الإحصاء يكشف تغيرا في التعامل مع زوار “المخزن” 

الإحصاء 3

900 مليون درهم هي الميزانية التي خصصت للعملية الإحصائية الجارية، وهو مبلغ يعكس مدى الاهتمام بإنجاح إحصاء 2014، ومدى إرادة استغلال جميع المعطيات التي تهمه بشكل جيد، عكس الإحصاءات السابقة. وغطت الميزانية ذاتها كل ما يهم وسائل وأدوات وآليات الإحصاء بما فيها رجال ونساء الحليمي الذين تجندوا لتغطية جغرافية الإحصاء الجديد، والنبش في البيوت عن كل ما يفيد الحكومات المقبلة في التخطيط لمستقبل المغرب. وغطت الميزانية كذلك تعويضات الباحثين والمراقبين الذين وصل عددهم 70 ألف باحث ومراقب، ضمنهم رجال ونساء تعليم، وطلبة باحثون وعاطلون تلقوا تكوينا في هذا الإطار على يد رجال المندوبية السامية للتخطيط. 
كل ذلك لا يعني شيئا للمواطنين الذين أجمعت شهادات بعضهم على أن “الميزانية كبيرة، لكن الغرض أكبر” كما قال رجل تعليم متقاعد، وهو يشير إلى أن “الإحصاء مهم جدا، على الدولة أن تعرف عدد مواطنيها، وإلا كيف ستدبر شؤونهم وهي تجهل عددهم، ولا من يكونون، ولا عدد الأسر أو ممتلكاتهم أو غيرها من الأسئلة التي لا أستغربها شخصيا”.
وإن كان المتقاعد نفسه لا يستغرب للسبب التي تدفعه المندوبية لإجراء إحصاء، فإن سمية ربة بيت، ترى أن بعض الأسئلة تشكل إحراجا لبعض السكان، “أحرجني كثيرا سؤال يتعلق بمهنتي وأنا الحاصلة على الإجازة في القانون الخاص، بل إنني شعرت أن الباحثة تمادت في طرح الأسئلة، ولم أعرف إن كانت مدرجة في ورقتها أم لا، كأنها أرادت أن تتجاذب أطراف حديث فضولي، خاصة بعد علمها أنني أملك سيارة وزوجي كذلك”.
لم يفكر خالد كثيرا في نوع الأسئلة التي طرحت عليه، بقدر ما شغل باله اصطدامه بأحد معارفه ضمن الباحثين، “كان بودي ألا أجيب على أسئلته، صحيح أنه يقطن في حي مجاور، إلا أنه كان يجدر بهم أن يختاروا باحثين من مناطق أخرى، هناك معطيات لا أرغب في أن يعرفها الجميع”.
تتقاطع ملاحظات السكان بمجموعة من الأحياء البيضاوية، وتختلف من عقلية إلى أخرى، إلا أن الباحثين والمراقبين المشرفين على عملية إحصاء 2014، أجمعوا على تغيير في معاملة المغاربة للزائر الجديد، وهنا يؤكد بعضهم أن المعاملة تختلف حسب الشرائح الاجتماعية، فتلك التي تعيش في المجمعات السكنية الشعبية وفي المناطق القروية وشبه القروية، تستقبل زوار شتنبر الجدد بحفاوة كبيرة وبصواني الشاي وابتسامات عريضة، في حين تنتصب أمامهم الحواجز عند طرق أجراس الفيلات والإقامات الفاخرة.
“غريب، واجهنا بعض الصعوبات في الأحياء الراقية، إذ نضطر أحيانا إلى العودة في الساعة العاشرة ليلا، إذ يصدوننا نهارا، ويعاملون الباحثين بطريقة مهينة أحيانا”، يقول مراقب، استقبل شكايات باحثين من معاملة سكان بحي كاليفورنيا بالدار البيضاء، مضيفا أن الإحصاء الجاري لم يكشف فقط الفرق في التجاوب، “كنا نخشى ألا نلقى التجاوب من سكان الأحياء الشعبية والكاريانات، على اعتبار أنهم يتحاشون الإدلاء بمجموعة من المعلومات التي يعتبرونها شخصية، لكن العكس هو ما وقع، بعد نزولنا إلى الميدان”.
وقال المراقب نفسه إن سكان بعض الأحياء الراقية يمنعون الخادمات من فتح الباب، إذ بمجرد ما أن يعلموا أن الأمر يتعلق بباحثي الإحصاء، يطالبونهم بالعودة في وقت لاحق، ما يشكل صعوبات وهدرا للوقت للباحثين، الذين يضطرون إلى العمل في المنطقة نفسها عدة مرات، و”حتى عندما يتجاوب أحدهم، فإنه يتحفظ على الرد على مجموعة من الأسئلة الواردة في الورقة”.
التجاوب الذي يلقاه الباحثون في المناطق الشعبية لا يتجلى فقط في استقبال الباحثين بحفاوة، بل إن بعضهم يعرض المساعدة، “أحيانا يقصدنا مجموعة من السكان ويطالبوننا بزيارتهم، مؤكدين أن صينية الشاي معدة خصيصا لنا، وهي طريقة للترحيب بنا، وللتعبير عن تجاوبهم مع هذه العملية”.
مفاهيم أساسية تضمنها إحصاء هذه السنة
حدد القائمون على عملية الإحصاء لهذه السنة تعاريف ومفاهيم أساسية لضبط عملية الإحصاء، تهم الأشخاص المحصيين وطريقة توزيع المناطق التي يكلف كل باحث بإحصاء عدد سكانها وضمان استخلاص إجابات عن استمارات الإحصاء، من بينها:
*السكان المحسوبون على حدة: الجنود، ورجال الدرك والقوات المساعدة القاطنون بالثكنات أو المراكز العسكرية أو المعسكرات أو ما يماثلها، فضلا عن الأشخاص المعالجين داخل المؤسسات الاستشفائية لمدة تعادل أو تتعدى ستة أشهر، والمعتقلين بالسجون ونزلاء دور التربية المحروسة ومراكز حماية الطفولة، والأشخاص المباشر إيواؤهم في الزوايا ودور البر والإحسان والملاجئ، علاوة على التلاميذ والطلبة الداخليين الموجودين في تاريخ مرجع الإحصاء بمؤسسة للتعليم، والعمال المباشر إيواؤهم في أوراش الأشغال العمومية، ليس لهم أي سكنى اعتيادية.
*منطقة الإحصاء: هي منطقة حضرية أو قروية لها حدود جغرافية واضحة يسند إحصاؤها إلى باحث واحد خلال فترة الإحصاء، وتتكون من جزء من جزيرة أو جزيرة كاملة أو عدة جزيرات في الوسط الحضري، ومن قطعة أو عدة قطع في الوسط القروي.
*الجزيرة: تتكون الجزيرة في الوسط الحضري عادة من مجموعة من البنايات المتصلة والمحاطة بعدة طرق عمومية، (زنقة، شارع، درب…) أو أرض عارية. إن أشكال الجزيرات متنوعة ومتباينة وعدد البنايات التي تشتمل عليها يتغير حسب الجزيرة، فقد نجد جزيرات شاسعة كما قد نجد جزيرات تتكون من عدد قليل من البنايات، ما لم تتكون من بناية واحدة فقط.
*القطعة: هي منطقة جغرافية ذات حدود طبيعية أو مادية واضحة المعالم، تضم تجمعا سكنيا أو أكثر.
التجمع السكني: هو عبارة عن مسكن أو مجموعة مساكن وبنايات متقاربة ومتجمعة لا تفصل بينها حواجز تعوق التنقل بينها كالجبال والتلال والأودية والأراضي العارية الشاسعة.
*النشيطون المشتغلون: يعتبر نشيطا مشتغلا كل شخص سنه يعادل أو يفوق 7 سنوات مارس خلال سبعة أيام التي تسبق تاريخ استجواب الأسرة نشاطا، لمدة ساعة على الأقل لحسابه الخاص أو لحساب شخص آخر أو زاول عملا ذا صبغة اقتصادية يسعى من ورائه المساهمة في توفير ما تستهلكه أسرته.
ويدخل كذلك ضمن النشيطين المشتغلين: من يتوفرون على شغل ولم يزاولوه، لأسباب ظرفية غالبا ما تكون إدارية ويعتزمون مواصلته، والأشخاص الغائبون عن عملهم لأسباب خارجة عن إرادتهم لمدة تقل عن شهرين والذين لهم ارتباط قطعي بعملهم وينوون استئنافه، فضلا عن الأشخاص الذين هم في طور تعلم مهنة عند «معلم» ينتج السلع والخدمات، إذا كانوا يساهمون في الخدمات.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق