شلل نصفي يصيب المستشفى الإقليمي بتيزنيت من جديد

مستشفى تيزنيت

يبدوا أن وضعية المستشفى الإقليمي الحسن الأول بتيزنيت لم يكتب له أن يستعيد إشعاعه السابق بعد، حيث أفادت مصادر مطلعة للجريدة أن خصصا مهولا تعرفه مرافق المستشفى في الأطر المختصة و التجهيزات الطبية، وما تعرفه قاعة الولادة من تقادم لتجهيزاتها الأساسية بالرغم من حساسية المكان، حيث لم يتم اعتماد ميزانية لتجديدها منذ سنة2011، على عكس باقي أقسام الولادة بربوع المملكة، وهو ما أثر حسب ذات المصادر على الخدمات الأساسية المقدمة للمرضى، و التي سبق وأن كانت موضوع وقفات احتجاجية لبعض الأطر والنقابات شهر ماي الماضي، وكذلك لبعض فعاليات المجتمع المدني، مع العلم أن عدد زوار المستشفى تضاعف بعد تشغيل خطوط  نقل للحافلات العمومية الرابطة بين الجماعات المجاورة  والمدينة.

من جانب آخر أكدت مصادر عليمة للجريدة أن قسم الولادة  بالمستشفى الإقليمي، يعمل بدون أطباء مختصين منذ مدة، وذلك بعد استفادة طبيبين مختصين من العطلة السنوية، ومنح رخصة مرضية للطبيبة الثالثة، الشئ الذي جعل المولدات يتلقين تعليمات بتحويل النساء المشرفات على الولادة على المستشفى الجهوي بأكادير، خصوصا اللواتي يستعصي عليهم الإنجاب بطريقة طبيعية، ” أي قطع مسافة 100 كلم “، وهو ما سيؤثر سلبا لا محالة على نفسيتهن و يزيد من معاناتهن، عوض التخفيف عنهن و الاعتناء بهن، وتضيف ذات المصادر أن الطبيب الجراح أو الطبيبة في الطب العام يتدخلون حسب المستطاع لبعض الحالات التي تستلزم إجراء العملية فقط، وحسب المعلومات المتوفرة لدى الجريدة، فإن  قسم الجراحة العامة بالمستشفى الإقليمي يعاني هو الأخر من قلة الموارد البشرية وتعدد المهام، حيث  يشرف طبيبن جرّاحين فقط على العمليات الجراحية بمستشفى إقليمي بأكمله، فالأول يجمع بين ثلاث مهام ، إدارة المستشفى الإقليمي و الجراحة العامة و التدخل في قسم الولادة كلما استدعت ذلك، والثانية طبيبة جراحة تزاوج بين الجراحة العامة، والمداومة الأسبوعية والجراحة بقسم الولادة، كل هذا تحت إشراف طبيبة انعاش واحدة تعمل ليل نهار مع جميع الأقسام وطيلة الأسبوع، وهذا ما يبيّن حسب مصادرنا افتقار المستشفى الإقليمي للعدد الكافي من الأطر المختصة، الشيء الذي يعرقل السير العادي للمرفق من جهة، و يعرض حالة المرضى للخطر من جهة أخرى، الى ذلك أيضا علم أن أطباء قسم المستعجلات يعانون أيضا من قلة الأطر ومداومتهم التي تستمر لأربع وعشرين ساعة، مما يفقدهم التركيز والعطاء والرعاية المطلوبة أمام تكدّس للحالات الاستعجالية أمامهم خصوصا مع حالات حرب الطرق التي يشهدها الإقليم مؤخرا بشكل لافت .

هذا وقد علمت الجريدة أن المستشفى الإقليمي بتيزنيت سجّل رقما قياسيا على مستوى الجهة من حيث الشكايات المسجلة بالمحكمة الابتدائية بتيزنيت ضد خدمات بعض الأطر الطبية، وهو ما يرجعه بعض المتتبعين الى النفسية المنهارة التي يعمل فيها بعض الأطر في ظل انعدام لبعض التجهيزات الأساسية ، وبالتالي ـ يقول أحدهم ـ فإن استمرار الوضعية على ما هي عليه واستفحالها يوما بعد يوم ينبأ بكارثة، خصوصا إذا علمنا أن ثلاثة أطباء لتخصصات العظام والأنف والحنجرة والمسالك البولية، قرروا مغادرة المستشفى بعد سنة من العمل به.

الى ذلك سجّلت الجريدة أن التعيينات الأخيرة التي عرفتها الأطر التمريضية والتي أعلنت عنها وزارة الصحة، استثنت المستشفى الإقليمي الحسن الأول بتيزنيت، وهو ما اثار استياء الأطر الطبية وبعض النقابات …….، وهو ما علق عليه بعضهم فقال :  “بمعنى أصح أريد من خلال هذا القرار أن يبقى الوضع على ما هو عليه الى اشعار آخر، كما أنه من الممكن جدا تكرار مأساة أخرى مثل ما شهده المستشفى مع ” الضحية نعيمة ”  .

متابعة : الحسين بالهدان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق