تفاصيل محاضرة بومزكو حول موضوع : قضايا من الذاكرة والتاريخ المحلي بتيزنيت واحوازها

محاضرة ألقاها الاستاد  أحمد بومزگو (أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، فرع تيزنيت) في موضوع: قضايا من الذاكرة والتاريخ المحلي بتيزنيت واحوازها.
وجاء في معرض كلامه أن الذاكرة تمول التاريخ بشكل مستمر ، كما قدم شرح على أن الذاكرة تتميز باستعراض الماضي كشئ موجود فيما التاريخ يحظى بالقدرة على توسيع النظرة بالزمان والمكان .
كما تحدث عن العلاقة بين التاريخ والذاكرة ، اد صرح أن كتابة التاريخ المحلي يأتي بضغط مستمر من الذاكرة ، مع وجود صراع بين الذاكرات – العامية والتي تعتبر عفوية ، والذاكرة العالمة التي تعتبر ذاكرة العالم والمثقف ، والذاكرة الرسمية توجد في أوساط المخزن والإدارة ، مع تميز الذاكرة عن التاريخ كونها حية .
وبخصوص التحركات البشرية أو تشكل البنية القبلية يقول الاستاد أنه راجع إلى تنقل المجموعات البشرية وكثرة الترحال ، ولكن في العمق تعاني من شح المصادر وتدبدب الروايات الشفاهية ، في ظل وجود شواهد صماء لا تساعد في فك طلاسم هدا الموضوع ، ويبقى ما تم اكتشافه يؤشر على قدم التواجد البشري بهده المنطقة .
كما تطرق الاستاد في مداخلته إلى الموجات أو الفرشات البشرية التي عرفها المغرب ، خصوصا منطقة سوس اد عرفت فرشات بشرية كلما ماتت طبقة انبعثت طبقة أخرى ونجد مثالا على دلك :
–    الحراطين وهم أولى العناصر المستقرة بواحات الجنوب لمغربي .
–    اليهود وهناك أثار مادية وغير مادية في غاية الأهمية – المقابر والبيعات والملاحات والصناعات –في انتظار بحث اثري لفك طلاسم هده الخبايا .
–    صنهاجة الكبرى والجزوليون من بين الدين زحفوا نحو الأطلس الصغير وهوامش الصحراوية للاستقرار ، وكانوا الأقل عددا وشأنا ضمن فروع صنهاجة .
–    العرب نموذج أولاد جرار و زرارة والبرلبيش اد أفضت ضربات الموحدين إلى تحصن اللمطيين والجزوليين إلا أن هدا التحالف فشل .
–    الطبونيمية : وهي دراسة لسنية معجمية بعالم أصول الأسماء ودلالها والتغيرات التي تطرأ عليها ، وتسمح للمؤرخين بالتعرف من خلال طبقات متراكمة من الأسماء اثار موجات بشرية توالت مند أقدم العصور على استيطان مختلف مناطق المنطقة .
–    الأنساب والتحليل الجينالوجي : يسمحان بتدقيق الأصول البعيدة للسكان ، وأبعاد ووظائف ادعاء بعض الأنساب الدخيلة على المنطقة .كما قام الاستاد باستعراض بعض الوثائق لتحليل الجينالوجي لإتحادية إداولتيت حيث يرجع أصلهم إلى زوزان لتتفرع عنه أنساب اداوبعقيل واداوسملال …
وتحدث الاستاد المحاضر عن وثائق ما قبل 1304 – حلف تاكزولت – تبين درجة نفوذ ايليغ ضمن قبائل حلف تاكوزولت بمدى تأثيرها وهيمنتها على مجالات جغرافية واسعة  قد تصل إلى بلاد تكنة جنوبا ،ووثائق 1304 – 1324 اد إن حلف تاكزولت بدأ يتقهقر أمام المد المخزني .
وقال عن تيزنيت أنها شكلت منطقة تم تسويرها من طرف المخزن للإلتقاء وتجميع الكفاءات المخزنية لتتحكم في الضواحي .
وفي معرض كلامه أيضا قال بأن تيزنيت لها ارتباط كبير بالجبل ، ومناطق كثيرة بالمغرب ترتبط بالتسميات كالأطلس الصغير والأطلس الكبير ..وبالتالي فمجموعة من الجبال تقذف فائضها البشري نحو السهول  في كثير من اللحظات التاريخية – تيزنيت – .كما تعتبر الجبال ملجأ لكثير من المتمردين .
وبخصوص نقطة التراث اليهودي أشار الاستاد المحاضر بأنها تشكلت وتكونت ثقافتهم وهويتهم مع محيطهم الجغرافي والاجتماعي ، ويهود سوس ليسو هم يهود فاس ولا حتى أسفي ، كونهم حافظو في صناعتهم على النمط الريفي والقروي وكانت سوس هي الرائدة في هدا المجال .
كما تطرق إلى الدور التجاري والحرفي الذي لعبه اليهود في محاور المعاملات التجارية .
وعن مسألتي تهويد الامازيغ وتمزيغ اليهود تحدث عن محدودية التأثير اليهودي في عهد السعديين ، كما تحدث عن اليهود وقضاياهم في المتن الفقهي السوسي ، والتصوف اليهودي بالجنوب المغربي ، تم عرض بالمناسبة بعض صور اليهود بالمنطقة وأنشطتهم .
فيما واصل بالدرس والتحليل قضية التقليد الهجراتي واعتبرها ظاهرة خاصة بإقليم تيزنيت من حيث كثافتها العددية وحجمها ودينامياتها المستمرة ، اد لم ينتظر السوسيون على خضوع المنطقة للإستعمار لهجرة بلدانهم ، كما شملت الهجرة علماء أهل سوس حيث إنهم تواقون دائما إلى الزيادة في مداركهم من علم مشاهير العلماء أينما كانوا ، كما أن هناك هجرة المتصوفة عبر خلق شبكات اتصال وتنظيمات تتجاوز حدود المنطقة ، كما تحدث عن هجرة الفتاوي كفتوى السكتاني عند ظهور الدولة السعدية وتقزيم دور رجال الجبال والسهول ، كما لم ينسى الحديث عن هجرة اليهود نموذج إيفران وتيزنيت وإليغ ، وهجرة التجار .
ليخلص في الأخير إلى اعتبار المجال له بعد إنساني أكثر مما كونه يقتصر على الماء والأرض والهواء وله مقاصد كبرى وقراءات أفقية وعمودية ، ولا يمكن للمجهود الفردي مهما كانت فرداته وجديته أن يحيط بالجوانب التاريخية من جميع الجوانب لهدا يقول لا بد من تكوين فريق عمل يتكون من عدة متخصصين .
متابعة : الحسين بالهدان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق