وآخرين لهم باع طويل في التجارب الانتخابية، سيربك حسابات آخر لحظة، ويحول أجواء الضحك والسرور بالصورة، إلى أجواء أخرى يطبعها الفتور في العلاقة بين الأطراف المعنية بها، إنه مجرد سؤال.
بقلم محمد الشيخ بلا
[email protected]

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق