أساتذة سد الخصاص…المصير المجهول

أساتذى سد الخصاص

في بداية كل موسم دراسي يطفو على السطح ملف أساتذة سد الخصاص و التربية الغير النظامية، الذي لم يعرف طريقه بعد نحو التسوية المالية و القانونية و الإدارية لوضعية هذه الفئة الاجتماعية التي تقدم خدمات جليلة و شريفة لهذا الوطن النبيل.
بعد ان تحصي النيابات التعليمية الخصاص الذي يمس مؤسساتها التربوية في عدد أطر التدريس، خصوصا في المناطق الصعبة و الهشة كالجبال و الفيافي، و سعيا منها لإنقاذ الموسم الدراسي و تجنبا لضغط الآباء و الأمهات، تلجأ النيابات التعليمية للتعاقد مع الكفاءات الشابة من ذوي الشهادات الجامعية لسد هذا الخصاص الكبير الذي تعيشه مؤسسات عدة في ربوع مغربنا الحبيب.
لقد وصل عدد الأساتذة الذين يشتغلون بهكذا طريقة حوالي 2500 أستاذ-ة- ،يشتغلون في ظروف اقل ما يمكن عنها صعبة و لا تتوفر فيها شروط قانون الشغل المطبق بالمغرب، مع العلم أنهم يتقاضون راتبا شهريا دون الحد الأدنى للأجور المعمول به بالمغرب،إضافة إلى كون هذه الفئة النشيطة تقدم خدمات على مقاس الأساتذة الرسميون و أكثر في بعض الأحيان.
في منطقة كأكادير إدوتنان مثلا يشتغل ما يقارب عن 50 استاذة و استاذ في عملية ملء الخصاص الكبير الذي تعيشه المؤسسات التعليمية في المناطق النائية و الوعرة الجبلية بأكادير، بعيدا عن الطرقات المعبدة و الكهرباء و المياه الصالحة للشرب…يدرسون الاقسام المشتركة و لا يتضاقون أجرهم إلا بعد انتهاء الموسم الدراسي .
أساتذة سد الخصاص فيلق الاحتياط في التعليم إن صح التعبير، يعيشون اليوم وضعية اجتماعية صعبة لا هم رسميون و لا هم تابعون للقطاع الخاص.تنظر إليهم الدولة كمياومين لا غير.
إن كل هذه الإشكالات جعلت هذه الفئة المنسية توحد صفوفها و تقود العديد من الأشكال النضالية الرفيعة و الحضارية محليا و جهويا و ووطنيا باسم ” التنسيقية الوطنية لاساتذة سد الخصاص و منشطي التربية الغير النظامية” و ” التكثل الوطني لاساتذة سد الخصاص”، مطلبها واحد ووحيد هو التسوية المالية و القانونية و الإدارية لملفهم العادل و المشروع.

رغم كل الخدمات النبيلة التي تقوم بها هذه الفئة النشيطة لنيابات التعليم و أبناء المغرب العميق، و اعتراف الجهات الرسمية بذلك ،إلا أن وزارة التربية الوطنية و تكوين الأطر لا تريد إلى اليوم الجلوس إلى طاولة الحوار لإيجاد حلول ناجعة تريح الطرفين، بل نهجت سياسة الآذان الصماء و التنصل من المسؤولية، وبالتالي حرمان هؤلاء الشرفاء من تسوية وضعيتهم كما يليق بهم كأساتذة و مربي الأجيال.
عبد اللطيف بتبغ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق