تافراوت : تعاونية تتحدى الطبيعة

 

تلك المقولة التي تقول ” لا تسر ضد الطبيعة “،يصر نساء و رجال من تافراوت أن يهزموها .

فلا مكان هنا بتافراوت لليأس،بل يصرون ناس تافراوت الطيبون على خوض صراع مع قساوة الطبيعة و جبال الوعرة .

هنا على مشارف تافراوت بمكيلومترات قليلة،سنحت لي الفرصة في إطار تغطية فعاليات مهرجان تيفاوين بتافراوت و املن،ان اكون شاهدا على نجاح نموذج لتعاونية تحمل اسم ” تازاكونيت ” للاقتصاد التسوي التضامني وفقة منظور اجتماعي جاء ثمرة مجهودات جبارة لجمعية تيفاوين توجها مهرجان المراعي باقليم تيزنيت.

و تبرز قوة التعاونية النسوية الفلاحية تيفاوين،في اصرار اهل القرار هنا بتافراوت على النجاح و هزم الفشل،رغم الطبيعة القاسية،بتراب هذه الجماعة التي يعشقها اباؤها حتى النخاع و يصرون على قضاء العطلة بها رغم امكانية ضاء اجازتهم بكبريات العواصم العالمية،في مثال رائع عنوانه التشبت بالأرض كعنوان للهوية و الوجود وفق تربية يتوارثها اهالي تافراوت من جيل إلى جيل.

و هاهي التعاونية تلك أنشأت لزراعة المنوجات الفلاحية التقليدية كالنعناع و السللمية و الأركان و اللوز،بل و اعادة تدويرها و تسويقها على شكل منتوج اوجدوا له فضاء راقيا لعرضه بل و تسويقه بالدار البيضاء حيث كبار تجار أهل تافراوت في أفق تصديره الى الخارج .

استطاعت اذن التعاونية هذه بفضل جهود منخرطاتها و توجيه من طالب باحث في ميدان الزراعة ينحدر من باب الصحراء كلميم فتحت له جمعية تيفاوين افاق تافراوت الواعدة كمجال للبحث و المساعدة المتبادلة وفق مبدأ رابح رابح .
على ان الرابح الالمبر هم تلك النسوة المنخرطات بالتعاونية اكتساب شهرة كبيرة بالمنطقة،و الاهم هو كسبهم لمدخول ذاني بفضل تسويق منتجاتها الحاىءزة كما عاينت تزنيت 24 على اكثر من شهادة الجودة.

و الآن،اصبح الطلب متزايدا على عليها لدرجة ان التعاونية بحاجة لمزيد من المنخرطات لتنامي الطلب على منتجاتها،حيق أصبح الرهان هو الانفتاح على الأسواق العالمية من خلال السياح الاحانب الذين عشقوا مدينة تافراوت خصوصا الذين يعشقون السياخة الجبيلة أولئك من ترسلهم كبريات الفنادق المصنفة من اكادير و مراكش في إطار تنويع جولاتها السياحية .

هكذا اذن يكسب اهل تافراوت الرهانات،بالعزيمة و الصبر والتخطيط ثم العزم بداثناء الإنجاز،و اخضاع مشروعهم للتقويم عبر اجتماعات متواصلة كمكنب و جهاز يعمل كخلية نحل،من اجل هزم الفقر والحد من الفوارق الاجتماعية و الرفع من جودة التعليم و خدمات الصحة في صراع مرير مع كل معيقات التنمية .

لذا إن سنحت لك الفرصة لزيارة تافراوت،فلا تتردد في استغلالها ،سواء خلال مهرجان تيفاوين او مهرحان اللوز،او كعابر سبيلعلى مدار السنة،فحتما لن تجد من اهلها سوى الترحيب،فهنا لن تلمس منهم سوى عشق الأرض و فخر الإنتماء.

نبيل اكران / تيزنيت 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق