من يرد الاعتبار لمعلمة تاريخية بمنطقة آمهيـولـــة بالجديــــدة ؟؟

معلمة الجديدة

استبشر السكان مؤخرا خيرا بخبر مفاده أن أحد المسؤولين التابع لإحدى المراكز بالجديدة سيعيد إحدى البنايات التاريخية التي تبعد عن المدينة نفسها في اتجاه الدار البيضاء بحوالي 20 كلم، وذلك بتخصيص ميزانية لترميم وإعادة الحياة إلى المعلمة التاريخية )الفندق( المتواجد بمنطقة آمهيــولة الخضراء، والذي يعود تاريخ بنائها إلى بداية عهد الحماية الفرنسية،حيث كانت تجلب مواد البناء بما في ذلك الأحجار من الضفة الشمالية لنهر أم الربيع ، والمواد الأخرى يحملونها على الإبل من مدينة أزمور لانعدام وسائل النقل آنذاك لبنائها.
تقع المعلمة التاريخية التي تسمى بفندق بيزانات أو السيدة زوزيط بمنطقة آمهيولة الخضراء المعروفة بالحوامض على نهر أم الربيع ، ويحكى عن ذلك أن هذا الفندق كان يعج بالحركة والزوار ومن بين زواره رواد المعرفة ، جان بول سارتر فيلسوف الوجودية، والسيدة بوفاري ورولان بارث وغيرهم عندما كانت منطقة آمهيولة تعرف أزهى وأبهى أيامها نظرا لتوفرها على بنية تحتية تتجلى في إيصال الطريق إليها وربطها بالخطوط الهاتفية وانجاز سواقي للماء لتوفرها على عيون طبيعية إلى غير ذلك في بداية عهد الحماية الفرنسية ،وذلك راجع لقيمتها السياحية في فترة خلت قبل ظهور مصطلح السياحة القروية، إلا أنها في الأخير همشت فصارت بناية مهجورة، وفي نفس السياق فإن السكان في الأخير أصيبوا بخيبة أمل كبيرة وتبخرت أحلامهم بسبب قيام أحد المسؤولين على الشأن الفلاحي لدكالة بتغيير وتشويه المعلمة التاريخية ، حيث تم هدم الجزء العلوي من الفندق الذي كان يمنحه منظرا ورونقا جميلين.
وحسب مصادر موثوقة استقتها جريدة تيزنيت 24 من عين المكان ،أن المقاول الذي كان مكلفا بعملية الإصلاح أو البناء جمع كل معداته وقام بالرحيل في غفلة عن أعين السكان دون إتمام الإصلاحات التي ادعتها بعض الأطراف بأنه سوف يعاد تأهيله ليصبح مركزا للاستقبال يجلب ضيوفا وزوار أحد المراكز التابع لمنطقة دكالة وحسب نفس المصادر دائما ، ربما خوفا من المتابعة القضائية أو كان قرار الإصلاح (التشويه) قرارا انفرادي من أحد المسؤولين خارج القوانين المتبعة في ذلك. وحتى نكون منطقيين كان على القائمين على الإصلاح أن يقوموا بالترميم و ليس التغيير في شكل البناية التاريخية بشكل كبير التي كانت تثير الإعجاب و تجلب كثير من الزوار و منهم الأجانب على الخصوص ، وذلك راجع لطريقة تصميمها بالرغم من قدمها الذي أوشك على إتمام قرن من الزمن. ليتم تشويهها في ساعات دون رقيب من ضمير، والتجاهل بوجود هذه المعلمة التي كان من روادها جان بول سارتر و السيدة بوفاري ورولان بارث وغيرهم كثير لتصاب الساكنة كمدا وحزنا على ما آلت إليه بعض الضمائر الميتة التي لا تحترم الذاكرة والتاريخ الذي هو إرث مشترك للبشرية جمعاء.
عبد المغيث عيوش

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق