البوزيدي يتوج مساره العلمي بدرجة الدكتوراه

عهدي بالبوزيدي محمد منذ سنوات قلائل ممرضا مثل غيره من عشرات بل مئات الممرضين. لا هم له غير أن يؤدي واجبه المهني بإخلاص وتفان وأمانتة. وإذا به يوما يغدو طالبا يتأبط الكتب، ويبري الأقلام، ويقتفي أثر الأفكار وبنات الأفكار. ويتصيد الخواطر والمعارف من أفواه الأساتذة، ومن بطون الكتب والمصادر. يبني بها ومنها صرحا علميا يرتقيه درجة درجة. دون أن تفت في همته أعباء العمل والأسرة. ودواعي الكسل وطلب الراحة. إذ كانت الغاية عنده، ومنذ اليوم الأول، هي بلوغ منتهى السلم، وارتقاء الصرح. وما دون ذلك هين يسير. وهو ما تحقق اليوم في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية حين تم تتويج الأستاذ محمد البوزيدي بشهادة الدكتوراه في علم الاجتماع بميزة مشرف جدا.
لا يهمني في هذا المقام أن أسائل الظروف التي جعلت رجلي الاستاذ الممرض محمد البوزيدي تعاودان طرق مجالس العلم والعرفان. وأستطرد في ملابساتها، باحثا عن مهب تلك الريح الطيبة التي أحيت فيه شعلة الحنين والشغف إليها وجعلتها تتوجه من جديد. إنما الذي يهمني بالأساس هو أن أغتنم هذه الفرصة لأوصل رسالتين. الأولى للأستاذ الدكتور محمد البوزيدي ملؤها التقدير كله والاحترام كله والتهنئات كلها. ومن خلاله إلى كل الممرضين المرابطين في رحاب العلم والعمل. الطامحين لمعانقة الأمجاد. والثانية لكل ممرض يجد في نفسه ملكة من ملكات العقل أو الفكر أو الفن أن يهب إليها ويشمر من أجلها على سواعد العزم والجد قبل أن يئدها الوهن ويطويها النسيان. وحسبي قول أبي الطيب المتنبي موجزا لقصدي:
إذا غامرت في شرف مروم ###فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر عظيم ### كطعم الموت في أمر حقير

حسن البعقيلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق