خلفيات الاستقالات المتتالية بحزب الاتحاد الاشتركي للقوات الشعبية بجماعة المعدر الكبير

الاتحاد لاشتراكي

أثار النزيف التنظيمي الذي يتعرض له الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمعدر الكبير، الكثير من الاهتمام والمتابعة من قبل الفاعلين السياسيين، والرأي العام المعدري، فبعد استقالة النائب الرابع لرئيس الجماعة المحلية ” حسن هنون”، تبعته مباشرة استقالة أخرى قدمها “علي أمومن ” للكاتب الاقليمي لحزب الوردة، وأكدت مصادر موثوقة من داخل الاتحاد الاشتراكي  بالمعدر الكبير  أن الأيام المقبلة حافلة بمفاجأة غير سارة لرفاق حزب الوردة، مما يطرح الكثير من التساؤلات، ماهي الخلفيات السياسية لهذه الاستقالات ؟ لماذا جاءت في هذه الظرفية، والحزب سيدخل غمار الاستحقاقات الجماعية على بعد أشهر قليلة ؟ أين سيلتحق هؤلاء بعد مغادرة سفينة الاتحاد ؟ ما المستقبل السياسي للحزب بعد هذا النزيف ؟  .

الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ونكسة 2009

لم يصدق رفاق الوردة أنهم فقدوا الأغلبية في المجلس الجماعي لجماعة المعدر الكبير في سنة 2009، وهم الذين يدبرون  الجماعة لما يزيد عن عشر سنوات، ولم يتقبل الرئيس السابق خسارته أمام غريمه “احمد بركوس” في الدائرة رقم 1، حيث كان سقوط الرئيس السابق  للاتحاد الاشتراكي في الاستحقاقات الانتخابية السابقة بمثابة الضربة الأولى  التي أفقدت الحزب مكانته في المشهد السياسي المعدري، خاصة بعد المد الكاسح الذي تجسد في الوافد الجديد _ بتعبير الاتحاديين _ الاصالة والمعاصرة بقيادة الرئيس الحالي للجماعة المحلية.

خسارة الرئيس السابق لمقعده من داخل المجلس الجماعي، وفقدان الاتحاد لرئاسة الجماعة المحلية بعد تحالف الأصالة والمعاصرة مع العدالة والتنمية، كان المؤشر الأبرز على النهاية السياسية للاتحاد الاشتراكي بالمعدر الكبير، فقد فقد الحزب مقعدين من داخل المعدر المركز ، وخسر مقاعد أخرى خارجه بعد المد الذي حققه الأصالة والمعاصرة، والذي جاء في سياق سياسي وطني اتسم بتغلغل حزب التراكتور في المشهد السياسي المغربي.

الاتحاد الاشتراكي والمعارضة 

بعد أن وضعت حرب الانتخابات أوزارها بخسارة مدوية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمعدر الكبير، وبعد أن فقد الحزب الأغلبية من داخل المجلس  ـ إذ لم يستطع التحالف مع حزب العدالة والتنمية الذي يتوفر على مقعدين ـ فتحت أبواب المعارضة على مصراعيها لحزب ألف تدبير جماعة المعدر الكبير، غير أن مصدر من داخل المجلس الجماعي أكد أن من بين اكبر أسباب هذه الاستقالات المتتالية من داخل الحزب هو فشلهم المعارضة الاتحادية في بناء تصور واضح حول المعارضة، إذ اقتصرت على المعارضة من أجل المعارضة، حيث أكد المصدر أنها وصلت إلى درجة معارضة المشروع الطرقي الذي يربط بين الطريق الوطنية رقم 1 بدوار اولاد النومر مرورا بدوار المرس، وهي الدائرة التي يمثلها “حسن هنون ” الذي قدم استقالته مؤخرا،  فكيف يعقل أن يعارض بعض الاتحاديين تعبيد هذا  الطريق الذي  كان مطلبا أساسيا لسنوات طوال، ويمكن أن يحتسب انجازا للمستشار المستقيل ممثل الساكنة بالمرس ؟ يتساءل المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، وأضاف قائلا :” هذا السبب من بين الأسباب التي عجلت برحيل هذا الأخير من سفينة الاتحاد”.

استقالات على أبواب الانتخابات 

 السؤال في الحقيقة هو  لماذا لم تقدم الاستقالات حتى هذه الظرفية الحساسة، أي على بعد أشهر قليلة عن الاستحقاقات الانتخابية الجماعية؟، مصادر مطلعة أكدت أن الظرفية مناسبة بالنسبة للمستقيلين، فهو الوقت المناسب لزعزعة البيت الاتحادي بالمعدر الكبير، ورد الاعتبار لمكانتهم ووزنهم السياسي  بعد التهميش الذي تعرض له هؤلاء من داخل التنظيم، وبسبب الأخطاء التي ارتكبت في تدبير مرحلة المعارضة.

الاستقالة في هذه الظرفية هي السمة المميزة للمشهد السياسي المغربي أصلا فكثيرا ما تتم هذه الاستقالات والانتقال الى أحزاب أخرى في هذا الوقت بالضبط، فتكون الأسباب اما المصالح الحزبية، أو الحسابات السياسية، أو لغياب الديمقراطية الداخلية في صفوف الحزب السياسي، وبالتالي البحث عن وجهة جديدة، وهذا ما حصل في حالة حزب الوردة، اذ لم يتوانى المستقيلان بالمعدر في تقديم استقالاتهم عند أول فرصة في رسالة قوية لحزب الاتحاد الاشتراكي.

الوجهة الى أين …..؟

الكثير ينتظر الوجهة المقبلة للمستقيلين من حزب الوردة، فهؤلاء  لديهم مكانة معتبرة في دوار “المرس”  و دوار “تبوزار”، فالدوارين معا يعتبران  من المعاقل  التاريخية والاستراتيجية التي يعتمد عليها الاتحاد الاشتراكي بالمعدر الكبير بشكل كبير،  لذلك فمن المستبعد أن تكون استقالة هؤلاء هي إعلان عن نهاية مسارهم السياسي، بل هي ضربة وجهت بعناية لحزب الوردة إقليميا ومحليا.

” وجهة المستقيلين لن تخرج من دائرة الالتحاق بحزب الأصالة والعاصرة أو حزب العدالة والتنمية” يقول المصدر مؤكدا أن ” العمل الذي قامت به الأغلبية كان مقبولا على العموم، إذ فتحت أوراش في الولاية الحالية، وأعطى تحالف النقيضين الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية أكله على الأقل بجماعة المعدر الكبير” .

غير أن هذه المعطيات كذبتها معطيات أخرى تقول أن حزب الاستقلال والاحرار  دخلا على الخط، واتصلوا بأحد المستقيلين في الحزب السابق، وان المعركة السياسية المقبلة سيدخلها أيضا حزب الاستقلال والاحرار ، غير أن المعطيات المتوفرة استبعدت أن يكون لدخول حزب الاستقلال والاحرار أي دور مهم في خلخلة الصراع القائم بين الأصالة والمعاصرة، والعدالة والتنمية، والاتحاد الاشتراكي للظفر بمقاعد المجلس الجماعي بالمعدر الكبير، وبالتالي لن يكون لدى الحزبين دور في حالة الاستقطاب الحادة التي تعرفها هذه المرحلة.

المعطيات المتوفرة تؤكد على العموم أن ليس هناك حسم في اختيارات كل من “هنون حسن” و “على أمومن”، وان كل الاحتمالات واردة في الوجهة المقبلة لهؤلاء.

أي مستقبل سياسي للاتحاد الاشتراكي بجماعة المعدر 

أزمة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمعدر الكبير ماهي الا تجل واضح للازمة التي يعانيها الحزب على الصعيد الوطني، وبالضبط  الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خاصة بعد الانشقاق الداخلي الذي تعرض له الحزب بعد المؤتمر الاخير، والذي عرف صعود “ادريس لشكر”، اذ عرف الحزب  ظهور تيار الزايدي “الانفتاح والديمقراطية” ، وانشقاق النقابة، ونزيف تنظيمي حاد.

الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمعدر لم يخرج من هذا الاطار _ اي اطار الازمة التنظيمية التي يعيشها الجزب على الصعيد الوطني _ اذ أعلن عن مؤشرات لانهيار وشيك ، وتجلى ذلك منذ 2009م، أي منذ السقطة المدوية للرئيس السابق للجماعة، فضلا عن طريقة تدبير مرحلة  المعارضة، والشيء الأكيد أن هذا كله ستكون له تداعيات على الحزب في الاستحقاقات الجماعية المقبلة بالإقليم., 

بقلم : م .ط 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق