تقرير حول نشاط المقهى الأدبي السادس بأنزي

جمعية الشعلة

نظمت جمعية الشعلة للتربية والثقافة في اطار برامج اشراقات ثقافية يوم 29 نونبر على الساعة السادسة ونصف، مقهى أدبيا تم اللقاء فيه مع الباحث المغربي، رشيد الحجاحي، وذلك في موضوع: ” المثقف ودروه في التحول الديموقراطي”.

في بداية اللقاء تم الترحيب بالباحث الدكتور رشيد الحاحي، كما تم الترحيب بالحضور الكريم، بعد ذلك قدم المسير الضيف للحاضرين ،فالأستاذ رشيد الحاحي حاصل على دكتواره في تخصص: تاريخ الفن، مفتش جهوي في جهة مراكش تانسيفت الحوز، باحث في الثقافة الأمازيغية، منسق وطني للتنسيق الوطني الأمازيغي. و من أهم مؤلفاته: الأمازيغية والسلطة نقد استراتيجية الهيمنة، والأمازيغية والمغرب المهدور، ثم الأمازيغية وأسئلة المستقبل كتاب مكتوب بالأمازيغية، ثم كتاب الفن والجسد، وأخيرا النار والأثر دراسة أنثروبولوجية في الثقافة الأمازيغية.

له مجموعة من الحوارات في عديد من المنابر الإعلامية الالكترونية والورقي، وله مشاركات عديدة في كثير من المحافل الوطنية في إطار الشأن الأمازيغي والحقوقي والسياسي.

مباشرة، بعد هذه الكلمة تناول مسير الجلسة حول مفهوم  المثقف، فأشار إلى معناها الاصطلاحي الحالي وأنها لم تكن مألوفة عند العرب القدامى وعبر أزمنتهم المختلفة،حيث التطرق إلى ما يهم موضوع المداخلة فقط دون الدخول في تفاصيل أخرى، ألا وهو المعنى الاصطلاحي الذي صار شائعا  فيقال هذا مثقف  وهذه مثقفة  وتلك وزارة ثقافة…..، وما إلى ذلك من الأسئلة المرتبطة بواقع هذه الكلمة داخل نسق المجتمع وما يعرفه من تحولات.

بعد ذلك أعطيت الكلمة للضيف حيث بدأ مداخلته بالبحث عن الأسئلة المرتبطة بالموضع من كون المبتغى هو التوصل إلى الإجابات المتصلة بجوانب الموضوع، ولقد أثار الباحث محاور عرضه انطلاقا من ما يعرفه المجتمع المغربي من انقسامات وتيارات فكرية وسياسية كانت السبب في عدم الحسم في عديد من القضايا الوطنية، كما ربط دور المثقف بالمحيط الإقليمي الذي يتواجد به المغرب خصوصا، تأثره مثلا بتلك التحولات السلبية المرتبطة بشمال إفريقيا.

أما فيما يخص تاريخ المغرب فقد تم ربطه بنوع من القلق الفكري منذ بداية نشوء الوعي الثقافي، وبسبب تنوع الخيارات الإيديولوجية التي هيمنت على الدولة ولم تسعف كثيرا في تدبير الاختلاف الذي سيدفع إلى التطور والتقدم.

كما تم وضع سؤالين محورين مرتبطين بدور المثقف داخل نسق المجتمع، السؤال الأول: هل التغيير من مهام المثقف؟ وهنا تم وَصْلُ المثقف بعدة أدوار داخل مجتمعه خصوصا ما سماه المحاضر الفاعل السياسي والمثقف السياسي. أما الثاني: هل هناك مثقف في المغرب؟ هل هنالك ثقافة؟ في هذه النقطة عرج الدكتور على الاختيارات الثقافية والسياسية السائدة في المغرب وفصل فيها بكثير من التوضيح والنقاش، وأعطى نماذج من اهتمامات المثقف الغربي كما أبرز بعض المفاهيم الأساسية المرتبطة بالمثقف وبالفكر انطلاقا من التصورات والنظريات الغربية، وكان عموم النقاش مرتبطا بالمجتمع المغربي ومكوناته الثقافية واللغوية والسياسية، وكان العنصر المحرك للأفكار التي جاءت في المداخلة هو، المداخلات التي تلت كلمة العارض خصوصا وأنها كانت غنية متممة للنقاش وموضحة ومتسائلة، وقد كان عدد المتدخلين عشر، فمن المداخلين من يرى صعوبة تحديد المثقف ودوره داخل المجتمع، وأنه يبقى مصطلحا أكاديميا وسياسيا فقط، ثم هل مازال هنالك مثقفا؟ وما هي مواصفاته، وهناك من أعاد تسمية المداخلة بعنوان جديد: حلم المثقف في زمن التغيير، وما هو حلم المثقف في زمن التغيير؟ ومن يتحكم في التغيير؟ ثم من المتدخلين هنالك من تحدث عن المثقف العضوي؟ واستحضار نماذج المثقف في الثقافة المغربية الأصيلة كدور “الفقيه” مثلا، وفي علاقة المثقف بالمجتمع قال أحد المتدخلين: هل فعلا المجتمع المغربي يريد التغيير؟ وما صلة المثقف وما دوره في التغيير الديموقراطي؟

تلك كانت مجمل المداخلات والأسئلة التي أثرت النقاش، ليتناول الكلمة بعد ذلك السيد رشيد الحاحي ليرد على المداخلات، وبعد ذلك ثم وضع مجموعة من الأسئلة السريعة من قبل المسير على الضيف، لينتهي اللقاء الأدبي  المقام بمقهى النسيم بمركز أنزي بتكريم الضيف بشهادة تذكارية، وتوقيع كتابه “الأمازيغية والمغرب المهدور”، وأخذ صورة جماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق