حكاية شاب تيزنيتي مع علال القادوس وولاية أمن البيضاء

image

استيقضت في الصباح الباكر ، السابعة صباحا ، اكلت فطوري و غييرت ملابسي ، توجهت نحو المعهد المتخصص الصناعي عين البرجة قصد السلام على الاساتذة الذين قاموا بتدريسي لسنتين متتاليتين تخصص السمعي البصري شعبة الصورة ، ما ان وصلت باب المؤسسة حتى بدأت المشاكل في هذا اليوم ههه ، طلب مني حارس الباب ارتداء البلوزة الخاصة ب OFPPT و لكنني اخبرته انني في زيارة ، و سألني عن الاساتدة الذين جأت من اجلهم فأمرني بإنتظار قدومهم و لم يسمح لي بالدخول ، و لكن سرعان ما سمح لي احد الاساتذة او الحراس العامين بالدخول و بعد حين سلمت عليهم و على بعض المتدربين و المتدربات و تركتهم و توجهت الى casa voiyageyr للبحت ن الشركات التي تعمل في ميدان السينما و تقديم طلبات العمل و بطاقة السيرة الذاتية cv ، بالرغم من انني قمت بأكتر من 300 طلب عمل بين الدار البيضاء و الرباط دون اي جواب لأنه كما يقولون بالدارجة العربية بباك صاحبي ، و لكن هذا لم يمنعني من المواصلة ، طرقت ابواب الشركات واحدة تلو الاخرى ، فمنهم من قام بتغيير العنوان و منهم من اغلق شركته ,,, استمررت في السير متبعا سكة الطرام واي حتى وصلت الى ساحة الامم المتحدة و كان الجو جميلا و الناس تجيء و تذهب، و اصوات السيارات دائما في الصراخ جراء الازدحامات المتتالية ,,, استمررت بالسير و رأيت شابا اجنبيا يقوم بالتصوير بكاميرا canon 5D mark III مح حامل الكامرا ، فجأة لوح لي احد الجالسين بالساحة و كان يرتدي زيا عسكريا من القدمين الى الرأس كما ترون في لصورة و كان يحمل بعض الجرائد ، و لما اقتربت منه و رأرت صوره بالجرائد ادركت انه علال القادوس ، البطل الذي ضحى و غامر بحياته من اجل انقاد مدينة الرباط جراء الامطار العادية لتي هطلت في فصل الشتاء ، و قد كان توجه الى مجارير المياه الرئيسية المؤدية الى البحر و قام بالدخول اليها واستخراج الازبال و الاوساخ و القادورات التي حالت دون تصريف مياه الامطار بشكل عادي ، و قد كان يشتغل كسالا بإحدى الحمامات ، و بعض ان اصبح مشهورا لحقته وسائل الاعلام لاأنه قام بفضح البنية التحتية لعاصمة المملكة المغربية ، الرباط, و لهذا السبب ، التماسيح و العفاريت لم يعجبهم الحال و قامو ا بطرده من عمله قصد ابعاده و اسكاته و اصبح بلا عمل و بلا مأوى ، و ينام داخل الحدائق العمومية و يجني رزقه بالصور التي يلتقطها المارة معه او بعض السياح. بعد ان عرفته طلب منى ان اقوم له بالترجمة من اجل الحديت مع ذلك الاجنبي الذي كان يقوم بالتصوير ، من اجل ان يصوروه و يكتبو عنه شيئا بالجرائد الاجنبية، توجهنا نحو ذلك الاجنبي و كان برفقة شابة و شاب اخر و لما تحدثت معهم ، اخبرني انه ليص صحفيا و انما طالبا شعبة البناء و التصاميم من دولة السويس و هم في اطار اعداد روبورطاج حول الطرام واي و اهميته … و اخبرني انه يمكن له ان يقوم معه بإستجواب حول الطرام و الساحة قبل و بعد هذا المشروع الضخم …

و سألوه ان اسمه و عن عمله و مذا يفعل بالساحة و كيف كانت و ماذا تغير ,,, و كنت اترجم بالفرنيسة ، و لما اخبرهم بأنه تم طرده و انه بطل مغربي قام بإنقاد العديد من الاسر و بالمقابل من ذلك تم طرده من عمله ، بينما في الدول الاخرى المتقدمة يتم تشجيع مثل هؤلاء المغامرين و يتم تكريمهم و مد يد المساعدة لهم ، و قال بأنه يحب الاجانب لهذا السبب لأنهم يقدرون بعضهم …
اثناء التصوير اجتمع عينا بعض المارة كأننا في حلقة جامع الفنا ، فمنهم من ينصت لنا و منهم من يريد التقاط طورة مع علال القادوس ، و انا كنت مرتديا لسترة اللباس العسكري و كنت بلحيتي و كنت احكل محفظة الظهر ، و كنا في ساحة عمومية سيحية في قلب المدينة الاقتصادية مع الاجانب الثلاثة مع كامير التصوير و كن ايضا علال القادوس يرتدي الزي العسكري ,,, و في اطار التفجيرات في تونس و داعش و داكشي ,,, كننا و بدون علم بخلق حالة استنفار قصوى لدى جهاز المخابرات المغربي DST علما ان الساحة تتوفر على كامرات المراقبة
و هنا تبدأ اهم احدات القصة الكاملة.
بعد انتهاء التسجيل شكرونا على المعلومات و الوقت اللذان منحناه لهم ، و هممت بإكمال طريقي للبحت عن وظيفة بأحد شركات انتاج الافلام ، حتى تبعني علال القادوس و اكمل معي الحديت و قال لي ان له نفس اتجاهي ، ما ان ابتعدنا عن ساحة الامم المتحدة ، حتي استوقفنا ثلاثة شرطيين من جهاز المخابرات بدون الزي الرسمي ، و اخبرونا انهم من الشرطة و يريدون احتساء كأس من القهوة معنا لتبادل بعض اطراف الحديت، رجعنا معهم ادراجنا و فعلا جلسنا بأحد المقاهي و احدهم هو الذي دفع ثمنها ( الله اجازيه بالخير ) سألونا عن ماذا كنا نفعل مع الاجانب ، و ماهي علاقتي ب علال القادوس ، اخبرناهم كل شيء و قدمنا لهم البطائق الوطنية للتحقق من عدم ان نكون من المطلوبين او ,,,
جلسنا منتظرين في المقهى منتظرين سيارة الشرطة لنقلنا الى الولاية الكبرى ، و تحدثنا و ضحكنا في السيارة لأن علال يتوفر على دم خفيف ههه
وصلنا الولاية و صعدنا عبر المصعد و توجهنا الى احد المكاتب قصد تدوين و كتابة تقرير عن ما حدت ، دخل علال هو الاول لأنه المعني بالامر و انتظرت في الممر ، بعد مدة امرني احد الموظفين بالدخول ، تم بدأ يسألني عن هويتي : مثلا اسمي ، اسم ابي ، امي جداج و اخوتي و هل هم عزاب و مادا يعملون و في عن مساري الدراسي مند الابتداءي الى الان و عن التدريبات التي قمت بها ، و هل انتمي لأي تنظيم سيايسي او جمعوي و عن اهداف الجمعية و منصبي داخل المكتب و عن المقر و اسم الرئيس ,,, و اين نمت البارحة و المكان الدي جئت منه و المكان الذي كنت متوجها اليه ، و رقم هاتفي و بريدي الالكترونيي و الفيس بوك ,,, اجبته انني درست الابتدائي في مدرستي الامام مالك و اليعقوبي ، و الاعدادي ب الوحدة و التانوي بالمسيرة الخضراء شعبة العلوم الرياضية و لا اتوفر على باكالوريا ، و عندي دبلوم تقني في منصة الاليات و التصوير بالمعهد في مهن السينما و دبلوم تقني متخصص في السمعي البصري شعبة الصورة في المعهد المتخصص الصناعي عين البرجة بالدار البيضاء ، و قمت بتاريب مع قناتي الاولى و ميدي1 تيفي و اشتغلت في فيلمين للقناتين ناسيونال جيوغرافيك و ان بي سي الامريكية … و عندي 3 اخوات و 3 اخوة مبارك ، غبد الله ، سعدية مصطفى نعيمة انا ، خديجة و الكل متزوج و عندهم اولاد الا انا و اتنين من اخوتي ، و اخبرته انني كنت انتمي للشبيبة الاتحادية في 2006 و في 2009 قمنا بتأسيس جمعية تيزنارت التي تنظم كل شهر ابريل الموقار تيزنيت للفنون الجميلة و كنت كاتب الجمعية و قد قدمت لهم الاستقالة في السنة الماضية ، و قلت له انني هنا بصدد البحت عن الشغل مثل مثل جميع المغاربة المهاجرين الى الدار البيضاؤ و يدعون انهم كازاويون اصليون
و سألني عن علاقتي بعلال القادوس و اخبرتعه بأنني اعرفه فقط باليوتوب و هذا اول لقاء لنا ،
اما علال اصر انه من واجب المسؤلين مد يد المساعدة له و البحت له عن وظيفة يعيش منها بدل النوم في الحدائق و افتراش العشب المبلل
و كنت انذاك احمل نسخ عن وتائق تؤكد صحة اقوالي متل التداريب و الدبلومات …
و في الاخير سألونا عن سبب ارتدائنا للزي العسكري و تواجدنا في نفس الزمان و المكان ، و اخبرتهم ان ذلك الزي هو الذي ارتدي اتناء اشتغالي بالافلام بورزازات ، لأنهه لدلة قوية و لا تتسخ بسرعة و هي التي تصلح للجبال و الادغال التي نشتغل بها ,,,
و بعد الانتهاء من التحقيق ، جلسنا ننتظر الامر بالافراج عنا ، علما اننا لم نقم صلاة الجمعة و لم نتغدى او نأكل اي شئء سوى كوب القهوة الذي سبق لي ذكره ( الله اخللص داك الشرطي اللي خلصو علينا من جيبو ) ، و انا قد نال مني الجوع و ضاعت لي اكتر من ثلات ساعات من وقتي لأنني كنت اريد الذهاب الى العديد من الشركات المنتشرة في كافة جنبات الدار البيضاء و لن يبقى لي الوقت الكافي لها جميعا ثم رؤية اصدقائي و العودة الى مراكش في نفس اليوم
و لكن الرياح تجري بما تشتهيه السفن
تعبنا من الجلوس و تبادلنا اطراف الحديت مع الشرطيين داخل المكتب ، و بعد مدة طويلةتوصلوا بالامر بالافراج عنا من طرف والي الامن ، و قلت في نفسي : القضية وصلات الوالي ، اقدر توصل حتى وزير الداخلية بالرباط ، و هذا ممكن لأننا في زمن ما يسمى ب داعش و المجهودات المحمودة لجهاز الامن الوطني في تفكيك العصابات ,,, و كنا ايضا محتملين بتورطنا : مع داعش ( لأننب باللحية و بزي عسكري ) او مع بوليزاريو ( لأننا كنا برفقة اجانب ) يصورون احد اهم المناطق الحساسة بالدار البيضاء ، و كنت احمل محفظة ظهر ، يمكن ان تحتوي على متفجرات … و رغم كل هذا فشجاعة الشرطة السرية لا تستحق منا الى التقدير و الاحترام ، و كذا القوة العسكريية بالحدود التي تساهم في الحفاظ على الامن و الإستقرار مما يساهم في تشجيع السينما الاجنبية بالاستتمار في المغرب و تشغيل الاف التقنيين مثلي و المساهمة في محاربة البطالة .
و اثناء خروجي من الولاية توجهت مسرعا نحو شركات الانتاج و الفرار من علال ، لكنه استوقفني مرة تانية بالحديت، و هذا امام مبنى الولاية .و الشرطيون يحدقون الينا

عمر بلعكير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق