جولييت بينوش: والدي ترعرع في تيزنيت وتحدث العربية قبل الفرنسية

جولييت

كلام كثير يكتب عن النجوم في النصوص التي تقدم داخل ملفات أنيقة حمراء، تعتليها نجمة مهرجان مراكش الدولي الخضراء والمرسومة على صوامع وقبب ومعالم مختلفة من المغرب، أراد لها منظمو مهرجان السينما ان تكون عنوان الهوية البصرية للتظاهرة في دورتها الـ13، غير أن الأهم من كل ما هو مكتوب هو ذلك الكلام الذي يصرح به ضيوف المهرجان عندما يعتلون خشبة التكريم.

 

الممثلة الفرنسية، جولييت بينوش، التي حظيت بتكريم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مساء السبت، قالت في كلمتها أمام الحاضرين إن المغرب بلد تربطها به قصة طويلة، كاشفة للجمهور أن والدها ولد في مدينة تيزنيت وترعرع في أكادير ودرس في مراكش. الممثلة المكرمة أردفت أن والدها تكلم، في صباه، اللغة العربية قبل أن يتعلم اللغة الفرنسية وهو ما أدهش جدة النجمة جولييت.

بينوش قالت إن جدها مدفون في مكان ما في تراب المغرب وأن آثار زلزال غيرت معالم القبور والمقابر وهو ما استعصى بموجبه معرفة مرقد جد “الفرنسية البديعة” التي تعتبرها الصحافة العالمية واحدة من أهم الممثلات في العالم خلال العشرون عاما الأخيرة.

تكريم بينوش، حسب المنظمين، يأتي بعد مسار حافل بالانجازات السينمائية. الممثلة التي كان أول ظهور لها على الشاشة الكبرى سنة 1983 من خلال فيلم “ليبرتي بيل” لم تتوقف عن الإبداع و التألق سواء في أدوارها الثانوية مع مخرجين كبار مثل “جون ليك كودار” الذي اشتغلت صحبته في فيلم “أحييك يا مريم” أو عندما اختارت مغادرة فرنسا، سنة 1986 حيث لعبت صحبة الممثل “دانييل داي لويس” في فيلم “خفة الكائن التي تحتمل”، الفيلم الذي بفضله شدت انتباه النقاد الذين كتبوا إيجابا عن تجربة شابة فرنسية، حصلت على جائزة “رومي شنايدر” وهي لا تتجاوز الثالثة والعشرين من عمرها.

“جولييت البهيجة”، كما وصفها سيرج توبيانا، بمناسبة التكريم الذي خصته بها الخزانة السينمائية الفرنسية سنة 2008، عرفت بعشقها الجارف لتجارب سينمائية مختلفة حيث يعرفها الجمهور العربي من خلال فيلم “الانفصال” الذي يعالج جزءا من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كما مثلت عددا من الأفلام التي تخوض في ملفات سياسية شائكة كفيلم “كسر الحواجز” المتحدث عن محنة اللاجئين و فيلم “بلدي” المعالج لمعضلة الميز العنصر.

بعد انتهاء المكرمة من حديثها، صعد الى الخشبة المخرج “إريك بوبي” الذي حكى عن تجربته مع النجمة الفرنسية، خاصة أنه آخر المشتغلين الى جانبها في فيلم “ألف مرة ليلة سعيدة” الذي عرض، خارج المسابقة الرسمية، مباشرة بعد الحفل.

“ألف مرة ليلة سعيدة” هز مشاعر معظم من شاهدوه أمام حكايته المحبوكة و مشاهده القوية التي تروي قصة مصورة فوتوغرافية في مناطق النزاع من كابول الى مخيمات اللاجئين في كينيا. عن الفيلم صرحت المخرجة فريدة بليزيد لهسبريس قائلة “لا يمكنك إلا أن تصفق لهذا العمق و الإبداع في المعالجة” بينما قالت، فاطمة لعوينة، إحدى المترجمات المعتمدات من طرف إدارة المهرجان إنها لم تتمالك نفسها وبكت أمام أحد مشاهد الفيلم.

هسبريس من مراكش (صور منير امحيمدات)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق