12 دولة إفريقية تتقاسم الهموم المشتركة للحضارة الإفريقية بتيزنيت

ملتقى الثقافات الإفريقية

بمشاركة 12 دولة إفريقية، احتضنت تيزنيت صباح الجمعة الماضية، فعاليات ملتقى تيزنيت للثقافات الافريقية في دورته الأولى، وقد اختيرت تيزنيت لاحتضان ملتقى من هذا الحجم لقدرتها على المزج بين مختلف العناصر المُشَكلة للهوية المغربية، من قبيل العروبة والإسلام والأمازيغية والحسانية والإفريقية والعبرية والأندلسية.

وخلال الملتقى المنظم تحت شعار “البعد الافريقي في الهوية المغربية”، من قبل جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة بشراكة مع المجلس البلدي لمدينة تيزنيت ومعهد الدراسات الافريقية التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، والمعهد الملكي للثقافة الامازيغية وجامعة ابن زهر  بأكادير برمج المنظمون 21 عرضا علميا يلامس مختلف جوانب العلاقات والروابط التاريخية والحضارية بين المغرب وعدد من الدول الإفريقية المستعدة لاقتسام تجاربها ومعارفها مع ساكنة المنطقة وضيوفها.

ويهدف الملتقى إلى التأسيس لتقليد ثقافي والشروع في إحداث نواة يرتادها الباحثون في الشأن الإفريقي، ومكتبة تعنى بالتراث المغربي الإفريقي، ومتحف للحضارة الإفريقية، كما يسعى – حسب المنظمين- إلى التأسيس لجائزة سنوية للشيخ ماء العينين، عرفانا وتكريما من المدينة لكل المساهمين في خدمة وتعميق الوشائج والروابط الحضارية بين المغرب وإفريقيا، فضلا عن دعم وتشجيع الباحثين الشباب على ارتياد المجال الإفريقي باعتباره رافدا من روافد الهوية الوطنية، والمساهمة في تنشيط وخلق دينامكية محلية على المستويات السياحية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بالموازاة مع الموسم السنوي للعلامة الشيخ ماء العينين، كما يهدف الملتقى إلى التعريف بكل مظاهر وتجليات هذا التمازج الحضاري.

 وفي السياق ذاته، تراهن الجمعية المنظمة على أن يكون الملتقى موعدا ثقافيا قارا، يلتفت كل سنة الى قضايا ترتبط بالعلاقات المغربية الافريقية، وفرصة للتداول وتقاسم هموم افريقيا بين الباحثين من مختلف التخصصات داخل الجامعات الافريقية، مستشهدة بمقولة للباحث عبد الله العروي: مفادها أنه ” بقدر ما أن الكشف عن حقيقة الروابط بين المغرب وإفريقيا مرسوم في ماضينا بقدر ما يكون التعاون معها مضمون في ثنايا مستقبلنا، حيث أننا –يقول العروي- بصدد مشروع طويل الأمد متوالي الفصول ومتعدد الأشكال، كما أن فهم روابط المغرب بالبلاد الإفريقية الأخرى على حقيقة عمقها وفي نطاقها الواسع جزء من مشروع فهم أنفسنا، وهذا ليس مشروعا ظرفيا وليد اندفاعات وقتية عابرة، بل هو مشروع مرسوم في هياكل وبنى كياننا”.

يذكر أن المجلس البلدي لمدينة تيزنيت، صادق على عقد شراكة مع جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة لتنظيم ملتقى سنوي للثقافات والأبحاث الإفريقية، وذلك بالموازاة مع الموسم السنوي للعلامــــة الشيخ ماء العينين، كما يأتي هذا الملتقى ضمن توصيات المنتدى السنوي للجمعيات، خاصة في الشق المتعلق بدعم الجمعيات الحاملة للمشاريع الكفيلة بتمكين المدينة من مواعيد وأحداث كبرى على مدار السنة.

محمد الشيخ بلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق