صعود اليمين المتطرف بإسبانيا وتأثيره على الجالية المغربية و تنامي “الموروفوبيا”

بعد النتائج المفاجئة التي حققها حزب فوكس اليميني المتطرف، في انتخابات إقليم الأندلس، بحصوله على 12 مقعدا نيابيا. تسود الجالية المغربية في إسبانيا حالة من القلق والخوف، لا سيما أن سياسات طرد الأجانب، ومعاداة الإسلام، وعدم السماح باستقبال لاجئين، من الأهداف التي يسعي إليها الحزب المتطرف.
فبعدما حقق حزب “فوكس″، الذي لم يسبق له الظهور على الساحة السياسية الإسبانية، 11% من أصوات الناخبين أي 12 نائباً برلمانياً، وهي نتيجة تجعل الحزب لاعبا أساسياً في أي حكومة أندلسية مقبلة بعد 36 عاماً من هيمنة الحزب الاشتراكي الإسباني.

يرى بعض المراقبين في حصول “فوكس″على المقاعد البرلمانية انحسارا للحواجز الشعبية، لا سيما وأن الحزب الذي لم يتجاوز عمره السنوات الأربع، في طريقه للدخول إلى مجلس النواب في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها عام 2020. يسنمي الشعور “المعادي للمغاربة” الذي تغديه بعض أوساط اليمين المتطرف والتيار الراديكالي في اليمين التقليدي.
وفي هذا الصدد، قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، في اتصال مع صحيفة “يورابيا” : “لاشك أن الانتخابات التي شهدها اقليم الأندلس نتج عنها صعود اليمين المتطرف إلى برلمان الإقليم لأول مرة متمثلا في حزب فوكس. سيكون لها تأثير سلبي على الجاليات بما يحمله هذا الحزب من خطاب عنصري يهدف إلى إقصاء الأخر وتحميلها مسؤولية جميع المشاكل التي تقع في المجتمع”.

ويرى بوصوف، أن خطاب الأحزاب اليمينية معروف، فهو لا يحمل مشروعا مجتمعيا بقدر ما يحمل بذور الشقاق والعداء داخل المجتمع. و يجب علينا كجاليات أن نعمل على مواجهة الفكر المتطرف بالتعاون مع الأحزاب والمجتمع المدني الذي يدعو إلى التعددية ويدافع عن التنوع داخل المجتمع. كما يجب أن نظهر أن الجالية تمثل قيمة مضافة للمجتمع المستقبل، وأنها تعمل على ازدهار ورفاهيته.

وبالتالي يضيف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج: “الانخراط الإيجابي لجاليتنا داخل المجتمع الاسبانس، هو الكفيل لدحر اليمين المتطرف وذلك بالاهتمام بالشأن العام والتحالف مع باقي أطياف المجتمع التي ترفض فكر اليمين المتطرف كما وقع في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في فرنسا. كما يجب أن نعمل من أجل تفعيل مبدأ التعامل بالمثل في الانتخابات البلدية الذي يقره الدستور الإسباني والمغربي من أجل تدعيم وجود الجاليات في مراكز تدبير الشأن العام”.
من جهته قال حمزة حبحوب صحفي مغربي مقيم في اسبانيا، في اتصال مع صحيفة ” يورابيا”: ” لا شك أن تنامي المد المتطرف في اسبانيا التي يشكل فيها المهاجرين المغاربة أعلى نسبة، خاصة في اقليم أندلوسيا الجزء الأقرب إلى المغرب وأهلها أقرب إلى قلوب المغاربة وإلى عاداتهم والأكثر تعاطفا معهم هذه القفزة النوعية، سيشكل نقطة سوداء ومنبع تخوف لدى المهاجرين خاصة المغاربة منهم، لما قد تكون له تبعات وتأثيرا سلبيا عليهم”.

وأضاف حبحوب، “لا يمكننا اليوم إلا أن نبدي تخوفنا من صعود هذا الحزب بقيادة الباسكال، الذي يطالب بطرد جميع المهاجرين، وهو الحزب الذي يطالب ببناء جدار سميك بين المغرب وبين للمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، كما سبق لرئيس الحزب، أن قال في إحدى تصريحاته أنه يجب على الدول العربية الاسلامية ام تاخذ جاليتها إلى أراضيها مما يدل على أن هذا الحزب يتبنى خطابا عنصريا متطرفا يحن إلى الماضي إلى فترة إسقاط الأندلس والحنين إلى المعارك الصليبية ويفكر بمنطق الاسلاموفوبيا”.
يذكر أن الجالية المغربية هي ثاني جالية أجنبية مقيمة باسبانيا من حيث العدد، بعد الجالية الرومانية. بلغ عدد المغاربة الذين أقاموا بشكل قانونا في إسبانيا إلى 792 ألف و158 شخصا سنة 2014، حيث يمثل المغاربة أكبر جالية أجنبية من خارج الاتحاد الأوروبي مقيمة بشكل قانوني في هذا البلد الإيبيري أي بزيادة قدرها 3600 شخصا (+0,3 في المائة) مقارنة بسنة 2012.
ويلاحظ أنه بعد الهجوم الإرهابي الأخير الذي شهدته مدينة برشلونة في إقليم كاتالونيا، وبعد تورط خلية جهادية مغربية موالية لداعش كان عدد من المهاجرين المغاربة ضحية لسلسلة من الاعتداءات العنصرية، تمثلت في استهداف القنصلية المغربية في تاراغونا في كاتالونيا بكتابات عنصرية مروراً بضرب طفل مغربي في إقليم فالنسيا، بالاضافة إلى ازدياد حجم التعليقات المحرّضة على كراهية المغاربة على وسائل التواصل الاجتماعي. ما يوضح تنامي “الموروفوبيا”، و”الموروفوبيا” هي جمع لكلمتين: الفوبيا أي الخوف، و”الموروس″ وهو مصطلح يحيل على المغاربة ويقال للتقليل من شأنهم وعاد استخدامه مرة أخرى بعد الهجمات الأخيرة في الشعارات أو في الكتابات العنصرية

يورابيا ـ الرباط

فاطمة الزهراء كريم الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق