زوجة شباط تنظم حفل زفاف جماعيّ وسط شعارات مطالبة ب«الرّحيل»

مساء يوم أول أمس الخميس، صدحت حناجر أكثر من 500 مستخدَم يحتجّون ضد شركة النقل الحضري في المدينة، رفقة أطفالهم وأفراد أسرهم، في إحدى الساحات غيرَ بعيد عن المركّب بالعشرات من الشعارات المناوئة لعمدة المدينة.
وأشرفت فاطمة طارقة، المستشارة الجماعية عن حزب الاستقلال، بحضور زوجها، الأمين العام للحزب نفسه، على حفل تزويج حوالي 402 عروس وعروسة ينتمون إلى أحياء شعبية في المدينة. وقد حضرت الحفلَ العشراتُ من الفعاليات الجمعوية، والسياسية. وتتبعه صحافيون محليون، إلى جانب ما يقارب ممثلي 33 دولة دخلت مدينة فاس في توأمة معها، طبقا لِما ورد في ندوة صحافية سابقة نشّطتها زوجة عمدة فاس.
وردّد محتجّو شركة النقل الحضري الذين يحتجون منذ 13 ماي الجاري، شعارات تطالب عمدة فاس ب»الرحيل» عن تدبير شؤون المدينة.. ورسموا صورة قاتمة عن تجربته في تسيير الشأن العامّ. وقالوا إنهم يتعرّضون، في الآونة الأخيرة، لاعتداءات من قبل «بلطجية» أوردوا أنهم على علاقة مع مسؤولين في نقابة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذرع النقابي لحزب الاستقلال.. وشارك الأطفال والشيوخ والنساء المستخدَمين في هذه الاحتجاجات، واستعانوا بصور الملك، ملتمسين تدخّله ل»إنهاء محنتهم» مع الشركة، التي حصلت على صفقة التدبير المفوض، وطالبوا أيضا ب»رحيل» هذه الشركة.
وتستعين فاطمة طارق، من أجل إنجاح الدورات الثلاث لزفافها الجماعيّ، الذي بلغ دورته الثالثة، ب»المحسنين»، وهم عبارة عن مجموعة من المستثمرين في قطاعات مختلفة، من أجل جمع الدعم لتنظيم الحفل ومنح الأثاث والتجهيزات المنزلية لعرسانها من الفقراء الذين يرغبون في ولوج قفص الزوجية دون أن تكون لهم إمكانيات ذلك. وقد مرّت فقرات الحفل في أجواء «عادية» لم يعكّر صفوَها، في البداية، سوى سقوط منصّة، ما خلّف إصابة شخصين بإصابات خفيفة..
وبدت احتجاجات مُستخدَمي شركة النقل الحضري أكثرَ تنظيما. وقال محمد الكنوني، الكاتب المحلي لنقابة مستخدمي شركة النقل الحضري، المنضوية تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل، إن المُحتجّين سيواصلون معركتهم من أجل الدفاع عن كرامتهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية، ووضع حد ل»هيمنة» نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والتي بدت أمام حشد المستخدَمين المحتجين بأنها فقدت إحدى أكبر «قلاعها» في المدينة، هي قلعة حافلات النقل الحضري، والتي ظلت تسيطر عليها منذ عقود.

لحسن والنيعام نشر في المساء يوم 10 – 06 – 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق