تقرير حول مبادرة الحوار من أجل دعم الإعلام المدني بالدشيرة الجهادية

تكوين 1

انطلقت مساء اليوم الخميس 15 يناير 2015 بمدينة الدشيرة الجهادية أشغال مبادرة “الحوار من أجل دعم الإعلام المدني”  تحت شعار: “الإعلام المدني: وجهات نظر جمعية وتعددية”  والمنظمة من طرف الإتحاد الوطني للصحفيين الشباب بالمغرب بدعم من سفارة الولاية المتحدة الأمريكية بالرباط وبشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الإتصال بأكادير .

وتميز الإفتتاح بكلمة ألقاها رئيس الإتحاد “أحمد موشيم” الذي ركز على أهمية هذه الدورة التكوينية التي تندرج في إطار سياسة عمل الإتحاد التي تراهن على مقاربة مواضيع جديدة تعتبر مواضع أنية على غرار الصحافة المدنية التي يبقى الجسم الصحفي اليوم هو أحوج لهذا الصنف من الصحافة في ظل قربه من المواطن وأكثر تفاعلا مع القضايا الحقيقية للشأن العام المحلي. وأكد “موشيم” أن الإتحاد عانى الأمرين قبل أن يصل لمؤطرين أكفاء من شأنهم مقاربة هذا الموضوع الجديد على الأسماع المتتبعة للشأن الصحفي المغربي، وزاد المتحدث أن الإتحاد تلقى أزيد من 230 طلبا من مختلف جهات المملكة من أجل المشاركة في هذا الورش التكويني الهام، لكن اكتفى بإختيار 35 متدربا في ظل الإمكانيات المتاحة للإتحاد مشيدا في ذاث السياق بدعم السفارة الأمريكية بالمغرب وكدا التعاون الدائم للمندوبية الجهوية لوزارة الاتصال بأكادير، متمنيا للمشاركين مقاما طيبا بالدشيرة الجهادية وداعيا الجميع من أجل إنجاح هذا الورش الإعلامي.

من جهته عبر الأستاذ “مصطفى جبري” مندوب وزارة الإتصال بأكادير عن سعادته بهذا النوع من التكوين ومشيدا بالدينامية التي طبعت سياسة الإشتغال داخل الإتحاد الوطني للصحفين الشباب بالمغرب مشددا على حرصه الشديد على تكوين صحفيين شباب وتمكينهم من مختلف آليات الممارسة الإعلامية بما يضمن ممارسة صحفية مسؤولة داعيا في نفس الوقت إلى ضرورة التنظيم وكذا الرقي بالمواقع الإلكترونية التي صارت اليوم مزودا أساسيا للمعلومة .

هذا وشهد برنامج اليوم الأول من التكوين الذي يمتد على مدى أربعة أيام، تنظيم ورشتين أطرهما كل من الصحفية فوزية الخطابي والصحفي عبد اللطيف بن الطالب حيت تساءلت  “الخطابي” في ورشتها المعنونة بـــ”الصحافة المدنية: المفاهيم، المبادئ و الآليات” عن  ماهية الصحافة المدنية؟الفرق بين صحافة المواطن والصحافة المدنية؟وهل تشكل الصحافة المدنية خطرا على الصحافة التقليدية وكيف؟ و ما الفراغ الحاصل في الصحافة التقليدية، وكيف سدت الصحافة المدنية هذا الفراغ؟ و كيف نجحت الصحافة المدنية في الوصول للمجتمع المدني؟ وهل فرضت نفسها داخل المجتمع المغربي أم أنها تقتصر فقط على تجارب خجولة لا ترقى إلىالمفهوم الصحيح للصحافة المدنية؟ و كما محاولة للاجابة على الأشكاليات المطروحة في بداية الورشة، أكدت  أن الصحافة المدنية جاءت لتكون خلفا للصحافة التقليدية هذه الآخيرة التي كانت تقيد الصحفي باشتراط الحياد و محاصرة دوره في نقل الأخبار  بإعتباره وسيطا بين السلطة والجمهور. وأضافت الصحفية التي زاولت بعدد من المنابر الإعلامية قبل أن تستقر بالقناة الأولى في برنامج يعنى بالشؤون الإقتصادية أن الصحافة المدنية ظهرت في الولايات المتحدة سنة 1988  بعد تراجع عدد القراء وضعف التتبع في ظل الأزمة التي عاشت فصولها  الصحافة التقليدية التي عجزت عن  نقل صوت الشعب حسب تحقيق قامت به مجلة “ليتجر ريدر” التي عملت على استقصاء رأي المواطنين حول الإنتخابات الرئاسية، حيث عملت وسائل الإعلام  بتغطية الحملة الانتخابية دون النزول إلى الشعب. وهذا النوع من الصحافة تقول “فوزية الخطابي” غير متوفر في المغرب، بفعل سيطرت بعض اللوبيات على المؤسسات الإعلامية، حيث جعلت الخط التحريري يسير على منطق الممول، مؤكدة في ذات السياق  أن الصحافة المواطنة يجب أن تتطرق لقضايا المواطن و أن تتفاعل معه حيت يصبح الصحفي من ناقل للمعلومة إلى ناقل لقضية، مضيفة أن هذا الجنس من الصحافة تقدم حلول لمشاكل المواطنين و قضاياهم، كما أن الصحفي المدني يبقى مستقلا وفاعلا خصوصا أن عليه   أن يحمل هم مجتمعه و يحمل رسالة من أجل نقل هم أحد المجتمعات التي ينتمي إليها.

من جهته عمل عبد اللطيف بن الطالب الصحفي بالقناة الثانية وصاحب كتاب “في درب صاحبة الجلالة تجارب ميدانية في درب الصحافة”، أن الصحافة المدنية جاءت من المدينة بمعنى الصحافة الحضرية أي  الراقية التي يبقى هدفها الأسمى هو كرامة الإنسان ونبله مما يجعلها الصحافة النبيلة مشددا أن الإشكال اليوم  لا يتعلق بماهية الصحافة قدر ما يتعلق بالمؤسسة حيت أكد على أن هناك صعوبات تعرقل وجود الصحافة المدنية بالمغرب من طرف لوبيات ومعارضين، و إنطلق المؤطر من عدة اشكاليات، منها: هل الإعلام مرآت يعكس طبيعة المجتمع أو أنه مجرد أداة في رقيه أو بالأحرى هل يبين قوة وضعف المجتمع؟ كما تساءل بن الطالب ألا يمكن في خضم الصحافة المدنية أن نجد إنحيازات؟ مؤكدا أن مصطلح الصحافة المدنية يبقى مسألة نظريات على إعتبار أن لكل منطقة نظريتها الخاصة مشددا في ذات السياق على خطورة الإعلام الذي أصبح اليوم صانع، وتحولت الصحافة  بذلك إلى صناعة أو ما يسمى بتلفزيون الواقع.

و خلال ورشته المعنونة بــ: “طرق الكتابة للصحافة المدنية و معايير ضبط الجودة“عمل الصحفي بالقناة الثانية على تقريب المتدربين من مجموعة من المفاهيم المتعلق بالصحافة والكتابة الصحفية باعتبار أن المسميات تتغير في حين تبقى الممارسة والآليات نفسها اللهم الإختلاف الحاصل بين الأشكال والأنواع الصحفية.

الجدير بالذكر أن برنامج المبادرة يمتد على مدى  أربعة أيام وتتوزع أشغاله على تسع ورشات تهتم بالصحافة المدنية و تزاوج بين ما هو نظري وما هو تطبيقي، و ستتوج المبادرة بتأسيس شبكة إعلاميون من أجل الإعلام المدني.

 

تقرير: سعيد المنصوري (كاتب عام الاتحاد)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق