خالد… رجل تعليم راتبه 7200 درهم يدفع منه 5000 للقروض 

الديون

حصل خالد على الإجارة من كلية العلوم بالرباط، سنة 2000 لكنه رفض الالتحاق بوظيفة في وزارة التربية الوطنية عن طريق اجتياز امتحانات أساتذة التعليم الثانوي، وثابر من أجل الحصول على شهادة الدراسات العليا المعمقة حتى يحصل على وظيفة في القطاع العام وفي السلم الحادي عشر، معتقدا أنه سيمكنه من العيش في رفاهية. 
تحقق حلم هذا الأستاذ بعد أربع سنوات من الاعتصام أمام البرلمان رفقة جيوش أخرى من حاملي الشهادات الجامعية العليا، قصد إدماجهم في الوظيفة العمومية، وبعد سنوات من مطاردة عناصر الشرطة وتعرضه للتعنيف أكثر من مرة، أتى الفرج بتوظيفه عن طريق الإدماج المباشر بوزارة التربية الوطنية. ظن خالد أن الراتب الذي سيحصل عليه انطلاقا من السلم الحادي عشر، سيمكنه من التغلب على أوضاعه الاجتماعية المزرية وسيحد من الهشاشة الاجتماعية التي تعيشها أسرته، لكن هذا المدرس وجد نفسه بعد ست سنوات من توظيفه أن متطلبات الحياة الضرورية تضاعفت بشكل ملف للنظر، وأن راتبه الشهري وحده لن يكفيه في تلبية متطلبات العيش.
وجد هذا الأستاذ نفسه مجبرا على اقتناء شقة لا تتعدى مساحتها 70 مترا عن طريق الحصول على قرض لمدة 20 سنة، وأصبح يؤدي 3000 درهم شهريا، بعدما حصل على «قفص» سكني بسلا حسب قوله.
لكن القروض ظلت تلاحق خالد بعدما حصل على قرض استهلاك ثان قصد إعادة إصلاح الشقة، ووجد نفسه مجبرا على أداء ألف درهم شهريا لسبع سنوات.
والمثير في محنة هذا الأستاذ أنه لم يستطع تأثيث مسكنه، ولجأ إلى قرض من نوع آخر، يطلق عليه اسم «دارت» وأصبح مجبرا للمرة الثالثة على أداء ألف درهم شهريا، ولم يتبق من راتبه الشهري 7200 سوى 2200 درهم شهريا، وتبخرت أحلامه التي كان يظن أن إدماجه في الوظيفة العمومية سيحققها وسيمنحه العيش في رفاهية.
ومن ضمن أحلام خالد التي لم تكتمل بعد، حلم راوده منذ نعومة أظافره باقتناء سيارة، ولم يتخيل أن راتبه الشهري سيبتلعه البنك، عبر أقساط شهرية لمدة عقدين من الزمن.
ورغم عدم توفره على أبناء بعد زواجه منذ سنتين، أصبح هاجس خالد حاليا هو التفكير في مصدر متطلبات الأبناء في المستقبل من تعليم خاص وقضاء العطل وتطبيب..، بعدما أصبح راتبه الشهري هو 2200 درهم من 7200 درهم يحصل عليها بعد ست سنوات من ولوجه الوظيفة العمومية.
أصبح هاجس خالد في الوقت الراهن هو البحث عن عمل آخر، موازاة مع وظيفته في وزارة التربية الوطنية، للتغلب على مصاريف الحياة اليومية، كما أصبح هاجس الأبناء كابوسا يؤرقه.
 

عبد الحليم لعريبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق