الحي الصناعي بتيزنيت أقل نظافة من بقية الأحياء ولا شيء يصنع فيه

الحي الصناعي

كثيرا ما أصاب بالدهشة عند زيارتي لبعض المدن المغربية وأكتشف أحياءها الصناعية الكبيرة، التي هي عبارة عن مجالات واسعة تمتلئ بالمعامل و المصانع. تحس وأنت في طريقك إليها أنك ذاهب إلى مكان تضع فيه أشياء حيث تظهر لك شاحنات محملة بالسلع و حافلات لنقل العمال كُتب على جنابتها عبارة نقل المستخدمين .ذلك الشعور يجعلك تحس بأن تلك المدينة  تنتج وتشغل و تصنع الأمل لأبنائها.
هذا الأمر جعلني أذهب يوما إلى ما يعرف بالحي الصناعي بمدينتنا الجميلة تيزنيت وكم كانت صدمتي قوية ودهشتي كبيرة عندما اكتشفت أن هذا الحي هو حي سكني لايختلف عن باقي الأحياء في المدينة إلابوجود بعض الحدادين والميكانيكيين هنا و هناك . صحيح أنه أقل نظافة من بقية الأحياء، لكن لا شيء يصنع فيه.
لا أعرف من المسؤول عن هذه الوضعيةّ؟ ومن المفروض فيه إنشاء حي صناعي؟ لكن من الغير المقبول أن تكون لنا مدينة فيها متحف ودار الثقافة وقاعة مغطاة للرياضا ت وناد للتنس وأشياء أخرى وليس فيها حي صناعي بمعنى الكلمة.
هذا الأمر يبدو أكثر غرابة عندما نعرف أن أكثر الصناعيين الناجحين في المغرب هم أبناء تلك الجبال الواقعة على عشرات الكلوميترات من المدينة.
تشتهر مدينتنا بالفضة ومحطات البنزين وساكنتها الهادئة وبمنازلها الفارغة في غياب أي إبداع آخر يخلق مناصب شغل لشباب الإقليم الذي يأخد تذكرته من محطة المسافرين بالمدينة ليقصد الدار البيضاء أو أكاد ير حيث الأحياء الصناعية وحيث الأمل وحيث الإنتاج و حيث الأحلام تصبح حقيقة.

إذا كنت تريد أن تعرف الحالة الإقتصادية لمدينة معينة فاستيقظ باكرا فإذا رأيت أفواجا من المواطنات والمواطنين ينتظرون في طوابير طويلة للإلتحاق بعملهم فاعلم أنك في مدينة يعرف القائمون عليها أن الشغل هو كل شيء و هو أولوية الأولويات ،أما إذا عمَها الصمت كحال مدبنة تيزنيت فاعلم أنك في مرقد جماعي لايصنع إلا الكسل ويربي أبنائه على الريع و الإنتظارية..

لا أجد تفسيرا منطقيا لغياب فضاءات للصناعة والتجارة بالمدينة في وقت تعرف ظهور تجزئات سكينة كالفطر بمبادرة من مقاولين أو وداديات أو مؤسسات عمومية.
ألم يحن الوقت ليدرك هؤلاء أن الشباب قبل أن يبحث عن السكن يبحث أولا عن الشغل؟.
مستقبل لمدينة لاتنتج ولامستقبل لشباب لايعمل . لأنه لا
إن شباب مدينة تزنيت برهن على أنه قادر على العطاء و الإنتاج كلما سنحت له الفرصة ووفرت له الظروف خاصة في المجال الجهوي،لكن هل يعقل أن يصبح لدينا عدد الجمعيات أكبر من عدد المقاولات؟
وهل يعقل أن يصبح لدينا عدد المهرجانات الفنية أكبر من عدد المعارض التجارية؟
أعرف أن المقاولة لن تجعلك معروفا و ناجحا كجمعية معروفة و ناجحة لكنها ستجعلك غنيا ومنتجا لمصلحة الجميع.

أمينة أنجار
نادي النساء المقاولات

امينة أنجار

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق