أخيرا ترحم الزمزمي على ياسين واستغفر لمن أنكر عليه شماتته به من قبل ولم يستغفر ربه

ولو أنه ترحم عليه ، ثم انتقد منهجه وطريقته لما استهدفه نقد ، لأن النقد الذي استهدفه انصب على قوله : ” مات ياسين غير مأسوف على موته “ على حد تعبير موقع هسبريس . فهذا ما أنكر على الزمزمي تحديدا. وبدا الزمزمي خابطا وخالطا في الفيديو المسجل، فهو من جهة وبتعالمه المعهود يصحح لغيره الاستشهاد بما لا يصح حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي عبارة ذكر الأموات بخير، ولكنه يسوق حديثا أشد منها ، وهو حجة عليه ، لأنه نال من ميت ، وتسبب في إيذاء أهله وأتباعه ، فكان كما يقول المثل المغربي عالما وظالما . ومن خلطه وخبطه أنه أقر هو الآخر بانتمائه لما سماه الزاوية الصديقية نسبة لابن الصديق التي تبخرت على حد قوله . فإذا كان موقف الزمزمي هو رفض الطرقية جملة وتفصيلا لما تضفيه كلها على شيوخها من قداسة ، فكان عليه أن ينكر على ابن الصديق ما أنكره على ياسين ، وما ينكره على غيره من شيوخ الطريقة ، وألا ينتمي إلى طريقة من الطرق أصلا مهما كانت كما يقول المثل المغربي ” الذيب هو الذيب حتى لو طبخ بالزبدة والزبيب ” فالطريقة طريقة مهما كان شيوخها لأنهم جميعا يدعون الكرامات ويزكون أنفسهم ويزكيهم أتباعهم ، ويبالغون في ذلك حتى يقعون في أنواع من الشرك والعياذ بالله . وإذا ما انتقد الزمزمي بشطحاته الطرقية ، فهو أيضا ينتقد في فتاواه الشاذة والغريبة من قبيل مضاجعة الهالكة والإفتاء بالعادة السرية بواسطة ما لا تقبله الفطرة السليمة ، ولم يشرعه الشارع .وأما تشبيه الزمزمي نفسه برسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : ” رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون “ فتطاول وكبر لأن للرسول قوم ولا قوم للزمزمي ، لأنه لا يمثل إلا نفسه . والذين أنكروا عليه الشماتة بميت إنما أنكروا منكرا صدر عنه ، وهو المحسوب على الدعوة والعلم يا حسرتاه . أما اعتباره ما أنكر عليه من شماتة بميت مغفرة لذنوبه ، فغير مقبول ولا يصح ، بل هو شهادة أحياء على حي شمت بميت ، وعلى هذا الشامت أن يستغفر ربه لشماتته بهالك قضى ، وأن يستغفر ويعتذر على الإساءة إلى قرابته وأتباعه بغض الطرف عن هدايتهم أو ضلالتهم ، وقد أمر الله عز وجل عدم سب الكافرين حتى لا يسبوا الله عدوا بغير علم ، فما بال من سب الموحدين الذين يشهدون له بالوحدانية ولرسوله بالرسالة ، وأمرهم إلى الله إن ابتدعوا ما لم يأذن به ، ولم يقبلوا نصح الناصحين لهم في ذلك . ومن خلط وخبط الزمزمي أنه يستغفر لمن أنكر عليه الشماتة بميت ، ولا يستغفر ربه لذلك ، وفي نفس الوقت يعتبر نقد المنتقدين له مغفرة لذنوبه ، وهو يجمع في هذا بين الاستعلاء والاعتراف الضمني بالذنوب . وسيظل الزمزمي صاحب شعار خالف تعرف لأن العلماء يعرفون يما يميزهم ، وهو يتميز بمخالفتهم ، وهو نفس أسلوب الأعرابي الذي تبول في زمزم في موسم الحج طلبا للشهرة فاشتهر بالذم ، ولست أدري هل الزمزمي حسب لقبه ينحدر من سلالة الأعرابي البائل في زمزم .

محمد شركي نشر في وجدة البوابة يوم 21 – 12 – 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق