في إطار أولى ندواته و أنشطته الإشعاعية و الفكرية ،نظم مركز “ألما” للدراسات و الأبحاث الإعلامية والثقافية ندوة في موضوع: “المجتمع المدني و الديمقراطية التشاركية و الحكامة المحلية في الجماعات الترابية ” يوم السبت 22يونيو 2019 بالمركز الثقافي لأيت ملول من تأطير الأستاذ و الباحث في علم الاجتماع السيد الحسين عمري الفاعل المدني و الإطار بجماعة تيزنيت السيد رشيد لشكر .

و في مداخلة أولى للسيد الحسين عمري تناول بالدرس و التحليل، سياق و تجليات الديمقراطية التشاركية بالمغرب و الأدوار الهامة للمجتمع المدني ،و انخراطه الفعال في إنجاح وتحقيق التنمية الترابية والمساهمة في بناء مجتمع حداتي، أساسه الديمقراطية التشاركية و الحكامة الجيدة و نهج و سياسة القرب في انفتاح على الجماعات الترابية ،لتفعيل نموذج تدبيري تشاركي جديد يشرك مختلف الفاعلين المدنيين في صنع القرار المحلي، من خلال ما أتاحه دستور 2011 من آفاق واعدة و رهانات كبرى تنبثق من منظور شامل لبناء فعل عمومي ترابي جديد، يقوم على أساس التدبير الحر و التعاون و التضامن، و يؤمن مشاركة السكان المعنيين في تدبير شؤونهم، بواسطة فتح قنوات الإصغاء و التشاور مع كل الفاعلين من جماعات ترابية و هيئات المجتمع المدني ،و القطاع الخاص و كل المواطنين لتحقيق تنمية شاملة و مندمجة و مستدامة.

وبعد ذلك تناول المداخلة الأستاذ رشيد لشكر الذي تقاسم تجربة جماعية متقدمة بجماعة تيزنيت تعكس نهج و ترسيخ الديمقراطية التشاركية ،من خلال نهج و تفعيل الية الميزانية التشاركية التي تعتبر آلية متقدمة لتطوير الحكامة و تفعيل المشاركة المواطنة على المستوى المحلي ،حيث تناول في مداخلته المحاور التالية :

– مفهوم الميزانية التشاركية

– مبادئ و مزايا الميزانية التشاركية

– الأسس والمرجعيات القانونية المنظمة لها و ما يتيحه دستور 2011 والقوانين الجديدة المتعلقة بالجماعات الترابية

– الآليات التي تجسد هذه الميزانية التشاركية من خلال :

• مبادرات الأحياء

• المنتدى السنوي للجمعيات وفعاليات وانخراط المجتمع المدني المحلي كقوة اقتراحية في تفعيل الديمقراطية التشاركية وتحقيق تنمية مستدامة.

• تفعيل هيئة المساواة و تكافؤ الفرص

• اللقاءات التشاورية الشهرية(منتديات المواطنة)

• مشروع جماعة مواطنة مع GIZ وكالة التعاون المغربي الألماني.

• التواصل الجماعي (النشر الاستباقي والحق في الوصول إلى المعلومة • وفي الأخير ختم عرضه ببعض المشاريع المنجزة في إطار الميزانية التشاركية والتي تعكس المساهمة الفعالة للفاعل المدني في صنع القرار المالي الجماعي دون إغفال اعتماد آليات الاقتراح والتوصية والمراقبة والتقييم .

وبعد ذلك فتح باب المناقشة في وجه الحاضرين حيث تم طرح أسئلة وتدخلات أغنت النقاش ليختتم اللقاء بأخذ صورة جماعية للمشاركين في أشغال هذه الندوة العلمية المتميزة والتي شكلت أولى المحطات الثقافية لمركز “ألما” بمدينة ايت ملول.

وفي كلمة افتتاحية للاستاذة نادية بكري، والتي رحبت فيها بداية بالحضور الكريم ذكرت بالاهداف الاساسية ،والمحاور الهادفة والطموحة التي يعمل مركز الما على تنزيلها في برامج انشطته الاشعاعية، لاعطاء دينامية ثقافية و علمية بتعاون مع كل شركائه وفي عمل جاد ومتميز لتقديم الاجواد، واغناء النقاشات العمومية في مواضيع مختلفة تحظى باهتمام الجميع، وفي مقدمتهم الفاعل المدني الذي يعتبر شريكا فعالا واساسيا في التنمية المحلية حيث اشارت في كلمتها ان مركز الما ،اختار في اولى ندواته العلمية موضوع المجتمع المدني و الديمقراطية التشاركية والحكامة المحلية في الجماعات الترابية تماشيا مع مستجدات دستور المملكة والادوار الجديدة التي منحت له بموازاة التطور الذي تعرفه ايضا الجماعات الترابية في مجال الحكامة المحلية، و الانتقال من الديمقراطية التمثيلية الى الديمقراطية التشاركية ،باشراك فعلي للساكنة والمجتمع المدني في صنع القرار المحلي الترابي، عبر اليات تشاورية تشاركية بهذف تحقيق تنمية حقيقية وبعد ذلك قدمت نبذة عن الاساتذة المؤطرين لاشغال الندوة قبل اعطائهم الكلمة لتقديم مداخلاتهم.